ياسر برهامي يثير الجدل بفتوى شاذة عن حكم الأجرة على قراءة القرآن
أكد الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن مَن يأخذ أجرة على تلاوة القرآن فلا أجر له عند الله.
كان أحد رواد موقع «أنا السلفي» التابع للدعوة السلفي طرح تساؤلا قال فيه: «هل يصح جمع مقرئين لختم القرآن الكريم على روح الميت فيما يعرف بـ"الختمة"؟ وهل يصح أخذ الأجرة على هذه الخاتمة مع ملاحظة أن القراء لا يشترطون مبلغًا معينًا، ويعتبرون ما يدفع لهم إكرامية ليس أكثر».
وأجاب برهامي قائلا: «كيف لقارئ أن يهب لغيره ما ليس له؟! ولو كان بغير اشتراط، لأنها مجرد قراءة وليست تعليمًا، فلا يصح أخذ أُجرة على العبادة المحضة»، مؤكدًا أن هذا ليس من السُّنة، ولكن إن أراد أن يهب لأحد ثواب القراءة فليفعل، وليس بجمع المقرئين.
يأتي ذلك بالمخالفة لدار الإفتاء المصرية، والتي أكدت أن إحضار القُرَّاء لقراءة القرآن الكريم جائز ولا شيء فيه، وأجرُ القارئ جائز ولا شيء فيه، لأنه أجر احتباس وليس أجرًا على محض قراءة القرآن، فنحن نعطي القارئ أجرًا مقابل انقطاعه للقراءة وانشغاله بها عن مصالحه ومعيشته.
وقد وردت السنة النبوية الشريفة بجواز أخذ الأجرة على تلاوة كتاب الله تعالى للأغراض المشروعة، تعليمًا، ورُقية، ونحو ذلك مِن وجوه الاحتباس لقراءة كتاب الله تعالي: فعن سهل بن سعد رضى الله عنه، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت: إنى وهبتُ مِن نفسي، فقامت طويلًا، فقال رجل: زوِّجْنيها إن لم تكن لك بها حاجة، قال: «هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ تُصْدِقُهَا؟» قال: ما عندى إلا إزاري، فقال: «إِنْ أَعْطَيْتَهَا إِيَّاهُ جَلَسْتَ لاَ إِزَارَ لَكَ؛ فَالْتَمِسْ شَيْئًا»، فقال: ما أجد شيئًا، فقال: «التَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ»، فلم يجد، فقال: «أَمَعَكَ مِنَ القُرْآنِ شَيْءٌ؟» قال: نعم، سورة كذا، وسورة كذا، لسُوَرٍ سمّاها، فقال: «قَدْ زَوَّجْنَاكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ».
وحول جزمه بأن الحاصل على الأجر في الدنيا لا يحصل على أجر في الآخرة فيه نوع من التجاوز لأن الغيب والحساب والجنة والنار علمها عند الله ولا يعلم أحد عنه شيئًا.