رئيس التحرير
عصام كامل

زويل..والكيان الصهيونى..وجنسية العلم !


تلاحقت الأحداث هذا الأسبوع، وبدلا من الحيرة في عدم وجود موضوع تكتب فيه، يتزاحم أمامك العديد من القضايا التي تجذبك للكتابة فيها، مؤكد رحيل العالم الكبير د.أحمد زويل يتصدر الأحداث هذا الأسبوع، والحقيقة لست من دراويش د.أحمد زويل، برغم أن حامل حقيبته أصبح له شأن في المجتمع، لكن لم أكن ممن هللوا وافتتنوا به، ولكن هناك جانبا لا نستطيع الاختلاف حوله هو أحمد زويل العالم الذي قدم أبحاثا للبشرية، والتي ستظل دائما مهمة ومصدرا مهما لأبحاث تخدم الإنسانية، ومما لاشك فيه أن حصول د.زويل على جائزة نوبل كان حدثا فريدا لنا كعرب، فلم يسبقه أحد من قبل في نيل هذا التكريم العالمى في مجاله العلمى..


وهنا أذكر له كلمات لو أننا تعلمناها وعملنا بها لكان الأمر اختلف في بلادنا العربية، فعندما تهافت عليه الإعلام العربى عامة والمصرى خاصة والإشادة بإنجازه العلمى الذي جعله ينال جائزة نوبل رد العالم الكبير د.أحمد زويل ردا أراه عبقريا قال: الإنجاز العلمى للفيمتوثانية ليس نتيجة جهد أحمد زويل، بل هو نتيجة جهد 40 عالما، يعملون معى كمساعدين هم فريق العمل الخاص بى، وبالتالى لابد أن ندرك أن الاكتشافات العلمية ليست عملا فرديا!

واعتقد لو هذه الملاحظة أو القاعدة السهلة لو وضعناها محل اعتبار واهتمام في عالمنا العربى عامة ومصر خاصة، لتغيرت معالم الحياة في بلادنا، كلمة د.زويل إشارة واضحة ورسالة قاطعة بأهمية العمل الجماعى، وقيمة العمل الجماعى، لم يتحدث عن عبقريته الفذه وانما تحدث عن فريق العمل الذي لولاه -كما أشار زويل-ما حقق شيئا.

هناك بعض النقاط المهمة التي أريد نطرحها معا للحوار، بداية أن التعليم المجانى الذي قدمته ثورة 23 يوليو أحد ثماره العالم د.أحمد زويل، والعالم فاروق الباز، والعالم العبقرى د.مجدى يعقوب، والعالم د. مصطفى السيد، والعبقرى حمدى السيد....وغيرهم إذن التعليم تدهور حاله منذ نهاية السبعينيات وبداية احتلال الدروس الخصوصية مكان المدرسة، الأمر المهم والملاحظات المهمة أننى وغيرى غاضبون اشد الغضب من د.أحمد زويل لعدة أسباب، أولها ذهابه إلى الكيان الصهيونى وتقديم علمه وخبراته له قبل أن نعرفه في مصر، بل إنه ذهب في 2003 وتم تكريمه في الكنيست الصهيونى، وألقى كلمة يومها أشاد فيها بالدولة التي كرمته وتمنى لها المزيد من التقدم، هذا ليس ادعاء عليه لأن هذا ليس سرا ونملك كافة مايؤكده، وبرر د.أحمد زويل هذا بأن العلم ليس له جنسية أو ديانة، وهنا أريد طرح سؤال: لماذا اعتبرنا السادات خائنا ولم نعتبر د.عصمت عبدالمجيد أو د.عمرو موسى خونة !؟ أين هنا المعايير؟

وهل مواجهة الرياضيين الصهاينة خيانة؟ لقد ذهب نادر السيد وهانى رمزى ومحمد صلاح..إلخ واشتركوا مع أنديتهم الأوروبية في مباريات في تل أبيب؟ في عام 2004-2005 كان د.على الدين هلال وزيرا للشباب سألته: خلال أسبوع واحد رفض لاعب مواجهة منافسه الصهيونى ووافق لاعب آخر!؟ ابتسم ثم قال: عندما أخذوا رأيى في هذا سألتهم مين الأفضل ويكسب في اللعبتين؟ قالوا إحنا هانكسب في لعبة كذا ونخسر في التانية..قلت لهم -الكلام هنا للدكتور على الدين هلال- اللعبة اللى نكسب فيها نلعب ونكسب، واللى نخسر بلاش منها! وحاليا وفى الوقت الذي اكتب الآن أوقعت القرعة بطلنا العالمى في الجودو إسلام الشهابى في مواجهة البطل الصهيونى في الدور 32..!

علينا أن نعيد ترتيب أوراقنا حتى لايكون الحكم على الرؤية شخصية بقدر مايكون هناك توافق مجتمعى حول القضايا القومية، وكتبت معاتبا للدكتور زويل إصراره أنه حتى يكون له دور في مصر لابد أن يكون تحت يده ميزانية بعيدة عن ميزانية الدولة ولكن رفض د.عاطف عبيد لأنه لا يملك ذلك، عتبت أيضا على عدم تقديم أي نوع لأبناء جامعته الإسكندرية، وعندما عرض عليه فكرة تبنى الخمسة الأوائل في كليته في أمريكا، تجاهل الأمر واكتفى بالأحاديث الإعلامية فقط كلما جاء إلى مصر، ولولا الجامعة التي أطلق عليها اسمه ما ارتبط بمصر سوى بالجثمان الذي سيوارى تراب الوطن.

لا أحد يختلف حول مكانته العلمية العالمية، وهذا يجعلنا نفخر بأن مصر قدمته للعالم، ونأمل أن يأتى مثله وأفضل...وتحيا مصر...!
الجريدة الرسمية