السيد الرئيس.. اشرب
.. وحكم آخر يصدره القضاء المصرى، ليعلن أن من اخترتموه رئيسًا - ولم أكن معكم- يخالف كل الأعراف والتقاليد والقوانين، وللمرة المائة نقول للسيد الرئيس: اشرب، والحقيقة أن السيد محمد مرسى لا يكل ولا يمل الشرب، وهو دون غيره لا يجالس نفسه ليسألها: هل تعبتِ من الشرب؟ فإن أجابته بـ"نعم" كان لزامًا عليه أن يرحمها وينقذها، وذلك بالاستقالة والبحث عن وظيفة أخرى غير وظيفة الرئيس.
وأتصور أن التاريخ سيكتب أننا عشنا أزهى عصور السخرية عندما تولى أمرنا رجل اسمه محمد مرسى؛ لم يصدر قرارًا طوال توليه المسئولية إلا ويثير العجب والصيام فى رجب - إلّا بالمناسبة هو ماله الصيام فى رجب؟!! - وسيندم كُتّاب الكوميديا على كل ما قدموه لسذاجته وسطحيته عن ذلك الذى قدّمه مرسى وجماعته على مسرح الحياة.
وأعترف أن صديقًا إخوانيًّا قال لى يومًا: إن فاز مرسى.. سيذهلكم هذا الرجل فى أدائه، ولم أكن أدرى أن حالة الذهول ستمتد إلى عواصم أخرى، وأنّ من فرط ذهولنا سيهرب نصف شعبنا إلى أساطير المضحكين القدامى ليمسح تاريخهم بـ"أستيكة" بعد ذلك الذى صنعه مرسى وزيّنته جماعته .
عاد النائب العام المستشار عبد المجيد بحكم قضائى، حتى إن قاوموا عودته.. عاد وظهر مرسى عاريًا حتى من ورقة توت كان يتصور أنها تغطى عورته.. تعرى الرئيس ولحق بجماعته التى عرّاها تقرير قضائى آخر أكد حلها.
والآن ماذا يفعل النائب الخاص المستشار طلعت عبد الله؟ أتصوره يحمل حقيبةً وبها أوراقًا ويقف فى طابور على باب مكتب الإرشاد بضاحية المقطم، وأظنه لم يستوعب الحكم الصادر من القضاء مهما كانت درجته.. حكم شكّك فى شرعية وجود سيادته.
وبالفعل "قليل الحظ يلاقى العضم فى الكبدة" وليس "الكرشة"، وقد لاحت فرصة البطولة أمام المستشار طلعت عبد الله ليصبح بطلًا تاريخيًّا، وعلامة مضيئة فى تاريخ القضاد المصرى، يوم أن كتب استقالته أمام أبنائه من أعضاء النيابة، وبعد عودته إلى منزله لحس كلامه، وقال إنه إنما فعل ذلك تحت سلاح التهديد، وها هو اليوم ربما يبحث لنفسه عن ستارة يخفى بها بعض ما ظهر من عوراته دون جدوى.
وأخيرًا سيادة الريس مرسى: اشررررررب.