ارتفاع سعر الدولار يهدد أصحاب دور النشر.. الهيئة المصرية للكتاب تقترح رفع الجمارك عن مواد الطباعة.. اتحاد الناشرين العرب يتوقع زيادة أسعار الكتب بنسبة 50%.. وعادل المصري: يؤثر على عدد الإصدارات
أزمة ارتفاع سعر الدولار الأمريكي أثرت على معظم الخدمات وتسببت في حالة من الركود بالأسواق، وأصبحت صناعة النشر في مصر على المحك نظرا لما تعانيه من مشكلات قد تقضي على ما تبقي من هذه الصناعة التي تعتمد كليا على مواد تستورد من الخارج، وهناك مخاوف من تأثيره على معرض الكتاب في دورته المقبلة.
تخفيض النسخ
وقال الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن الهيئة تعمل في الوقت الحالي على تخفيض عدد النسخ من مطبوعاتها، نظرًا لما لديها من عجز في ورق الطباعة، وذلك لارتفاع أسعاره لارتفاع سعر الدولار في الأسواق المحلية.
وأضاف الحاج على أن ارتفاع سعر الدولار كان له مردودًا سلبيًا على صناعة النشر في مصر، لكنه لن يؤثر بشكل كبير في المشاركات في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته القادمة، وذلك لمشاركة نحو 40% من العارضين الأجانب لا يتعرضون لأي أزمات تخص النشر.
وفي إطار ما تمر به دور النشر الخاصة من أزمة تتعلق بارتفاع أسعار المواد الأساسية المكونة للطباعة قال "الحاج على" إن الهيئة تحدثت في تشريعين مهمين مع عدد من أعضاء مجلس النواب من المنتظر أن يحركا ساكنًا في هذه الأزمة، الأول لرفع الجمارك عن العناصر المكونة للصناعة أو تقليل هذه الجمارك بما يسمح لإحياء صناعة النشر مرة أخرى، والتشريع الآخر يبحث في تداول وتبادل الكتب عبر الحدود.
استيراد المواد الخام
ويري عادل المصري رئيس اتحاد الناشرين المصريين، أن ارتفاع سعر الدولار يؤثر بشكل مباشر على صناعة النشر في مصر وذلك بسبب اعتماد الصناعة على المواد الخام المستورة من الخارج كالورق والأحبار بجانب آلات الطباعة.
وأضاف أنه في حالة استمرار ارتفاع سعر الدولار سينخفض عدد الإصدارات الجديدة المشاركة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته القادمة، ويرجع ذلك لحالة الحذر التي تنتاب دور النشر في نشر كتب بعينها تنأى بها عن المغامرة.
وأكد أن الدولار ينال أيضا من فرص تواجد وانتشار إصدرات للكتاب الشباب في واحد من أهم معارض الكتب في الشرق الأوسط، لما يرتاده من أعداد كبيرة للجمهور، بل ويعد الموسم الثقافي على المستويين العربي والعالمي.
من ناحيته، يؤكد الناشر محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب، أن أسعار الكتب في مصر سترتفع خلال الفترة القادمة بنسبة قد تصل إلى 50% على إصدارات دور النشر، مشيرا إلى أن ارتفاع سعر الدولار وراء ما تعانيه صناعة النشر المصرية من أزمات منذ استمرار ارتفاعه.
المواد الأساسية
وأضاف رشاد أن المواد الأساسية في صناعة النشر ارتفعت أسعارها بنسبة 55% في الشهور الماضية، ما تسبب في توقف عدد من دور النشر نشاطها، فيما رأى آخرون تقليص عدد هذه الإصدارات لحين إيجاد حل في هذا التدفق، وذلك نظرا لأن جميع هذه المواد يتم استيرادها من الخارج.
وأكد أن ما تعاصره صناعة النشر في مصر الآن سيؤثر على مشاركة دور النشر المصرية والأجنية في معرض القاهرة الدولى للكتاب القادم، وسينتج عنه قلة في عدد الإصدارات الجديدة.
وطالب الدولة بدعم الناشرين المستقلين، والدفع في هذا الاتجاه لإنقاذ صناعة النشر المصرية من الاندثار على حد وصفه.