«الجيش» والقطار المكيف الذي تسلمته «النقل» !
لم يكن تسليم الهيئة العربية للتصنيع القطار المكيف رقم 14 أمس ومعه عربات لمترو الاأفاق لوزارة النقل مجرد صفقة عابرة تمت بين مؤسستين..إذ إن الاتفاق جري في العام الماضي، وقبل عام يقضي بإنتاج 212 عربة تشكل 25 قطارا مكيفا تعمل على خطوط السكك الحديدية المصرية.. وهذا يعني أن المصنع ينتج ويسلم قطارا كل شهر تقريبا أو عربة كاملة المرافق كل يومين ونصف اليوم !
عند الهيئة العربية للتصنيع نتوقف قليلا..فهي هيئة كبري تشرف على الإنتاج العسكري المصري، وتضم المصانع الحربية المصرية التي دخلت على خط الإنتاج العسكري فعليا في الخمسينيات والستينيات وكثمرة لحرب أكتوبر أعلن عام 1975 قيام الهيئة باتحاد هذه المصانع مثل مصنع "قادر" و"صقر" وغيرها..وضمت الهيئة استثمارات عربية من السعودية والإمارات وقطر حتى تنازلت الإمارات والسعودية عن حصتهما لمصر عام 1993 !
في برنامج الخصخصة تم تصفية شركات كبري كانت فخرا للصناعة المصرية والعربية عامة وفي عام واحد هو عام 2002 عرضت شركتا "المراجل البخارية" العملاقة ومعها شركة مهمات السكك الحديدية الشهيرة بـ"سيماف" وهو الاسم المفضل عند المصريين، ونظرا لادراك القوات المسلحة المصرية لأهمية شركة"سيماف" للصناعة المصرية عموما وللصناعات الحديدية تحديدا فقد عرضت أن تشتري هي الشركة لتدخل تحت مظلة "الهيئة العربية للتصنيع" مثل باقي المصانع الحربية الأخري..
بقي عزيزي القارئ أن تعرف أن مصنع "سيماف" بدأ العمل في تأسيسه عام 1955 ضمن الخطة الطموحة لتصنيع مصر، والتي بدأت بعد فترة وجيزة من نجاح ثورة يوليو، ودخل إلى مرحلة الإنتاج والعمل عام 1958 وكان أحد المصانع الكبري التي ترفع شعار "صنع في مصر" !
وهكذا حافظت المؤسسة العسكرية المصرية العظيمة على ممتلكات الشعب المصري العظيم، في مصنع عظيم بني في فترة عظيمة رغم كل محاولات تشويهها من حلف "بائعيها ومشتريها" الموجود حتى اليوم !!
مبروك للشعب المصري إنتاجه من القطارات المكيفة وقطارات متروالأنفاق بل وعربات ترام الإسكندرية بأيدي أبنائه وفي زمن رد الاعتبار للصناعة المصرية ولشعارها الاعظم "صنع في مصر"!