التحدي الكبير مع بنت الإسكندرية مهندسة ترميم الآثار!
كنت سعيد الحظ منذ عدة أيام، وأنا متواجد مع أسرة قسم الفن بجريدة وموقع فيتو بقيادة الزميل المتألق خالد شاهين بندوة أبطال فيلم تفاحة حواء.. حيث استمتعت بالفكر الجديد للمخرج المميز تامر سامي وبثقافة الفنانة التي سبق وأن وصفتها بالعبقرية سهر الصايغ.. واستمعت إلى أفكار مميزة من الفنان الشاب حسن حرب وأفكار جريئة وواقعية من الفنانة الشابة شريهان شاهين.. ولكن ما لفت نظري بشدة في هذه الندوة هو عقلية وطريقة تفكير الفنانة الشابة المميزة يورا محمد.
توقفت بتركيز شديد عند ما قالته يورا محمد عن رفضها تقديم أي دور يقدم شخصية أو رسالة هي غير مقتنعة بها.. وعندما أوقفتها وسألتها عن قناعتها الشخصية أم قناعتها عن الدور أو الشخصية كان ردها الحاسم والقاطع هو قناعتها الشخصية..
واختلفنا كثيرا في النقاش داخل الندوة بسبب هذا الموضوع خاصة وأن القناعة الشخصية ربما لا تمنعك عن القيام بدور أنت أصلا غير مقتنع به ولكن كتمثيل من الممكن أن يكون مميزا للغاية.
وعقب انتهاء الندوة عدت وسألت يورا محمد من جديد عن هذا الموضوع وكررت نفس الكلام.. وكنت بكل صراحة متفاجئا للغاية خاصة بعدما فسرت وجهه نظرها المتعلقة بأنها ترفض أن تظهر بشكل يكون سلبي على الناس أو المجتمع أو بمعنى أدق ترفض أن تساهم في نشر فكر أو رأي سلبي هي أصلا غير مقتنعة به.
بالطبع هذا الكلام من الممكن أن يكون نابعا من عقلية مثالية إلى حد كبير مازالت في بدايتها الفنية ولكن هو في نفس الوقت يعبر عن مقومات الشخصية التي يخرج منها هذا الكلام.. فمثل هذا الكلام من الصعب أن يصدر من فنانة شابة جميلة تنتظر مزياد من الأدوار بعد دورها في فيلمي تفاحة حواء وروج الذي سيعرض خلال أيام.. وربما يكون نقص الخبرة هو السبب.. ولكن مهما كانت المبررات والأسباب فأنا دخلت في تحد مع يورا بأن هذه القناعات ستتغير مع الوقت وهذه المثالية لن تستمر طويلا في ظل المنافسة الفنية المستمرة مع أخريات.
وما يهمني في هذا الحوار مع يورا محمد ليس موهبتها الفنية التي ظهرت بشكل واضح في فيلم تفاحة حواء أو التي ستظهر قريبا في فيلم "روج" أو التي جعلتها تحصل على جائزة مسرحية قيمة من الأوبرا عام 2015 ولكن هذا الكلام يعتبر بالنسبة لي كاشفا عن معدن بنت الإسكندرية خريجة كلية الآثار ومهندسة ترميم الآثار يورا محمد.. فالذي يقول هذا الكلام مع بدايته الفنية هو في الأصل شخص نقي من الداخل..من بيئة محترمة..يرغب في فن هادف إيجابي بعيد عن كل العك الموجود.
وحتى لو كسبت الرهان من يورا محمد وأنا أكاد أكون واثقا من ذلك.. وحتى لو تغيرت قناعتها وقامت بتأدية دور مميز كممثلة، ولكن هو لا يتوافق مع قناعاتها ستظل هي بالنسبة لي-على الأقل- تعتبر الأكثر جراءة وتلقائية.
وأخيرا.. أنصح مهندسة ترميم الآثار التي أصبحت فنانة شابة ومشروع نجمة كبيرة أن ترفع شعار "في التأني السلامة وفي العجلة الندامة".. ليس في عملها الفني فقط ولكن أيضا في التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة!