رئيس التحرير
عصام كامل

لن يخرسوا


لن تتوقف الأكاذيب التي تروج عما يحدث في مصر من أعمال ومشروعات اقتصادية سواء كانت كبيرة أو صغيرة، حتى بعد كشف رئيس هيئة قناة السويس في احتفال مرور ٦٠ عامًا على تأميم القناة ومرور سنة على افتتاح ازدواج القناة أن كل ما روج عن خسائر للقناة وانخفاض إيراداتها كانت أكاذيب، وأن القناة استطاعت رغم انخفاض حركة التجارة العالمية بنسبة ١٤٪ خلال عام ٢٠١٥، أن تحقق زيادة في إيراداتها بنسبة ٤٪ بالدولار الأمريكي و٦٪ بالجنيه المصري.


سوف تستمر هذه الأكاذيب، ولن يخرس من يروجها أو يختلقها.. بل على العكس تمامًا سوف تزيد هذه الأكاذيب وسيتمادى أكثر من يختلقها أو يروجها.. لن يحرص هؤلاء على أن تكون أكاذيبهم محبوكة وقابلة للتصديق، وإنما (سيقولون) أي أكاذيب وبمعدل كبير تطبيقًا للقاعدة التي تقول: «العيار الذي لا يصيب يدوش».

وسوف تنخرط جهات إقليمية وعالمية أكثر في ضخ هذه الأكاذيب والترويج لها، ليس فقط بهدف - كما قال الرئيس السيسي - بإيقاع المصريين في مصيدة الإحباط واليأس والقنوط وفقدان الأمل، وإنما أيضًا لقطع الطريق عليه هو شخصيا للترشح لفترة رئاسة ثانية ستتم الانتخابات لها في العام بعد المقبل ٢٠١٨.

وهذا يمكن استنتاجه مما كتبته مؤخرًا مجلة اقتصادية متخصصة تصدر في بريطانيا وكانت تبدو أنها رصينة ولا تخوض في الأمور والقضايا السياسية.. فقد تجاوزت أو (خرقت) ذلك كله (لتتناول) الأوضاع السياسية المصرية، ولم تكتف (بمخاصمة) الموضوعية وهي تتناول هذه الأوضاع، وإنما أفصحت عن موقف غريب وشاذ صحفيًا وسياسيًا، عندما طالبت من يقرأها بأن يمنع انتخاب السيسي لفترة رئاسية ثانية.

ما قامت به بلا خجل مجلة كانت تعرف برصانتها يوضح إلى أي حد كم يكره الغرب عبدالفتاح السيسي لموقفه في الثالث من يوليو عندما انحازت القوات المسلحة المصرية الذي كان قائدًا عامًا لها إلى ملايين الشعب التي خرجت تطالب بالتخلص من حكم الإخوان الفاشي والمستبد.. ولذلك مع مرور الوقت واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الجديدة في مصر سوف تقصف مصر بالأكاذيب من كل الاتجاهات.. ولن يخرس من يروجها!
الجريدة الرسمية