رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس «عمليات القوات المسلحة الأسبق» : محمد نجيب لم يكن من الضباط الأحرار وناصر اختاره لهذا السبب

فيتو

  • تركت دراسة الهندسة بسبب 23 يوليو
  • الجماعة الإرهابية قسمت مصر وكأنها عزبة وهدمت مؤسساتها
  • مع الوقت سيري الشباب ثمرة مشروعات السيسي 
  • الشارع بارك ثورة الضباط الأحرار والمصريين خرجوا بالملايين لتأييدها
  • الجماعة الإرهابية قسمت مصر وكأنها عزبة وهدمت مؤسساتها
  • "أخونة الدولة" سبب قيام 30 يونيو 
  • "الإخوان" نجحوا في استمالة شباب إليهم بعد عزل مرسي 


"تعديل مسار حياة".. هذا ما فعلته ثورة 23 يوليو في الشاب وقتها، اللواء عبد المنعم سعيد، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، الذي خرج إلى الشارع في الصباح التالى لإعلان الثورة على الملك ليهتف مع الملايين التي خرجت "يحيا الجيش المصري"، ليقرر بعدها سحب أوراقه من كلية الهندسة، ويقدمها في الكلية الحربية.

وعن ذكرياته مع الثورة، وموقف الشارع منها، والأحداث التي تلتها، وصولا إلى ثورة المصريين على جماعة الإخوان المسلمين – المصنفة إرهابية، في 30 يونيو 2013، كان لـ "فيتو" الحوار التالى:


*في البداية.. لنتحدث عن موقفك عند اندلاع ثورة 23 يوليو في العام 1952؟

عندما قامت ثورة 23 يوليو كنت قد أنهيت المرحلة الثانوية، وأذكر أننى خرجت إلى الشارع مع الجماهير لتحية الضباط وهتفت في الميادين "تحيا الجيش المصري العظيم"، وكانت مشاعر الوطنية بداخلي ملتهبة كالنيران، لدرجة أننى أصبحت أريد أن أكون واحدا من الضباط وأن أكون معهم، وكنت قد قدمت أوراقي لكلية الهندسة ونظرا لسعادتي بالثورة أنا وأبناء جيلي وكان أملنا أن تصبح أفضل بلد في العالم ونطرد الاحتلال الإنجليزي قررت سحب أوراقي من كلية الهندسة وتقديمها في الكلية الحربية لأحصل على شرف ارتداء البدلة العسكرية مثل الضباط الأحرار الذين قاموا بالثورة، وقبلت أوراقي وتخرجت من الكلية الحربية الجديدة عام 1955 الدفعة رقم 33 لألتحق بسلاح المشاه وشاركت في كل الحروب بعدها مثل حرب 56 وحرب الاستنزاف وحتى تحرير سيناء في 73.

*من وجهة نظرك.. ما الأسباب التي دفعت الضباط الأحرار للثورة على الملك؟
كان الملك فاروق هو والأسرة الحاكمة يعيشون حالة من الفساد والتدني غير معقولة إضافة إلى تركهم الاحتلال الإنجليزي يعذب أبناء الشعب المصري الذي ظل يقاوم الاحتلال رغم الفقر الذي كان يعيش فيه وبعد حرب 48 بفلسطين وفضيحة الأسلحة الفاسدة التي تورط فيها الملك قام عدد من ضباط الجيش بعمل تنظيم خاص أطلقوا عليه تنظيم الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر وكان وقتها برتبة مقدم، وكان أعضاء التنظيم نحو 200 ضابط من مختلف أسلحة الجيش المصري، وكانوا يخططون سرا للثورة حتى اكتملت الخطة وقاموا باستدعاء اللواء محمد نجيب لأنه أكبر منهم رتبة وقالوا له إنهم سيقومون بثورة ويريدونه أن يمثلهم رغم أنه لم يكن عضوا في التنظيم فوافق فورا.

وقامت الثورة على 6 مبادئ رئيسية في مقدمتها إلغاء الملكية وقيام الجمهورية العربية المتحدة وأعطوا للملك فرصة للتنازل عن العرش لابنه الملك أحمد فؤاد من الملكة ناريمان وكان وقتها طفل ولم يوافق الملك وأخذ ابنه معه وحددت له ساعة مغادرة البلاد في السادسة صباحا على اليخت الملكي المحروسة وفعلا نفذ الأمر وغادر في التوقيت المحدد له، وأذكر أن الرئيس محمد نجيب تأخر عن الميعاد وعندما وصل إلى ميناء الإسكندرية كان الملك قد غادره فاستقل لانشا من القوات البحرية وتبعه لإعطائه التحية كآخر ملك لمصر قبل أن تصبح جمهورية.

*وماذا عن موقف الشارع المصري من الثورة؟
الشعب المصري كان وراء جيشه وخرجت الملايين في الشوارع لتحية الضباط الذين قاموا بالثورة والجيش أعاد للشعب المصري كرامته التي ظلت مهانة طوال الحكم الملكي والاحتلال الإنجليزي.

*هل يمكن أن توضح لنا الفارق بين ثورة 23 يوليو1952 وبين ثورة 30 يونيو؟
الفارق كبير.. ثورة يوليو قام بها الجيش سرا لإلغاء الملكية ومحاربة الفساد الملكي وعودة الحكم للشعب المصري بالرغم من اختياره وقتها لحكم اللواء محمد نجيب ثم عبد الناصر قائد ومفجر الثورة إلا أن الشعب كان خلف الجيش في كل قرار اتخذه وكان الضابط يمشي في الشارع رافعا رأسه ولا يجرؤ أن يؤذيه أحد.

أما ثورة 30 يونيو فكانت ثورة شعب ضد نظام الإخوان الدموي الذي احتل البلد بأفكاره الرأسمالية لصالح الجماعة الإرهابية وأخذ يقسم فيها وكأنها عزبة يمتلكها وبدأ في هدم مؤسسات الدول.

وفى 30 يونيو انحاز الجيش للشعب وكما قلت سابقا شعب مصر هو جيشها لا فرق بينهم والجيش لبى نداء الشعب وقام "السيسي" بإعطاء مهلة للرئيس الإخواني لكن الجماعة بدأت تستقوي بالخارج ما تطلب عزل الرئيس ومحاكمته على خيانته للبلد وإفشاء أسرار عسكرية تخص الأمن القومي.
وفي ثورة 23 يوليو كان تعداد مصر وقتها 17 مليون نسمه كلهم لا يعرفون إلا مصلحة مصر أولا قبل مصالحهم الشخصية أما الآن فتعداد مصر يزيد على 90 مليون نسمة وكل مجموعة لها توجهات مختلفة آخر شيء فيها مصلحة مصر واستطاعت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بأفكارها ووسائل الإعلام التي تنحاز لها من استمالة عدد كبير من الشباب.

*كيف تقارن موقف الشباب الذين عاصروا ثورة 23 يوليو بالجيل الحالي؟
الظروف ساهمت بشكل كبير في حدوث تغيرات للشعب وبخاصة الشباب، فكلنا لاحظنا أن غالبية الذين نزلوا إلى الميادين في ثورة 30 يونيو لتأييد إنهاء حكم الإخوان كانوا من كبار السن والضباط المتقاعدين واتهموهم وقتها بأنهم "عبيد البيادة" لكنهم لم يدركوا أن هؤلاء هم الوطنيون الذين يعشقون تراب مصر ولا يفرطون في حبة رمل من أرضها ولعل الأيام تكون قد أظهرت صحة اختيارهم بعد اكتشاف مخططات الإخوان في بيع وتقسيم مصر وعمل جيش من الإرهابيين موازي للجيش المصري للقضاء عليه وبفضل الله وحده تم إيقاف المخطط في الوقت المناسب قبل انزلاق البلاد في فخ المخططات الخارجية مثل سوريا وليبيا والعراق.

ويجب أن أشير هنا إلى أننى أثق في الروح الوطنية للشباب، لكن الإخوان يحاولون خلق الوقيعة بينهم وبين الدولة من خلال استغلال الظروف الحالية من بطالة وغلاء أسعار وما إلى ذلك من أزمات تعانى منها البلاد.

*متي يعرف الشباب أن ثورة 30 يونيو كانت في صالح مصر وشعبها؟
الشباب المصري حب الوطن يسري في عروقه، لكن البعض منه مغيب بسبب الظروف المعيشية وجيلنا عاصر الاحتلال الإنجليزي الذي كان يضرب المصريين بــ"الجزمة" وكانت كل أحلامنا تتركز في كيفية التخلص من الاستعمار حتى لو ضحينا بأنفسنا وهذه كانت أقصى أمانينا أما الآن فالوضع اختلف فالإعلام جعل الشباب يتخبط بين مؤيد ومعارض لطرد الإخوان وقنواتهم تزيف الحقيقة وهنا يأتي دور الإعلام المصري الوطني بإظهار المشروعات القومية التي يقوم بها الرئيس "السيسي" للقضاء على البطالة وتنمية المناطق الصحراوية وإنشاء شبكة طرق عالمية وبناء المصانع الكثيفة العمالة وتنمية محور قناة السويس.

وأريد التأكيد على أنه مع الوقت سيري الشباب ثمرة هذه المشروعات بالقضاء على البطالة ورفع مستوى الدخل للفرد والأسرة وهذا سيكون السبيل الوحيد لعودة الشباب الذين ضللتهم الأفكار المتطرفة.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية