النوايا غير صادقة!
من كل قلبي أتمنى أن يوفق الله أبطالنا في أولمبياد ريودي جانيرو ويحققوا ما يتمناه كل مصري مخلص لهذا البلد وأن يرتفع علم مصر مرات عديدة في هذا المحفل العالمي وأكبر تجمع رياضي في العالم.. وأنا هنا أتساءل: هل فعلا استعدينا لهذا الحدث؟
أقولها بكل صراحة ووضوح إن الدولة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة لم تدخر جهدًا من أجل تحقيق أفضل نتائج والمهندس خالد عبدالعزيز يذل كل ما في وسعه لتحقيق الهدف، ولكن السؤال الأهم من وجهة نظري: هل فعلا النوايا الصادقة؟
في هذه الجزئية أشك كثيرًا لأن كل المؤشرات تقول إن النوايا لم تكن صادقة على الإطلاق بدليل تشكيل بعثة مصر في البرازيل وحالة الانقسام الشديدة داخل اللجنة الأوليمبية والمنطق الذي تدار به (من ليس معنا فهو ضدنا).
وعلى هذا الأساس تم تحطيم عدد كبير من الأبطال وآخرهم البطل إيهاب عبدالرحمن نكاية في رئيس الاتحاد الذي رفض أن يكون تابعًا وغيره وغيره من الأبطال الذين تفننت اللجنة الأوليمبية في تعطيل برامج إعدادهم وعدم صرف الدفعات المخصصة لاتحاداتهم وأشياء كثيرة ولم يكلف أحد نفسه بالسؤال.. هل أصبحت الدورة الأوليمبية مجرد نزهة وفسحة للاتحادات الفاشلة لمجرد أن الوزير وعد كل من يتأهل بالسفر؟ ولكن الأكيد أن الملايين التي تم إنفاقها لو تم صرفها على الأبطال الحقيقيين لكانت النتائج فوق الممتازة..
الحقيقة أنه لابد أن يفكر الوزير من الآن في البحث عن آلية للحساب مع هذه الاتحادات الفاشلة ولا تكون مكافأة فشلهم هي التجديد لهم كما صرح الوزير بأنه لن تكون هناك انتخابات إلا بعد صدور قانون الرياضة الجديد..
نتمنى أن تخيب توقعاتنا وأن يحصد أبطالنا الذهب والفضة والبرونز ولكن كيف ؟ النوايا غير صادقة وهناك كم من المخالفات داخل اللجنة الأوليمبية أكبر من أن يتخيله عقل.. تشكيل البعثة هو عنوان للفشل مقدمًا لأن المجاملات سيطرت عليها من كل الجوانب ويكفي أن تعرف أن جناب رئيس اللجنة الأوليمبية تعامل مع الأمر وكأنه عزبة خاصة لسفر الأصدقاء والمحاسيب، وعلى مصر أن تسدد الفاتورة.
وفي النهاية لابد أن يعلم القاصي والداني أن الوقت قد حان وساعة الحساب أوشكت وأن بداية الإصلاح لن تأتي إلا مع تطهير الساحة الرياضية من أصحاب المصالح والمنتفعين وأننا لن نصمت على المخالفات ولن نمل أو نزهق ولو استمرينا سنوات.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.