رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة 19


لقد صنعت الأحقاد الإخوان، وتاريخهم شاهد بما تحمله أيديهم من دماء المصريين الأبرياء. لم يكن الإخوان نبتاً وطنياً من البداية، بما نعرفه اليوم من تواصلهم مع المُستعمر، لضرب المشروع الوطنى بالمشروع المُتأسلم، لصالح الشيطان، لتشتيت الهوية الوطنية والقضاء على ذاك الانتماء الجامع الموحد للمصريين!!


لقد تم حلهم فى العصرين: الملكى والجمهوري. اختلفوا مع الملك فاروق وعبد الناصر والسادات ومبارك. اختلفوا مع الكثير من قادة المنطقة العربية بعد اتفاق وعمل مُشترك. إلا أنهم لا ينصلح حالهم أبداً، لأن هدفهم دوماً كان ويظل السلطة والانقلاب على غيرهم ولو كانت دولته كالتى يريدون!!

لقد شاركوا الضباط الأحرار فى "انقلاب 1952"، ثم حاولوا أن يقتنصوا السلطة منهم، وبحادث المنشية كان الفراق. ولكنهم لم يتوقفوا عن محاولاتهم الانقلابية، فكانت مؤامرة 1965، التى أُعدم من خلالها سيد قطب. ثم كانت محاولة ثورة عقب اغتيال السادات الذى تواطئوا ضده فى 6 أكتوبر 1981.

وفى النهاية لما علموا أنهم لن يتمكنوا من القيام بثورة وحدهم، تقاربوا مع المدنيين ليتخذوا منهم واجهة فى ثورة خاصة بهم، بدعم من الخارج، لأن مبارك صار يقول "لا" للغرب، وكان هذا الغرب بحاجة إلى من يحمل الجميل له، فكانت تلك "النكسة" فى يناير وفبراير 2011، كى يحكم الإخوان مصر!!

كانوا هم من صدروا شعار "سقوط حكم الجيش" فى الميدان، كى يُباعدوا ما بين الشعب والجيش، ولكنهم فشلوا مع الوقت، فكانت المواجهة، لإسقاط الإعلان المُكمل، بقتل الجنود المصريين فى رفح من خلال حماس!! كان هذا الفعل لإظهار فشل الجيش فى تأمين سيناء، وكانت عملية موجعة للقوات المُسلحة التى استأمنت الإخوان على مصر، وسلمتهم السلطة.

وقد أكدوا أنهم قتلوا هؤلاء الجنود، برفضهم تسليم الجُناة. وبالطبع، فان الجُناة لم يقتلوا الجنود المصريين، من تلفاء أنفسهم، وإنما بأمر من قادة حماس!!

إن حماس ليست الفصيل الفلسطينى الوحيد ولكنها أحدهم ولا تُمثل القضية الفلسطينية وحدها. لذا فإن المصرى الذى يتكلم مُدافعاً عنها اليوم، مُدعياً أنه بذلك يُدافع عن القضية الفلسطينية، إنما هو مُخادع للحق وخائن لمصر وجيشها، لصالح الإخوان فقط، وليس أية قضية!!

لقد غدر الإخوان بجيش مصر فى رفح، كما خانوا قبل ذلك عبد الناصر والسادات ومبارك. إنهم قوم لا عهد لهم. بالإضافة إلى كونهم كاذبون ومنافقون وقتلة كما أكدت الأيام. إنهم يكرهون مصر، ولا يعتبرونها إلا كعكة يمتلكونها ويتعرضون لشعبها بالقهر، لو أنهم تمكنوا!!

ولكنهم خسروا فى اللعبة، لأن خيرت الشاطر هاوٍ، لا يعرف ألعاب السياسة. فكل ما يقوم به مكشوف، وهو بالفعل لا يصلُح إلا "كبقال" يبيع ويشتري، دونما رؤية اقتصادية لدولة بحجم مصر. فهو لا يعرف كيف يُفكر استراتيجياً ومحاولته التأثير النفسى على المصريين، صُبيانية!!

إن المواجهة على الأبواب، حال عدم انصياع الإخوان للقانون وتنفيذ أحكامه!!

وتُراقبنا الدول العربية المُؤثرة، بدقة فائقة، لأن سقوط التجربة الإخوانية فى مصر، سيعنى فشلها فى كل العالم العربى وسيكون احتفاءً لمصر والمصريين ولأغلب العرب، بالجيش المصري، واستعادة مصر وصون الأمة العربية، ضد اعتداء هؤلاء الخونة!!

لقد ذهب الإخوان إلى السعودية فى أعقاب حادث المنشية، بينما كانت علاقة عبد الناصر مع المملكة سيئة. استضافتهم حيث عملوا وعاشوا وكونوا ثروات، وفى النهاية تآمروا على السعودية نفسها، ليقول الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز فى العام 2002: "الإخوان المسلمين أصل البلاء" فى المنطقة!!

لقد أثبت الإخوان، أنهم لا عهد لهم، حتى مع من يطبق كل ما يدعون فى السعودية!!
وللحديث بقية ..

والله أكبر والعزة لبلادي،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية

الجريدة الرسمية