رئيس التحرير
عصام كامل

يدًا بيد مع أمريكا: الإخوان فى مواجهة "الأنتى كريست"


الأنتى كريست (عدو المسيح)، العدو الأول للتحالف الصهيوصليبى حسب المعتقد البروتستانتى، وهو من وجهة نظرهم قائد إسلامى يتصدى للهيمنة الغربية.


الآن ومنذ عدة قرون؛ ومع بلوغ (البروتستانتية المتصهينة) قمة نفوذها وهيمنتها على أمريكا الدولة الأكبر فى العالم، باتت سياستها محكومة بتوجهات هذا التيار، وأن بعض المصطلحات التى استخدمها قادة أمريكا مثل (النظام العالمى الجديد) و(محور الشر) هى مصطلحات توراتية كاشفة عن خلفية هذه السياسات حتى ولو تغافل البعض عمدا أو جهلا عن هذا.

من بين هذه السياسات.. كان الغزو الأمريكى للعراق للسيطرة على مركز قيادة المهدى المنتظر أو (الأنتى كريست الثالث)، حسب كثير من الكتابات التى أماطت اللثام عن هذا التوجه، ومن بينها كتاب بيرى ستون: (العراق مقر القيادة المستقبلى للأنتى كريست).

الجديد فى الأمر أن الجماعة الوحيدة (خير أمة أخرجت للناس!!) لم تمانع أن تكون أصبعا، فى زمن عقل الصباع، من أصابع الإرادة البروتستانتية المتصهينة، حيث طلع علينا أحد (مفكرى) الجماعة بمقال يبشرنا فيه أن المزاد رسا عليهم ضمن مقاولة حرق المنطقة تمهيدا لمعركة هرمجدون، ومن لها غير الإخوان؟!.

يقول محمد تاج الدين فى مقاله بالأهرام بتاريخ 18-3-2013 إن (وجود الإخوان أو مثلهم على رأس الحكم فى مصر، هو أحد العناصر الرئيسية لهذا التصور التوراتى)، قبل أن يواصل خربطاته زاعما أن (عدو المسيح إما رئيس الكنيسة الكاثوليكية أو رئيس تحالف البنوك أو رئيس التحالف الأوروبى، وأن "مرسى" ملك الجنوب سيشن حربا على إسرائيل متحالفا مع أشتات العرب وملك الأتراك وملك الفرس والأحباش، وتجتمع الجيوش الغازية فى تلة مجيدو بالقرب من القدس، وتدور المعركة ويهلك نصف سكانها وينتصر المصريون ويعودون إلى مصر بآلاف من الأسرى اليهود).

الذى نعرفه أن ثقافة الإخوان ثقافة التقاطية ضحلة لا تكترث بما ورد فى كتبنا من نبوءات، اللهم إلا أوهامهم عن (عودة الخلافة وأستاذية الدنيا)، ومن ثم فليس لديهم ما يقال عن المهدى المنتظر أو علامات الظهور، ولذا فهم لا يمانعون فى لعب الدور الذى قرره لهم عتاة البروتستانية الصهيونية، وتلك هى الطامة الكبرى.

أخيرا وجد الإخوان لهم دورا فى سيرك السياسة الدولية، لكن الأخ تاج لم يشرح لنا كيف سيتنصلون من تعهداتهم التى قدموها لحزب الشيطان ليقاتلوا بعدها إسرائيل حسب زعمه ووهمه، جنبا إلى جنب مع البهلوان أردوغان الصديق الصدوق لأمريكا وإسرائيل؟!.

بهلوانيات فكرية وخدع لفظية!!.

هل حقا ستنجح جماعة الإخوان فى خداع الشيطان الرجيم مثلما نجحت فى خداع شعبنا المصرى العظيم؟!.

الجريدة الرسمية