رئيس التحرير
عصام كامل

«متاحف إسرائيلية بصبغة فرعونية».. مئات الآثار «المسروقة» وسائل جذب السائحين.. «تل أبيب» تستعد لعرض «مومياء لرجل عمرها 2200 عام».. سفير القاهرة يشهد عرض 680 قطعة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تفاجئنا إسرائيل من وقت لآخر بعرض مجموعة جديدة من الآثار المصرية "الفرعونية"، التي تمنح متاحفها وجميع المتاحف الأجنبية عنصر الأهمية وتعمل على جذب السياح والزائرين، على عكس الوضع في مصر التي تمتلك الكثير من الآثار الفرعونية النادرة التي لا تمتلك القدرة على تسويقها.


أصبحت متاحف إسرائيل تفوق المتاحف المصرية من حيث إقبال السياح عليها، على الرغم من عدم امتلاكها الكثير من الآثار، وأغلبها ليس ملكا لها في حقيقة الأمر بل مهرب من عدة دول عربية.

أعلن متحف إسرائيل الوطني، مؤخرا أنه يستعد لعرض مومياء فرعونية لرجل عمرها 2200 عام، كان مصابا بهشاشة العظام وتسوس الأسنان.

وقالت وكالة "أسوشيتد برس" للأنباء إنه جرى التعرف على الأمراض التي أصيب بها الرجل المحنط من خلال الأشعة المقطعية، وكشفت أيضا عن أنه كان كثير الجلوس وكان يتفادى العمل اليدوي في الشمس وكان يتناول وجبات مليئة بالكربوهيدرات.

وتُعد تلك المومياء هي الأثر الوحيد من ذلك النوع في إسرائيل، وأطلق عليها لقب "عين حورس الحامية".

وتم الاحتفاظ بهذه المومياء في معهد الجيزويت بالقدس منذ عشرينيات القرن الماضي قبل إعارتها لمتحف إسرائيل.

وأعلنت الجامعة العبرية في القدس، أن علماء الآثار اكتشفوا قطعة من تمثال مصري قديم في شمال إسرائيل، واصفة إياه بأنه «اكتشاف تاريخي».

ويبلغ حجم قطعة التمثال المصنوع من الحجر الجيري نحو 45 في 40 سنتيمترا، وهي قدم يعتقد أنها قطعة من تمثال لرجل جالس بالحجم الطبيعي، وتحتوي القاعدة المستطيلة للقدم على نقوش هيروغليفية، وهناك حاجة لمزيد من التحليل لتحديد معناها.

وتم العثور على القطعة الأثرية في موقع حفريات تل حاصور شمال بحيرة طبريا، ويعتقد أن التمثال هو جزء من معبد أو مقبرة مسئول قديم، وتم اكتشافه في نفس البناية الأثرية التي عثر فيها قبل ثلاث سنوات على جزء من تمثال لأبي الهول يرجع إلى 4500 عام.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن "متحف إسرائيل" سيعرض آثارا فرعونية نادرة تعود للحقبة التي كانت تسيطر فيها مصر القديمة على أرض كنعان (فلسطين حاليا)، وأضافت الصحيفة العبرية أن المتحف سيقدم عرضا تليفزيونيا لتلك الحقبة التي تعود للقرن الثانى قبل الميلاد، حول التأثير الثقافى المتبادل بين مصر وكنعان خلال تلك الفترة، مشيرة إلى أن تلك الآثار ستعرض في المتحف حتى يوم 25 أكتوبر المقبل.

وزعمت يديعوت أن السفير المصرى لدى إسرائيل حازم خيرت، سيشارك في افتتاح العرض الجديد للآثار المصرية القديمة بمتحف إسرائيل.

وسيضم العرض أكثر من 680 قطعة أثرية تشهد على التأثر بين الثقافتين المصرية والكنعانية في تلك الحقبة، فيما يتعلق بالعبادة واللغة والفن، كما سيتم عرض مجموعة نادرة من التوابيت ومجسمات لجعارين وتمائم، بالإضافة إلى عرض مجموعة القطع الأثرية التي تم العثور عليها من قبل سلطة الآثار الإسرائيلية بالقدس وعدة مناطق بالأراضى الفلسطينية.

وقال الدكتور دافنا بن تور، المتخصص في علم الآثار المصرية في متحف إسرائيل في مقابلة مع "يديعوت أحرونوت": "سيركز هذا العرض على حقبة تاريخية غير معروفة لكثير من الناس حول العالم، وهى الفترة التي سيطرت فيها مصر على أرض كنعان، أي أكثر من 300 عام، حيث تركت تلك الحقبة الكثير من الاكتشافات الأثرية المؤثرة جدا، والتي تعكس التأثيرات الثقافية من مصر وكنعان".

ومن مزادات لندن والولايات المتحدة الأمريكية إلى مزادات إسرائيل، فقد رصدت وزارة الآثار المصرية سبتمبر 2013، وجود آثار فرعونية يقدر عددها بـ 110 قطع معروضة في مزاد بمدينة القدس، ولكن أبلغت وزارة الخارجية الإسرائيلية هيئة الآثار الإسرائيلية بضرورة وقف المزاد.

ولا تزال مصر غير قادرة على استعادة بعض الآثار المهمة مثل تمثال "رأس نفرتيتي" الذي ترفض مؤسسة البروسي الثقافية في ألمانيا رده إلى مصر، نظرًا لأنه يجتذب ملايين المشاهدين كل عام، و"قناع فرعوني" مسروق عمره 3200 عام، رفضت وزارة العدل الأمريكية منذ شهرين، اتخاذ أي إجراءات لإعادته لمصر لعدم وجود ما يثبت أنه خرج من مصر بصورة غير شرعية، لذلك احتفظت الولايات المتحدة بالقناع في متحف "سان لويس".

ومن جانبه أكد الأثرى شعبان عبد الجواد، مدير إدارة الآثار المستردة، أنه يتم متابعة جميع المعارض والمزادات الخارجية لعرض وبيع القطع الأثرية، ويبلغ عددها نحو 100 صالة مزاد حول العالم، مشيرًا إلى أن الوزارة تتابع القطع الفرعونية المزمع عرضها في إسرائيل.

وأضاف عبد الجواد لـ "فيتو"، أن إدارة الآثار المستردة تتابع عن كثب جميع المزادات والقطع المصرية التي تعرض بالخارج، وتتخذ الإجراءات القانونية لاستعادتها حال ثبوت خروجها من مصر بطريقة غير شرعية.
الجريدة الرسمية