رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي ينزع فتيل الأزمة بين الأزهر والأوقاف.. الرئيس يؤكد دعم الدولة لمؤسسة الأزهر.. شباب «البرنامج الرئاسي» يضعون رؤية متكاملة حول تجديد الخطاب الديني.. «جمعة»: الخطب المكتوبة لها

فيتو

جاء اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس بمقر رئاسة الجمهورية، في مصر الجديدة، مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بعد ساعات من انتهاء جلسة نقاشية ساخنة خلال المنتدى الأول لنماذج المحاكاة لشباب البرنامج الرئاسي للقيادة رؤية متكاملة حول تجديد الخطاب الديني والفتنة الطائفية مع نموذج محاكاة رقم 12 بحضور الشيخ أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وعدد من طلاب البرنامج الرئاسي للقيادة ممثلين للوزراء المعنيين بالقضية التي يتم بحثها من حكومة المحاكاة وعدد من نواب البرلمان.


حكومة المحاكاة
وقدم الطالب عبد الله حسن ممثل وزير الأوقاف في حكومة المحاكاة رؤيته حول ضوابط تجديد الخطاب الديني من خلال التعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الهجرة ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي وطرح عدة إجراءات لتفعيل تجديد الخطاب الديني من بينها تنقيح مناهج كليات الشريعة.

واستعرض الطالب كريم محمد ممثل شيخ الأزهر في حكومة المحاكاة دور الأزهر في تجديد الخطاب الديني مشيرا إلى أهمية الإعلان عن وثيقة الأزهر لتجديد الخطاب الديني والتعجيل بطرحها.

وأشار كريم إلى أن أبرز التحديات التي تواجه وثيقة الأزهر هي استباحة الدماء باسم الدين اعتمادا على مفاهيم مغلوطة ورفع شعارات الخلافة الكاذبة واستغلال بعض عناصر التراث الفقهي لتشويه الخطاب الديني.

أهم الأهداف
وأضاف أن أهم الأهداف التي تعتمد عليها وثيقة الأزهر هي تحديد مفهوم التجديد واعتبار المبادئ الأساسية التي رسختها وثائق الأزهر في الفترة الماضية وضرورة التصدي الحاسم لموجات التكفير العشوائي وإعادة النظر في نظم التعليم المصرية وإعادة تأهيل الدعاه وخطباء المساجد في الكليات المتخصصة.

وأوضح الطالب سبل تفعيل وثيقة الأزهر التي طرحها ممثل شيخ الأزهر، وإطلاق قناة الأزهر في أقرب فرصة واستمرار التعاون بين كبار العلماء والمثقفين واستئناف جهود الأزهر في التقريب بين المذاهب الإسلامية وحث وزارة الثقافة على تبني مشروع لنشر كتب رواد تجديد الخطاب الديني في طبعات شعبية تكون في متناول المواطنين.

الفتنة الطائفية
وحول توصيات الفتنة الطائفية طرحت الطالبة سارة مأمون ممثلة وزير الهجرة في حكومة المحاكاة مشروع مقترح لتنفيذ استراتيجية تطوير الخطاب الديني من خلال إعداد برنامج لشباب الدعاة والذي يركز على تنمية وتطوير التعاون مع مختلف الهيئات والمراكز الإسلامية في الداخل والخارج للدفع بشباب مؤهل من الدعاة وتنظيم دورات مكثفة لهم حول كيفية التصدي للمخططات الصهيونية والإرهابية التي تستهدف صورة الإسلام.

وعقب نواب برلمان المحاكاة على بيان حكومة المحاكاة بتقديم عدة توصيات حول البرامج والاستراتيجيات المقدمة حول تجديد الخطاب الديني وأكدوا غياب حوادث المنيا والحوادث الطائفية الأخيرة التي شهدتها بعض المحافظات عن بيان حكومة المحاكاة، مطالبة بضرورة تفعيل القانون وليس حل مثل هذه الأزمات بالجلسات العرفية وعقب ذلك رفض برلمان البرنامج الرئاسي رؤية الحكومة حول تجديد الخطاب الديني والفتنة الطائفية.

وقدم طلاب البرنامج نموذج محاكاة لإدارة أزمة نشر أخبار كاذبة حول انخفاض مخزون السلع الأساسية مما أثار رعبا بين المواطنين حيث قامت حكومة المحاكاة بتشكيل خلية أزمة بين وزراء الداخلية والدفاع والتموين وتكليف وزير التموين بعقد مؤتمر صحفي لتوضيح كافة المعلومات حول وضع السلع الأساسية في البلاد ونفي الأخبار الكاذبة، بالإضافة إلى تكليف وزير الداخلية بتعقب مصدر الأخبار الكاذبة كما كلفت الحكومة وزير التموين بضخ المزيد من السلع الأساسية في السوق.

تعقيب الوزير
وعقب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على الرؤى التي تقدم بها الطلاب ، مشيرا إلى أن العرض الذي تقدم به الطلاب كان عميقا في الرصد ووضع مقترحات جادة لتجديد الخطاب الديني ومن أهمها المطالبة برفع تنسيق الكليات الشرعية وتنظيم مقابلات لخريجي الكليات الشرعية قبل تعيينهم كدعاة.

وأضاف أن هناك برامج تدريب جادة لتأهيل وإعداد شباب الدعاة لتقديم برنامج دعوي متميز.

الخطبة المكتوبة
وحول قضية الخطبة المكتوبة قال الوزير إن هناك بعدا شرعيا ووطنيا لهذه الخطوة مشيرا إلى إجماع الفقهاء على أنه من علامات فقه الخطيب أن تكون أقصر من 10 دقائق.

وأشار إلى أن الخطبة المكتوبة عند الحنابلة سنة ، مشيرا إلى أنه لا يوجد نص شرعي واحد يمنع وجود خطبة مكتوبة ،موضحا أن بعض الفقهاء قالوا إنها مستحبة ،مؤكدا أنه سيواصل الحوار في هذا الأمر مع الجهات المعنية ، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية استثنائية وشديدة الدقة في تاريخ البلاد.

وأكد جمعة أننا في ظروف شديدة الدقة ولا بد من التكاتف جميعا ،مضيفا أن قضية الجمعة القادمة ستكون عن قضية الأمن الغذائي ومواجهة الجشع.

100 ألف خطيب
وأشار إلى أنه يتخيل لو كان هناك 100 ألف خطيب يلقون خطبة معدة إعدادا جيدا ستصل المعلومات بشكل صحيح للمواطنين، موضحا أن زمن تكميم الأفواه انتهى، ولا يمكن أن يتم توظيف الخطاب الديني لخدمة السياسة كما أن أحد أهم أهداف الخطبة المكتوبة غلق الأبواب في وجه المتاجرين بالدين.

ومن جانبه عقب الشيخ أسامة الأزهري قائلا إن الطلاب تميزوا بالمعرفة والدراسة الجيدة في عرض التقارير والمقترحات، كما أشاد ببرلمان المحاكاة.

وأشاد بأداء ممثل وزير الأوقاف لاحترامه للأزهر الشريف وشيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء خلال تعليقه على قضية الخطبة المكتوبة.

داعش
وأشار إلى 4 نقاط حول تجديد الخطاب الديني تتضمن إطفاء نيران التطرف التكفيري ، مشيرا إلى أن هناك 25 تيارا متطرفا يعتمد على بنية واحدة بدءا من جماعة الإخوان وانتهاء بداعش مطالبا بوجود رؤية ومعالجة سريعة لمفاهيم التكفير وحمل السلاح.

وأشار إلى أن هناك 10 هيئات شرعية كبيرة على مستوى العالم ليس لها أي علاقة بمواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الذي سبق فيه المتطرفين والتكفيريين في هذا المجال بمراحل.

نيران التطرف
وأكد أن إطفاء نيران التطرف يجب أن يخرج من أرض مصر، مشيرا إلى أن مصر كانت لها الريادة على مدى 1400 سنة وستظل في الريادة.

وأشار أيضا إلى أن تجديد الخطاب الديني يتطلب ضرورة إحياء معالم الإنسان المصري المبدع المعمر الواثق في نفسه صانع الحضارة.

وطالب الشيخ أسامة الأزهري وزير الأوقاف بإضافة المحاور التي ذكرها إلى استراتيجية تجديد الخطاب الديني.

الرئيس والإمام
وجاء لقاء الرئيس السيسي بشيخ الأزهر في ظل حالة الجذب والشد بين المؤسستتين على خليفة الخطبة المكتوبة وتناول اللقاء الجهود التي يبذلها الأزهر الشريف لتصحيح صورة الإسلام وتنقيتها مما علق بها من أفكار مغلوطة فضلًا عن التعريف بصحيح الدين.

واستعرض الإمام الأكبر الجولات الخارجية التي قام بها فضيلته خلال الفترة الأخيرة إلى عدد من الدول الآسيوية والأوروبية والأفريقية، والتي هدفت في المقام الأول إلى تقديم المبادئ الصحيحة للإسلام وإيضاح حقيقته السمحة ونبذه للإرهاب ولجميع أشكال العنف والتطرف، مؤكدًا أن الأزهر الشريف الذي ظل وما زال يمثل منبرًا للإسلام المعتدل بوسطيته وسماحته لا يدخر جهدًا لإيضاح الحقائق وبيان فضائل الإسلام، الذي تحاول مجموعة من المتطرفين والإرهابيين تبرير أفعالها باسمه وهو منها براء.

مستوى الوعاظ
كما استعرض الإمام الأكبر الجهود الجارية للارتقاء بمستوى شباب الوعاظ بمختلف محافظات الجمهورية، وتحسين مستواهم العلمي والثقافي وزيادة إلمامهم بالقضايا المستجدة فضلًا عن إعطائهم التوجيهات الإرشادية للعمل في مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية والرد على الشبهات والذي سيتم افتتاحه قريبا ليكون انطلاقة كبرى لمواجهة الفكر المتطرف عبر الإنترنت بما يسهم في القضاء على فوضى الفتاوى، وفى رصد كل ما يثار من شبهات ومفاهيم مغلوطة لتصحيحها والرد عليها.

دعم الدولة
وأكد الرئيس خلال اللقاء على دعم الدولة الكامل والمتواصل لمؤسسة الأزهر الشريف العريقة جامعا وجامعة منوهًا إلى دوره المحوري في التعريف بصحيح الدين الإسلامي، والاستمرار في تقديم النموذج الحضاري الحقيقي للإسلام في مواجهة دعوات الغُلو والتطرف، وذلك من أجل الحفاظ على الصورة الحقيقية للدين الحنيف ومواصلة مسيرة التنمية.

يذكر أن هيئة كبار العلماء كانت قد أعلنت في 26 يوليو الماضي عن رفضها للخطبة المكتوبة، وذلك بعد اجتمعت الهيئة الدكتور أحمد الطيب بمقر مشيخة الأزهر وتناقشت في كثير من القضايا الإسلاميَّة التي تهم المسلمين حول العالم، وكان على رأسها ملف الخطبة المكتوبة.
الجريدة الرسمية