رئيس التحرير
عصام كامل

التعليم وصناعة الغباء


لا شك أن التعليم هو السبب الأساسى فى تقدم الأمم فإن صلح، صلح مستقبلها وإن فسد ضاع معه الأمل .

يتملكنى شعور بالأسى حين أتذكر جامعاتنا التى كانت مقصد أبناء المنطقة العربية وكنا حينها نفتخر بجامعاتنا ولكن مع ما نال التعليم فى بلادنا من تردٍ فى العقود الماضية اكتشفنا أننا فى آخر طريق العلم وأن كثيرًا ممن كانوا خلفنا أصبحوا يحتلون أماكن متقدمة .


للأسف لقد تخلفنا ونحن لا نشعر.. كنا منشغلون بالنظر إلى حالنا ونتخيل أننا على ما يرام ومن معنا كانوا يصفقون لنا ولا نعلم هل كنا فى حالة تخدير كاملة فصلتنا عن العالم زمنًا طويلًا إلا أننا الآن فقدنا من مستوانا الكثير ولم يعد تعليمنا على المستوى الدولى وهو ما ظهر جليًا حين اختيرت أحسن 100 جامعة حول العالم ولم نجد منهم أى جامعة مصرية.

أين البحث العلمى وأين التطبيق العملى له وإننى أتذكر بعض زملائى ونحن نعد أبحاث الدكتوراة ونختار الموضوعات التى تساهم فى خدمة المجتمع كانوا يرددون أنه سيتم حفظ هذه البحوث على الأرفف والمكتبات دون استفادة منها واعتبروا البحث العلمى هو البحث الذى يستوفى شروط إعداده فقط للحصول على الدرجه وكأن البحث أصبح هدفًا فقط لتحقيقه وليس كوسيلة لتقدم ورقى المجتمعات وتحقيق مستقبل أفضل لنا .

أين قياس معايير التعليم الدولية التى نقيس بها مستوى العلم والمتعلمين وكيف هى المناهج وما هو قدر الحفظ والاسترجاع فيها مقارنة بقدر الاستيعاب والإبداع وما هى المواد التى تدرس وهل هى مطلوبة فى سوق العمل وما هو مستقبل التعليم الفنى الذى فشل فشلًا ذريعًا بعد ما كان الفنى لدينا منذ زمن له قيمته ومهارته التى شهد لها العالم ورأينا ما حقق العامل المصرى فى الماضى .

الوضع الحالى يحتاج إلى دراسة لتحويل مسار التعليم من تعليم الغباء إلى تعليم الذكاء فمنظومة التعليم بها خلل واضح وجلى لا يمكن إصلاحه بناء على توجيهات وتعليمات إنما وجهة قومية يتنباها أبناء مصر رغبة فى نهضة علمية حقيقية وليست شعارات لا تسمن ولا تغنى من جوع.

الجريدة الرسمية