الإبراشي يفتح ملف القمح في العاشرة مساء.. خالد حنفي: اقتلاع جذور الفساد يحتاج وقتا طويلا.. عضو «تقصي الحقائق»: وزير التموين يسعى لمنع زراعته في مصر.. و«برلماني»: اكتشفنا 232 مليون
شهدت حلقة برنامج «العاشرة مساء» تقديم الإعلامي وائل الإبراشي المذاع على فضائية «دريم» مواجهة ساخنة بين أعضاء لجنة تقصي الحقائق بمجلس النواب ووزير التموين على الهواء، حيث تبادلا الاتهامات فيما بينهما بسبب منظومة توريد القمح.
أكبر عملية فساد
وكشف جلال عوارة، عضو مجلس النواب، عن وجود عجز في إحدى صوامع تخزين القمح قيمته 56 مليون جنيه، وأن صاحب الصومعة دفع المبلغ لوزارة التموين، مضيفًا أنه تم اكتشاف فساد في صومعة أخرى يقدر بـ176 مليون جنيه.
وأشار إلى أن الفساد في توريد القمح من أكبر عمليات الفساد في العصر الحديث، مؤكدًا أن لجنة تقصي الحقائق كشفت فسادًا بين جهات توريد القمح بالإضافة إلى فساد منظومة الكروت الذكية في المخابز.
ملاحقة الفاسدين
وقال ياسر عمر، عضو لجنة تقصي الحقائق بمجلس النواب، إن اللجنة تواصل عملها في مواجهة الفساد وملاحقة الفاسدين في منظومة توريد القمح.
وأضاف أن لجنة تقصي الحقائق زارت 10 صوامع لتخزين القمح، ورصدت عجزًا بـ200 ألف طن قمح، من أصل 480 ألف طن مثبتة في الدفاتر بنسبة 42%.
واتهم وزير التموين بالسعي لمنع زراعة القمح في مصر، مضيفًا أن منظومة توزيع الأسمدة في مصر فاسدة بسبب الحيازات الوهمية وعدم حصول المزارعين على الدعم المستحق لهم من زراعة القمح.
إحالة ملف القمح للنيابة
واعترف الدكتور خالد حنفي، وزير التموين والتجارة الداخلية، بعدم وجود أماكن كافية لتخزين القمح، مشيرًا إلى أنه تم إنشاء 25 صومعة لسد العجز.
وأضاف أن الاعتماد على نُظم تخزين بدائية كان سببًا في انتشار الحشرات بالمخزون الإستراتيجي للقمح، مشيرًا إلى أن لجنة تقصي الحقائق بمجلس النواب قدمت خدمة جليلة للوطن بإحالة المتورطين عن فساد توريد القمح للنيابة لمحاكمتهم.
جبل فساد
ومن جانبه وصف وزير التموين الفساد الإداري في الدولة بـ"الجبل"، موضحًا أن المسئولين يسعون لهدم هذا الجبل، ولكن على مراحل، مشيرًا إلى إن اقتلاع جذور الفساد يحتاج لوقت طويل.
وأضاف أنه التقى أمس أعضاء لجنة تقصي الحقائق حول فساد توريد القمح بمجلس النواب بحضور وزراء الزراعة والصناعة والتخطيط لمناقشة تقرير فساد القمح، مشيرًا إلى أنه تقدم بمذكرة لمجلس الوزراء لتنغيير منظومة توريد القمح منذ عام بسبب الفساد المستشرى فيها.
وأوضح أن مجلس الوزراء لم يقر المذكرة لغياب مجلس النواب في ذلك الوقت، مشيرًا إلى أن الحكومة تعترف بأن هناك أشياء تحتاج للتغيير وتسعى لذلك.
خلط القمح
وقال وزير التموين إن مصر تستورد ما يقرب من 11 مليون طن من القمح سنويًا، وتنتج من 8.5 إلى 9 ملايين طن سنويًا، مؤكدًا أن مصر تستهلك 20 مليون طن قمح سنويًا.
وأوضح: "رغيف الخبز آخر حلقة طويلة من الفساد، بداية من توريد القمح، سواء الوارد من الداخل أو المستورد"، مشيرًا إلى أنه تم توفير 104 مليارات دولار العام الماضي بسبب التعاقد المباشر من الموردين لمنظومة القمح من الخارج.
وأكد أن منظومة القمح تبعث على الفساد بسبب فلسفة التوريد، موضحًا أن فارق السعر بين القمح المستورد والمحلي أحد أسباب الفساد، للجوء البعض إلى خلط المستورد بالمحلي، مؤكدًا أن خلط المستورد بالمحلي بوابة فساد.
مافيا الاحتكار
ونفى وزير التموين صحة ما تردد من إيوائه أو تستره على فاسدين في الوزارة، مشيرًا إلى إنه يتم مواجهة الفساد بيد من حديد.
وأضاف: "كل يوم نتقدم خطوة للأمام في مواجهة الفساد"، مؤكدًا أنه تم القضاء على محتكري القمح المستورد، وهذا أخطر أنواع الاحتكار، وهم من كان يُطلق عليهم «مافيا القمح».
وأوضح أن "مافيا القمح" كانت تحقق أرباحًا طائلة من عملية استيراد القمح من الخارج، وتم القضاء عليهم تمامًا، مؤكدًا أن زمن احتكار القمح انتهى للأبد.
تحرير 40 محضرًا
وأكد وزير التموين أن مباحث التموين حررت 40 محضرًا ضد مسئولي 110 صوامع لتوريد 260 ألف طن وهمي، وتم إحالة جميع المحاضر للنيابة.
وقال إن الأفضل هو تغيير نظام منظومة توريد القمح، لافتًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طالب بملاحقة الفاسدين للحفاظ على المال العام وإحالتهم للنيابة، مشيرًا إلى أن "السيسي" يتابع بطريقة دورية جميع المستجدات في القضية.
وتابع وزير التموين: "لم نصل للوضع المثالي الخالي من الأخطاء، والفرق هو كشف الفساد، سواء عن طريق الحكومة أو البرلمان".
ارتفاع الأسعار
وتابع وزير التموين إن الفترة المقبلة ستشهد انخفاضًا ملحوظًا في أسعار السلع الغذائية الأساسية، مضيفًا أنه سيتم فتح باب توريد الأرز لجميع مضارب الجمهورية اليوم الإثنين.
وأكد أن الوزارة استعدت لاستقبال عيد الأضحى، وسيتم طرح كميات كبيرة من اللحوم السودانية لمواجهة ارتفاع أسعار اللحوم، مشيرًا إلى أنه تم افتتاح عدد كبير من منافذ بيع السلع الغذائية خلال الفترة الماضية.
