الاسم: م. أ. لقب رئيس راحل!
على طريقة الكلمات المُتقاطعة، أو حتى ألغاز المُغامرين الخمسة، وإن كُنت مولعًا بالتغريب فعلى طريقة (شيرلوك هولمز) يا سيدى، المُهم.. هو رجُل لا تدرى له دورا مُعينا رغم أنه يلعب آلاف الأدوار كالمشخصاتى لا كالفنان، والفارق كبير بين الاثنين إن كُنت لا تدرى، ولكن هذا ليس موضوعنا الآن، خليك فاكر بس إنه مشخصاتى وخلاص!
لن أذكر اسمه الثلاثى الذي يبدأ أوله بحرف الميم وثانيه بالألف، أما لقبه ـ ثالث أسمائه ـ فهو لقب رئيس وزعيم مصرى راحل، لماذا لا أقُلها صراحةً؟ خوفًا بالطبع من المُلاحقات القانونية وخراب بيتى في التعويضات وجايز في السجن، وقد تكون المُلاحقة غير قانونية على طريقة عيار طائش يستقر في رأسى، أو موتوسيكل مارق يمُر فوق جسدى، وستقول لى: أنت وغيرك تكتبون عن الملايين بحق أو بغير حق، وتنتقدون الجميع بباطل أو بخير وتذكرون أسماءهم صراحةً، لكن هذا الرجُل حالة خاصة وسره باتع بصراحة، ولا أضمن السلامة لنفسى أو للمنظومة الصحافية المُحترمة التي تستضيفنى هُنا لو كتبت اسمه، وبعدين تعالى هنا، ما إنت أكيد فهمت، فلا داعى للف والدوران نحون بعضينا، ويا أخى اعتبرنى لا مؤاخذة بعد الشَر وسامحنى بختبر ذكاءك!
هو رئيس حزب من ملايين الأحزاب التي تتكون من يافطة وبراد شاى وكوبايتين ومكتب وثلاثة مقاعد وحمام إفرنجى دايمًا شطافته بتنقط والسيفون بتاعه عطلان، وأتحداه هو شخصيًا أن يتذكَّر اسم الحزب الذي يترأسه، كما أنه عضو مجلس نواب بصفته الوراثية في دائرته، وهو أحد أحباب الحزب الوطنى ونظامه رغم أنه لم ينتم إليه بشكل رسمى، وأحد عُشَّاق ثورة يناير مع أنه لم يلعب دورًا أساسيًا في القوى الطليعية فيها، ربما نزل الميدان مع الناس اللى كانت رايحة تتصوَّر، بعدما اتضحت الأمور وتحددت موازين القوة، فاكر إنت أكيد الأيام دى لما كان الميدان بينزله (تامر حسنى) و(أحمد السقا) و(شيرين عبد الوهاب) بحثًا عن مُنتصف العصايا للإمساك بها منه قبل أن يتم طردهم!
ولعب الزبون بعد نجاح ثورة يناير دورًا أساسيًا وعاشقًا ومعشوقًا للإخوان، لدرجة أنه كان أحد الحضور الأساسيين في اجتماع سد النهضة الفضيحة الشهير، وسط مجموعة المخبولين أصحاب الاقتراحات التي جاءت من عينة إطلاق شائعات إننا بنشترى طائرات بتطير فوق الأرض، أو أننا اكتشفنا مادة يُمكن زراعتها في التربة الرملية فينتج عنها ملوخية جاهزة تغنينا عن شُرب الماء ما سيُدخل الذُعر على قلوب الأخوة الأثيوبيين الذين سيهرعون فورًا تحت رجلين زعيمنا المُفدى (محمد مرسي) قائد الجلسة مع (باكينام) عارضين صفقة تبادلية يقدمون لنا من خلالها أكثر من حصتنا في مياه النيل مُقابل نصيب من محصول الملوخية المبلولة الجاهزة المزعوم، عارف إنت نوعية الاقتراحات في اجتماع المُغفلين هذا!
المُهم أن الرجُل عاشر الإخوان وحبهم وحبوه وصار متاعهم متاعه، قبل أن يُشارك في ذات الوقت في ثورة يونيو ويظل سابحًا على وِش الفتَّة، مُستقبلًا أثناء سباحته كُل محاولات الطباخ لرص بعض قطع اللحمة على هذا الوِش، لكن هذه المحاولات ينتُج عنها التقام حلقه للحمة مُباشرةً، فتضاعف عدد مناصبه التشريعية والتنفيذية والسلطوية، بالإضافة لمُبادراته التي لا تنتهى من حيث العدد ولا تبدأ أبدًا من حيث الجدوى أو الإفادة، فعندما يتحدث يقول الكثير من الكلام دون أن يفهم أحد شيئًا، ولو صمت فهى رحمة لنا رغم كون صمته هدوءًا دائمًا ما يسبق عاصمة دوشة ووجع دماغ جديدة!
وما لا يعلمه أحد أن الرجُل الرمادى أو صاحب ألوان قوس قزح سمِه ما شئت لم يكُن موجودًا على الساحة بعد رحيل عمه فقط، لكنه كان موجودًا دائمًا، من أول الكرة الأرضية ما قالت يا مصر، لحد ما القيامة تقوم، فصديقنا (م. أ. لقب الزعيم الراحل) لعب دور كبير الديناصورات في العصر الحجرى، وكان صاحب هرم صغنن في أيام الفراعنة، وجارية في عصر المماليك، وقائدًا حربيًا نازيًا لا يشق له غبار أيام عبور قوات المحور للإسكندرية بعد استيلائهم على مطروح في الحرب العالمية الثانية!
على مستوى السياسة الخارجية كان (م. أ. لقب الزعيم الراحل) واحدًا من الجنرالات الأتراك القائمين بالانقلاب ضد المخبول (أردوغان)، وفى ذات نفس اللحظة وقف جنب الرئيس التركى في محنته تمام زى وقفة قطونيل، كما أنه يُساند (ترامب) في انتخابات الرئاسة الأمريكية دون أن يؤثر ذلك على حالة الود التاريخية التي تجمعه بـ(هيلارى)، الزبون بتاعنا خبير اقتصادى ومهندس أنفاق ومُحاضر تنمية بشرية ومُدرس إنجليزى وأحياء ومُرضعة في الحضانة إذا لزم الأمر!
هذا الرجُل كان أحد الضباط الأحرار، وهو سليل أسرة (محمد على) بالمُناسبة، لعب دورًا بارعًا في انشقاق حزب الوفد أيام (مصطفى النحاس) و(أحمد ماهر)، وله فضل كبير في اختراع الكوباية والشفشق والغسالة الفول أتوماتيك رغم أنه هو نفسه مُخرج إعلان أيديا ديا ديا عُزاز عليَّا والرغوة منه كتيرة والبُقعة راحت.. يا سافو.. يا سافو!
أقول لَك إيه واللا إيه؟ (م. أ. لقب الزعيم الراحل) يا عزيزى كان شاعرًا وطبيبًا ومُهندسًا، قام بالاشتراك في تأميم شركة قناة السويس، وحارب في الخليج لتحرير الكويت من احتلال العراق، ونافس الشيف (شربينى) في تقديم أشهى المأكولات، وضرب سوق الأغانى واحتكر القمة فيه وهو يغنى لولاكى ما حبيت قبل أن يلطشها منه (على حميدة)، وخاض مع أبطال المُخابرات المصرية عملية تدمير الحفار الإسرائيلى، ومع الضفادع البشرية في تدمير إيلات، وشارك كمُمثل في الجزء الثانى من مُسلسل المال والبنون، وعمل الموسيقى التصويرية لفيلم الأرض، وكان المفروض يشوط البلن في ماتش هولندا لكن (مجدى عبد الغنى) سبقه!