رئيس التحرير
عصام كامل

وزير السياحة والمبادرة الفاشلة !


وجودي في الغردقة خلال هذه الأيام جعلني أفكر كثيرًا وأبحث عن الأسباب الحقيقية للمبادرة التي أطلقتها وزارة السياحة منذ فترة لتشجيع السياحة الداخلية منذ أزمة الطائرة الروسية.. فلا أعتقد أن يكون الهدف هو تشويه السياحة المصرية ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون الهدف هو تدمير البيئة.. كما لا يعقل أن يكون الهدف منها هو تعذيب وإزعاج العدد القليل من السياح الموجودين في الغردقة وشرم الشيخ.


ما رأيته في إحدى القرى المميزة والتي لها سمعة كبيرة بل يصفها البعض بأنها 7 نجوم لا يصدقه عقل.. فالمصريـون في هذه القرية "زي الرز" ولكن للأسف الشديد "العدد في الليمون".. فالقليلون الذين يلتزمون بالقواعد والكثيرون ممشينها إما فهلوة أو بلطجة أو بمبدأ "أنا قاعد هنا بفلوسي".. وقد يكون هذا مقبولًا في الأماكن الكثيرة التي عليها عروض مغرية ومشجعة لسفر جميع الأسر من كل الطبقات، ولكن أن يصل الحال إلى هذا الموضوع المؤسف في مثل هذه الأماكن السياحية الأكثر رقيًا وشهرة، فهذا معناه أن نتائج مبادرة تشجيع السياحة الداخلية عكسية.

والأغرب من ذلك هو استسلام القرى السياحية لهذا الوضع المخزي عملا بمبدأ كلنا مصريون في بعض.. فلا اهتمام بالنظافة داخل المطاعم ولا تركيز على الرقابة لمنع التحرش بل تم تطبيق قانون خزعبلي من طرف واحد يقضي بأن يدفع المصري قيمة الأيام التي سيقضيها في القرية مقدمًا بعدما تم اكتشاف هروب البعض من دفع الحساب..!

وبعد ليلة واحدة قضيتها في هذه القرية المشهورة.. ورغم محاولات مدير القرية ومسئوليها لإقناعي بعدم الرحيل مع التعهد بتذليل كل العقبات والمشكلات على اعتبار أنني زبون مصري مختلف لم أجد أمامي سوى الاتصال بصديقي وبلدياتي محمد عبد الفضيل، صاحب إحدى الشركات السياحية في الغردقة، لإتمام عملية انتقالي إلى قرية "فورت أرابيسك" بخليج مكادي، والتي كنت فيها بالعام قبل الماضي، ولكن اشترطت عليه أن يتأكد من عدم وجود مصريين كثيرين في القرية.. وقد كان.. الحمد لله.. لم أجد في القرية مصريين كثيرين ومن هم موجودين نوعية مختلفة تشعر بأنهم حضروا للاستجمام فقط.. ناهيك عن الراحة النفسية من التعامل المميز لكل من هم داخل القرية من مسئولين وموظفين وعمال.

وبعد هذه التجربة القصيرة ادعوا يحيي راشد، وزير السياحة المصري، لمراجعة هذه المبادرة أو إلغائها لأن الهدف منها لن يتحقق بل على العكس ستكون الآثار السلبية كثيرة.. فالسائح الذي سيأتي إلى مصر خلال هذه الفترة ضاربًا عرض الحائط التحذيرات الخاصة بالإرهاب لا يمكن أن نكافئه بكل عاداتنا السيئة !

يا وزير السياحة.. مش ممكن تكون حضرتك مش عارف اللي بيحصل في شرم والغردقة.. يا عم ارحمنا وبلاها مبادرات وبلاش فضايح.. والفلوس اللي بتدفعها الحكومة لهذه المبادرة كتعويض عن فارق الأسعار ادفعوها مباشرة للمتضررين من الركود السياحي في هذه الأماكن!
الجريدة الرسمية