رئيس التحرير
عصام كامل

حال العرب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في ليلة وضحاها قرأت للمفكر الفيلسوف زيدان الذي يزداد به الفكر شجونا عربية، آخر كتاباته المُصدرة فهل كان من البساطة إلى هذا الحد من العمق أم كان من العمق لهذه الدرجة من السلاسة أم كان إشارة لمن أراد الاستنارة وإنذارا لكل من هو رب لأي دار وتنبيه للعقل كي لا يكون سفيها.


فكان من البساطة فهم الواقع العربي بقراءة العمق التاريخي له وكان من العمق التحليل النفسي والنتيجة المترتبة على الظواهر العربية على مر الحقب الزمنية بسلاسة منطقية.

فسرد وتحليل زيدان كان سؤالا استفهاميا استنكاريا.. هل وصل بالعرب الحال إلى هذا المآل.. هل السلام والمحبة والوحدة والعزة والثقافة للعرب أصبحوا مُحالا.. هل سيظل العرب كأنهم في حاجة لمحمد آخر أو عمر آخر.. هل سيظل وهم المُخلص الذي لا يُخلص ويُدنس ولا يُقدس.. هل سيظلون في هذا الهُراء وأفئدتهم وعقولهم كالصحراء الجدباء معتقدين أن الغثاء غوث من السماء.. فصار العربي عبري والعبري وطني.

والوطني خاصتي وأهلي وزوجتي وولدي وولدي نفسي ثم نفسي ثم نفسي التي في الوحل تهوي وفي القاع الصفصف تدوى ولغيرها لا ترى ولا تُحب ولا تُجير ولا تحمي ومن ظمأ لا تروى.. فهل دعائي لربي كافٍ لتغيير حال العربي والمصري.
فسبح زيدان بنا في بحار العرب التي ليس لها شاطئان وغاص بنا في أعماق هذا اللوث والهُراء المُفرح للشيطان المُغضب للرحمن.. كي يسأل أما آن الأوان أن يُدرك كل منا أنه إنسان أم أننا مازلنا نحذو حذو الحيوان والكافر من الجان.. فكل ما كان كان ورغم ذلك فهو كائن حتى الآن وسيظل ويستمر ما لم نعِ من الإنسان.

فكانت شجون عربية التي تلت شجونا مصرية بهذا العمق وهذه البساطة تُطل علينا من شرفة تراثية لمن يعي ويفطن الشجون الزيدانية.
الجريدة الرسمية