سفيرة مصر بكرواتيا: أحداث تركيا الأخيرة شجعت الكرواتيين على السفر لمصر
- >> دعم العلاقات التجارية مع كرواتيا ينعش الاقتصاد المصرى
- >> زغرب تؤيد السياسة المصرية وتدعم الحرب على الإرهاب
- >> 24 مواطنا مصريا منهم رجال أعمال ودارسين يعيشون في أوكرانيا
- >> العلاقات التجارية بين مصر وكرواتيا ليست كما نريد
منذ عام 2010 وتسعى مصر إلى تنمية العلاقات الاقتصادية التجارية مع الجانب الكرواتي، خاصة أن السوق الكرواتية لا تزال بكرًا وتحتاج إلى الاستثمارات المصرية، كما تحتاج مصر إلى تطبيق «التجربة الكرواتية» في قدرتها على رفع معدلات النمو الاقتصادي.. أسئلة كثيرة حول أهمية العلاقات المصرية الكرواتية وحجم التبادل التجاري والثقافي بين البلدين تجيب عنها ألفت فرح، سفيرة مصر في دولة كرواتيا.. وكان الحوار التالى:
> بداية.. كم يبلغ تعداد الجالية المصرية في كرواتيا؟
لا نستطع أن نطلق على المصريين المقيمين داخل دولة كرواتيا أنهم جالية وذلك لأن عددهم قليل جدا، فهم نحو 24 مواطنا مصريا ما بين رجال أعمال ودارسين، وجميعهم شخصيات تشرف الدولة المصرية، وجميعهم مقيمــون إقامة مشروعة ويعملون في وظائف مشرفة، وبعضهم رجال أعمال وهناك رجال أعمال كرواتيون يعيشون في مصر منذ عدة سنوات، فأحدهم درس في الجامعة الأمريكية بمصر ومن شدة عشقه لها جعل أبناءه الأربعة يدرسون فيها.
> كيف تقيمين حجم التبادل التجارى بين مصر وكرواتيا؟
حجم الاستثمارات الكرواتية في مصر جيدة، لكن العلاقات التجارية بين مصر وكرواتيا ليست كما نريد، فحجم العلاقات التجارية بينهما وصل إلى 139 مليون دولار عام 2015، وفى مايو الماضي زارت البعثة التجارية لمجلسي الأعمال المصري الكندي والمصري التنمية المستدامة كرواتيا، وبهدف بحث سبل دعم وتنمية العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر وكرواتيا ودفع حركة التجارة بينهما وفتح أسواق جديدة للتصدير، مع الأخذ في الاعتبار أن السوق الكرواتية تفتح الفرصة لاستقبال السلع والمنتجات المصرية، حيث التقت البعثة مع كبار المسئولين الحكوميين في الغرفة التجارية الكرواتية ورجال الأعمال لجذب الاستثمارات لمصر.
> من وجهة نظرك.. ما أهمية دعم وتنمية العلاقات المصرية - الكرواتية؟
رئيسة الجمهورية الكرواتية كوليندا غرابار كيتاروفيتش، دائما تؤكد رغبتها في زيارة مصر تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونحن نرتب الآن لتلك الزيارة التي ستكون في الغالب قرب نهاية العام الحالي أو مع بدايات العام المقبل، وبشكل عام تنمية العلاقات مع كرواتيا مهم للغاية، فالكرواتيون يرون أن مصر هي الثقل الإستراتيجي ونقطة التوازن في منطقة الشرق الأوسط، ويؤيدون السياسة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي، أيضًا دعموها في أن تصبح عضوًا غير دائم في مجلس الأمن، ويرون أن مصر تخوض حربا ضد الإرهاب نيابة عن العالم أجمع.
> وفقا لمعلوماتك.. ما الاحتياجات التي ستطلبها السوق الكرواتية من مصر في حالة حدوث تبادل تجاري؟
السوق التجارية الكرواتية سوق حديثة، وتستقبل أي منتج من المنتجات المصرية، كمنتجات السيراميك ومنتجات الأثاث المصري، خصوصا أن كرواتيا تصدر الأخشاب لمصر وتفتقد كرواتيا صناعة الأثاث، أيضًا تحتاج كرواتيا إلى المنسوجات والقطن والمصري، وهناك محل وحيد في مدينة أوباتيا يضع شعاره «زهرة القطن المصري».
وهناك أيضا العديد من المجالات الاستثمارية المفتوحة بينهما، فكرواتيا تعمل في مجال الطاقة واستخراج الغاز الطبيعي، أيضا الحفارات الكرواتية أسهمت في تنمية محور قناة السويس الجديد.
وكرواتيا هي ثاني دولة على مستوى الاتحاد الأوروبي في صناعة السفن، وكانت قد اقترحت كوليندا غرابار كيتاروفيتش رئيسة الدولة الكرواتية، بعد حفر محور القناة أن يتم التعاون بين ميناء «رييكا» وهو أكبر ميناء بحري كرواتي وقناة السويس، والجانب المصري يعمل الآن لدعم هذا المشروع.
> وما الذي تحتاجه مصر من التجربة الكرواتية سواء على المستوى الاجتماعى أو الاقتصادى؟
كرواتيا دولة خرجت بسرعة كبيرة من الحروب اليوغوسلافية في الفترة 1992-1995، واليوم هي دولة حديثة، ونهضت نهضة سريعة جدا إلى أن أصبحت عضوا في الاتحاد الأوروبي عام 2013، اقتصادها ما زال في مرحلة النمو، وأهم ما تتميز به كرواتيا التعايش بين الطوائف المختلفة ودرجة التسامح الديني عالية جدا، احتفلت مؤخرا بمرور مائة عام على الاعتراف بالدين الإسلامي كديانة رسمية بالدولة، أيضا دولة كرواتيا تمتاز بالأمان التام، فمعدلات الجريمة تساوى صفرًا، فلا يوجـد جرائم عنف أو خطف للأطفال أو سطو مسلح، والشعب الكرواتي مسالم، وأيضا شعب غير متعصب ضد الحجاب أو الأقليات بشكل عام، وكل مواطن يتمتع بالحرية الكاملة ولكن في الإطار الذي لا يتعارض مع الضوابط القانونية.
> وما هو عدد المسلمين في دولة كرواتيا؟
لا نمتلك إحصائية دقيقة لكن قد يصل عددهم إلى ما يقرب من 100 ألف مسلم من أربعة ملايين وثلاثمائة ألف نسمة، ويعتبر المسلمون في كرواتيا نموذجا متميزا للاندماج والتعايش في المجتمع الكرواتي، ويسعون إلى تصديرها لكل الدول الأوروبية، ودول البلقان.
> ما نوعية الأزمات التي يمكن القول إنها موجودة بين الجانب المصري ونظيره الكرواتى؟
تواجهنا مشكلة وحيدة بين مصر وكرواتيا في علاقات التبادل، وتتمثل في عدم الاعتراف بالشهادات الدراسية في المراحل التعليمية على مستوى الجانبين، وعلى سبيل المثال الجامعات الكرواتية لا تعترف بشهادة كلية طب أسنان، ومؤسسة الأزهر لا تعترف بشهادة الثانوية الكرواتية إذا تقدم أحد الكرواتيين للدراسة فيه، ونسعى الآن إلى إيجاد حل توافقي بين الجانبين.
> وبالنسبة لوضع المرأة في كرواتيا.. كيف تقيمه؟
المرأة الكرواتية تتساوى مع الرجل في كل شيء، وتتمتع بكل ممارسة الحقوق السياسية، وتمثيلها في الحكومة بشكل كبير، فرئيس الدولة سيدة، والكرواتيون يقيسون درجة تحضر الدول والانفتاح الفكري من حجم تمثيل المرأة ومشاركتها في المجتمع.
> بعض المواطنين الكرواتيين يخشون الذهاب إلى مصر بسبب «الأعمال الإرهابية».. فكيف نحل تلك الأزمة؟
كان هذا سابقا، لكن بعد أحداث تركيا الأخيرة، تغيرت تلك النظرة من خوفهم من الذهاب إلى مصر.
> ومن هم أشهر الكتاب والفنانين المصريين الذين يعرفهم الشعب الكرواتي؟
الفنان عمرو دياب له شعبية وجمهور عريض في كل دول البلقان، وخصوصا أغنيتي “حبيبي يا نور العين والليلة دى”، أيضا انبهر رجل الشارع الكرواتي بعروض فرقة التنورة للفنون التراثية وظهر ذلك أثناء مشاركتهم في مهرجان الفلكلور الدولي في دورته الخمسين، أيضا كنا أقمنا مؤخرا معرضا للخط العربي بالتعاون مع المشيخة الإسلامية، وغيرها من العروض الموسيقية والفنية.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"
