رئيس التحرير
عصام كامل

سحر نصر وزيرا للاقتصاد !


المشكلة الاقتصادية هي مشكلة مصر الأزلية وأتعجب أشد العجب حينما لا توجد فيها وزارة للاقتصاد هناك ارتفاع في أسعار العملات الأجنبية يقابلها انخفاض في قيمة الجنيه المصري، قلة في الإنتاج والتصدير وزيادة في الاستيراد، تدهور في الصناعة الوطنية وآلاف المصانع مازالت مغلقة، ارتفاع في حجم الدين العام وعجز في الموازنة وميزان المدفوعات، عدم استغلال حقيقي لمواردنا الاقتصادية، استسهال في الاقتراض الداخلي والخارجي كل هذا ولا توجد في مصر وزارة تحمل مسمى الاقتصاد..


يتولى مسئوليتها حاليا 6 وزارات ( المالية، الاستثمار، الصناعة، التموين، التخطيط، التعاون الدولي )، بالإضافة إلى محافظ البنك المركزي ثم رئيس الوزراء بحكم منصبه السياسي ومعظم هؤلاء خلفيتهم غير اقتصادية ما بين الآداب والتجارة وإدارة الأعمال والهندسة، فأصبح الاقتصاد دمه مهدرًا ما بين القبائل وليس له أب شرعي..

ولذلك لاحظنا أن من يتفاوض على قرض صندوق النقد الدولي هو وزير المالية ومحافظ البنك المركزي فقط..

يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا والاعتراف بأن الظروف التي شهدتها البلاد خلال العقود الماضية من تدهور في التعليم والثقافة والإعلام والتفكك الأسري أثرت سلبًا فى الشخصية المصرية وأصابتها بأمراض كثيرة منها الحقد والحسد والأنانية وافتقاد روح الفريق والعمل الجماعي، ولذلك فإن التنافس والسعي للظهور على حساب الآخرين أصبح هو السائد حتى بين الأشقاء أنفسهم كل منهم يحاول إفشال الآخر حتى يخفي ضعفه وبعض المسئولين غير الأكفأ بدلا من أن يجهد نفسه في العمل والنجاح والتطوير يجهدها لإفشال الناجحين بكل السبل حتى ولو كان بالنيل من السمعة الشخصية..

لهذا فإنني اقترح أن يكون للاقتصاد أب واحد لأن المستثمر اليوم لا يعرف الجهة التي يجب أن يتعامل معها من الوزارات الست وأصبح يفضل الهروب بأمواله والاستثمار خارج البلاد والبحث عن وطن بديل، فلماذا لا يتم إلغاء وزارة التعاون الدولي أو ضمها إلى وزارة التخطيط أو الخارجية كما كانت في السابق؟ واستحداث حقيبة جديدة للاقتصاد تكون مسئولة بشكل مباشر عن وضع رؤية اقتصادية حقيقية بأهداف واضحة وبتوقيتات زمنية محددة ( kpi) ومعدلات أداء يتم مراجعتها كل ربع أو نصف أو سنة..

ولماذا الدكتورة سحر نصر وزيرا للاقتصاد؟

أولا لخلفيتها الاقتصادية بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه، ثانيا عملها في مؤسسات اقتصادية دولية مهمة أكسبتها خبرة كبيرة في هذا المجال، ثالثا أنها أظهرت نشاطا كبيرا وملحوظا خلال فترة توليها حقيبة التعاون الدولي ولكن في مجال المساعدات والمنح وبعض القروض وهذا لا يبني اقتصاد دول فهي مجرد مسكنات أكثر منها حلول جراحية، فإنني أتمنى إما إنشاء وزارة للاقتصاد أو إضافة مهام اقتصادية إلى وزارة التعاون الدولي واستغلال نشاط وخبرة نصر لجذب مستثمرين أجانب وأن يكون لها صلاحيات إنهاء إجراءاتهم حتى لا تتركهم فريسة لبيروقراطية وفساد بعض الأجهزة الحكومية والتي أدت إلى هروب المستثمرين المصريين بدلا من جذب الأجانب.. واللهم احفظ مصر.
الجريدة الرسمية