رئيس التحرير
عصام كامل

حملة تشويه شرم الشيخ و«ضرب» السياحة العربية!


فجأة.. وقبل أن ينتصف شهر يوليو أي في بداية موسم السياحة العربية السنوية، والتي تبدأ عقب إجازات الدراسة في الدول العربية الشقيقة تنطلق حملة كبيرة تبدو في ظاهرها أنها دفاع عن نظافة و"مستوى" مدينة شرم الشيخ السياحية الشهيرة إلا أنها في الأساس تستهدف ضرب السياحة العربية وبعض تعاقداتها التي تمت بالفعل..


المروجون ستجدهم على شبكات التواصل الاجتماعي وموقعها الأكبر والأنشط والأهم "فيس بوك" لكنك لن تعرف أبدًا من أين كانت "ضربة" بداية الحملة.. فالطلقة الأولى في كل الحملات المشبوهة مجهولة والخيط ينقطع قبل الوصول إليها.. فالرسالة النهائية للحملة "الخبيثة" تقول باختصار "لا تأتوا إلى هنا" !

الكثيرون رأوا فيما جرى في تركيا فرصة لكي تعود نسبة من السياحة العربية اتجهت في الفترة الأخيرة إلى تركيا لكن فيما يبدو أن أنصار أردوغان فكروا وخططوا بالطريقة المعاكسة.. وهذا لا يعني أن هناك تجاوزات ومشاهد وسلوكيات مؤسفة في "شرم الشيخ" إنما "شرم الشيخ" مدينة كبيرة والمساحة الغالبة من مؤسساتها السياحية وفنادقها بكل خير، كما أن أعدادًا كبيرة من الفنادق هناك لم تشترك في مشروع تخفيض الأسعار، وبالتالي فالصورة ليست كما يروج البعض كما أن لقطات ومشاهد عديده تم الدفع بها إلى الحملة دون أن تكون من "شرم الشيخ" أصلا !

يلفت النظر -في قضية أخرى وإنما في التوقيت نفسه- أن سير العمل في إصلاح كوبري "قصر النيل" الشهير تم طوال الأشهر الماضية ببطء شديد وتوقف فترات قبل العودة للعمل به من جديد وهو بصدق عمل محترم ومهم لكن السؤال: هل هي صدفة أن يتم إعادة العمل في أعمال أخرى به حتى يتم إغلاقه لمدة شهر بدأت أمس الأول أي سيبقى طوال أغسطس مغلقًا ؟

أي في فترة السياحة العربية بالقاهرة نفسها ؟ هل يعلم القائمون على ذلك أن الكوبري هو الممر الطبيعي والسهل بين العجوزة والدقي وبرج القاهرة ومطاعم نيل الزمالك وبين الفنادق المفضلة للسائح العربي على الناحية الأخرى من نهر النيل وميدان التحرير نفسه وحتى ميدان "الحسين" ؟

هل تعلمون كم من الوقت يستغرق في العبور من على جسر بديل ؟ هذا تخطيط جيد ؟ وماذا تكون العشوائية ؟ أم أن تخطيطًا جهنميًا ضد هذا البلد لا يتوقف ويساعد فيه الكثيرون بحسن النية مرة وبالغباء مرات ومرات ؟!

وهكذا.. باتت الحروب الحديثة و"الجيل الرابع" تحديدًا تحكم كل حياتنا وتتحكم في مصائرنا للأسف بيننا من يقدمون خدمات جليلة للمتربصين ببلدنا وبنا !
الجريدة الرسمية