رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. زوجة «الضحية» عامل الحفر بقناة السويس الجديدة: مر أكثر من عام ونصف على وفاته.. «مفيش حد من المسئولين بيهتم بينا».. نعيش بمنزل غير آدمي.. تطالب بتوفير معاش شهري لت

فيتو

"أحمد موسى محمد إبراهيم" 35 عاما، من أهالي قرية بحر البقر بمركز الحسينية في محافظة الشرقية، أب لـ 4 أبناء، خرج للعمل بعمليات الحفر بمشروع قناة السويس الجديدة عن طريق إحدى شركات الحفر التي عملت بحفر القناة، لكي يوفر لقمة عيش لأبنائه، وبدلا من أن يعود إليهم بالأموال ليكفوا قوت يومهم، عاد إليهم جثة هامدة عقب مصرعه أسفل لودر حفر، تاركًا خلفه زوجته و4 أبناء يسكنون منزلا بحظيرة لتربية الطيور ويعيشون على مساعدة أهل الخير، في ظل تهميش الحكومة لهم وعدم اهتمامها بهم.


"أحمد شهيد الواجب.. سابنا نمد إيدينا للغير لنستطيع الحياة"، بهذه الكلمات بدأت معنا إيمان سليمان حسن 28 عاما ربة منزل، زوجة أحمد موسى الذي لقي حتفه أسفل لودر حفر أثناء عمله بعمليات حفر قناة السويس الجديدة في ديسمبر عام 2014، قائلة: "مر عامان على وفاته، إلا أنه لا أحد من المسئولين قام بالاتصال بنا، وأبناء الشهيد ما زالوا بعمر الزهور وهم: "حمادة 10 سنوات، ومريم 9 سنوات، وولاء 6 سنوات، وحسن 3 سنوات".

وتذكرت معنا زوجة الشهيد يوم علمها بوفاته، وقالت والدموع تنهمر من عينيها، إن "أحمد" قبل حادث وفاته بيوم كان معنا في المنزل في إجازة حيث إنه يعمل بالحفر 15 يومًا ويأتي ليقضي معنا يومين أو ثلاثة ويذهب مرة أخرى.

وأضافت: "في هذا اليوم أحمد كان جايب حلاوة المولد للأولاد، وكان مبسوط وفضل يقولنا أنا عايز أفضل وسطكم بس أكل العيش بيجبرني على البُعد عنكم، وتركنا وعاد للعمل بحفر قناة السويس الجديدة، وعقب ذهابه بساعات علمتُ بوفاته، وكانت هذه الصدمة الكبرى لي ولوالديه ولأبنائه، وعمري ما تخيلت إني ممكن أفقده".

واستطردت قائلة: "إننا علمنا بوفاة أحمد من أحد زملائه، حيث أخبرنا تليفونيًا أن أحمد لقي مصرعه عقب سقوط لودر حفر عليه"، لافتة إلى أن بعض وسائل الإعلام أعلنت وفاته طبيعيًا ولكن هذا غير صحيح، فذهبت إلى مشرحة مستشفى الإسماعيلية وتعرفت على جثمانه، ثم تم نقله بالإسعاف إلى قريتنا وقمنا بدفنه بمقابر القرية.

وتابعت الزوجة المكلومة: "وعقب استشهاد زوجي أثناء العمل بحفر قناة السويس الجديدة، إلا أنه لم يهتم بنا أحد أو يسأل علينا سواء من المسئولين أو من مسئولي الشركة الخاصة التي كان تابعا لها.

وأضافت، ومع ضيق الحال وعدم إيجادي أي أموال لإطعام أبنائي، قام أحد المحامين عقب معرفته بحالتي، بإخباري أنه من الممكن رفع قضية على الشركة والمطالبة بتعويض، وبالفعل قمنا برفع القضية، وحصلنا على 10 آلاف جنيه مقابل مصاريف العزاء، وعشرين ألف جنيه لوالد ووالدة أحمد، و32 ألف جينه لأولادي، ولم نستطع الحصول على معاش شهري من الشركة الخاصة أو من الحكومة.

وقالت الزوجة، إنني لا أريد شيئًا عقب وفاة زوجي سوى توفير حياة كريمة لأبنائي، فإننا ليس لدينا أي دخل، حتى إن المنزل الذي نقيم به لا يوحي بالآدمية، وليس ملكنا فهو مستأجر وأدفع الإيجار بمساعدة أهل الخير الذين يعطونني المال حتى أستطيع الحياة أنا وأبنائي.

وطالبت المسئولين بتوفير معاش شهري ثابت، لتستطيع قضاء حاجة أبنائها ولا تضطر إلى إخراجهم من التعليم لقصر يدها وقلة حيلتها.
الجريدة الرسمية