رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكري وفاة حكمت أبو زيد.. أول وزيرة مصرية والثانية عربيا.. عبد الناصر وصفها بـ«قلب الثورة الرحيم».. الإخوان يهاجمون حكمت تحت شعار «لا يجوز شرعا».. والسادات يسقط عنها الجنسية

 حكمت أبو زيد
حكمت أبو زيد

تحل اليوم ذكري وفاة أول مصرية تعين في منصب وزيرة والثانية على مستوى العالم العربي، عندما تولت في 25 سبتمبر1962 بقرار جمهوري من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حقيبة وزارة للدولة للشئون الاجتماعية، وأثبتت من خلاله كفاءة منقطعة النظير لتفتح المجال للمرأة العربية بتولي المناصب القيادية، إنها حكمت أبو زيد صاحبة لقب"قلب الثورة الرحيم". 


خلاف مع الزعيم
كان الاختلاف بينها وبين الرئيس جمال عبد الناصر سبب توليها وزارة الشئون الاجتماعية إذ أنها صرحت على الهواء مباشرة في حوار تليفزيونى، أنها معترضة على المراهقة الفكرية التي تحدث عنها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وطالبت بأن تكون الثورة عقلانية، لأنها لن تثمر إذا كانت عاطفية، ومن هنا جاء اعتراضها على بعض فقرات الميثاق الوطنى حينذاك.

 أول وزيرة في مصر 

كلفها الزعيم عبد الناصر بالاهتمام بالرعاية الاجتماعيّة لأسر الجنود الموجودين على الجبهة المصريّة، حيث حققت نجاحا منقطع النظير، وقامت في عام 1969 بالإشراف على مشروع تهجير أهالي النوبة، بعد تعرُّضها للغرق، مما جعل عبد الناصر يطلق عليها لقب "قلب الثورة الرحيم".

قوبل قرار تعيينها بمنصب وزير بالرفض الشديد من قبل جماعة الإخوان الإرهابية التي شنت هجوما بالغا على الرئيس جمال عبد الناصر بدعوى أنه لا يجوز شرعا تولى امرأة أي من صور المناصب القيادية وما يتعلق بمقاليد الحكم.

إسقاط الجنسية
في السبعينيات اختلفت بشدة مع قرار الرئيس الراحل محمد أنور السادات لمبادرة السلام مع إسرائيل، وشككت في النوايا الصهيونية للأمة العربية، مما جعلها تتلقي أبشع التهم والاتهامات حتى أطلق عليها ألفاظ الإرهابية والجاسوسة وتم اتهامها بالخيانة، وأسقطت عنها الجنسية.

وفي فبراير1991 أصدرت المحكمة الإدارية العليا قرارها بإلغاء الحراسة على ممتلكاتها، وحقها في حمل جواز السفر المصري والتمتع بالجنسية المصرية، وفور علمها بذلك قررت العودة لمصر إلى أن توفيت في مثل هذا اليوم 30 يوليو 2011، عن 89 عاما.

بعد عودتها إلى مصر وُجهت لها دعوة من الرئيس الليبي معمر القذافي فأقيم لها ولزوجها احتفالا تاريخيًا ومنحت خلاله أنواط الفاتح العظيم من الدرجة الأولى وهو النوط الذي لا يمنح إلا لرؤساء الدول ولكن لمكانتها القومية جعلت منها إضافة للوسام أكثر من كونها إضافة لتاريخها المشرف.

كما وجهت لها دعوة أخرى من ملك المغرب الملك الحسن لحضور احتفالا عظيمًا يتم فيه منح السيف الذهبي من الذهب الخالص للدكتورة حكمت أبو زيد علمًا بأنه لا يملك هذا السيف إلا ملك المغرب مما يعد تكريمًا أسطوريا

إنجازات ومشروعات
أما عن إنجازات "قلب الثورة الرحيم"، فهي صاحبة مشروعات قومية كبرى، اذ يرجع إليها الفضل في مشروعات الأسر المنتجة، والنهوض بالمرأة الريفية، والرائدات الريفيات، ومدت نشاط وزارتها لجميع قرى ونجوع مصر بإنشاء فروع للوزارة.

كما ساهمت حكمت أبو زيد في وضع قانون 64 وهو أول قانون ينظم عمل الجمعيات الأهلية ليقوم بتفعيل دورها وقامت بحصر الجمعيات الأهلية وتوسيع أنشطتها وخدماتها التنموية.

بعد هزيمة 1967 انشغلت بالرعاية الاجتماعية لأسر الجنود على الجبهة بإيعاز من الرئيس جمال عبد الناصر، وأشرفت على مشروع تهجير أهالي النوبة إلى سهل كوم أمبو بعد تعرضهم للغرق على أثر بناء السد العالي وقد تفاعلت إنسانيًا مع أهالي النوبة مما جعل عبد الناصر يلقبها بــ "قلب الثورة الرحيم"، وبعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970 عادت إلى الحرم الجامعي لتدريس الاجتماع الريفي والحضري.
الجريدة الرسمية