د. مها الرباط وزيرة الصحة السابقة: بناء المستشفيات بالتبرعات «مش عيب ولا حرام»
- >> أموال المتبرعين تسهم في تحسين الخدمة
- >> الدولة لم تتخل عن الرعاية الصحية للبسطاء
- >> لا يوجد نظام صحى يعتمد على مصدر واحد للتمويل
ثمنت وزيرة الصحة والسكان السابقة الدكتورة مها الرباط حملات التبرع لبناء مستشفيات جديدة، مشيرة في حوار مع فيتو إلى أنه لا يوجد نظام صحى في أي مكان في العالم يعتمد على مصدر واحد للتمويل، بل يتشارك القطاع الحكومى مع القطاع الخاص والقطاع الأهلي لتقديم الخدمة الطبية وهذا نظام متعارف عليه عالميا وليس هناك ما يعيبه أو يحرمه. تعتقد الرباط أن الدولة لم تتخل عن رعاية المرضى الفقراء ومازالت تقدم لهم الخدمات الصحية بكفاءة ومستوى جودة مقبولين، مطالبة بزيادة الموازنة الخاصة بوزارة الصحة لمواجهة الاحتياجات المتزايدة وفقا لما ينص عليه الدستور.. وإلى نص الحوار...
> كيف ترين كثرة إنشاء المستشفيات القائمة على التبرعات في الفترة الأخيرة؟
تواجد المستشفيات الخيرية، والقائمة بالجهود المجتمعية مطلوب، فلا يوجد نظام صحى أو غيره في أي مكان في العالم يعتمد على مصدر واحد في الخدمة اوالتمويل، بل يتشارك القطاع الحكومى مع القطاع الخاص والقطاع الأهلي لتقديم الخدمة الطبية وهذا نظام متعارف عليه عالميا وليس هناك ما يعيبه أو يحرمه.
ولا يمكن لقطاع واحد أن يحل المشكلات بمفرده، بعيدا عن مشاركة الآخرين.. فالتعاون بين كل القطاعات في الدولة ضرورى جدًا للوصول إلى التكامل، والتميز في نوعية الخدمات المقدمة، بناء على رؤية واستراتيجية واضحة المعالم والأهداف.
> مستشفى «٥٠٠٥٠٠» لعلاج الأورام، التابع لجامعة القاهرة نموذج للمستشفيات الحكومية التي تعتمد أيضًا على التبرعات، فهل الدولة غير قادرة على تمويله؟
بالعكس معظم تمويل مستشفى «٥٠٠٥٠٠» تم توفيره من الدولة، لكن هناك جزءا آخر قائم على التبرعات، وهذا يرسخ فكرة المشاركة المجتمعية.
> لكن هناك مَنْ يرى أولوية توجيه هذه الأموال للمعهد القومى للأورام؟
المعهد القومى للأورام يخدم كل المصريين، لكن مع زيادة أعداد المرضى وزيادة الحاجة إلى خدمات أكبر والرغبة في تقديم خدمة بجودة أعلى ومساحة أكبر، تم التفكير في إنشاء مستشفى «500500»، وهو في النهاية يصب في صالح المنظومة الصحية.
>هل معنى كثرة المستشفيات التابعة للقطاع الأهلي أنها تقدم خدمات غير موجودة في مستشفيات وزارة الصحة أو الجامعية؟
غير صحيح، بل بالعكس توجد بعض الخدمات والرعاية الصحية التي تنفرد بها المستشفيات الجامعية، أو التابعة لوزارة الصحة.
> برأيك، العلاقة بين المستشفيات الأهلية، تنافسية، أم تكاملية؟
أراها تنافسية تكاملية، فالمستشفيات الأهلية تقدم خدمة صحية جيدة، بمقابل مادى معقول، ويتناسب مع دخول الفقراء ومحدودى الدخل، وتساهم في علاج بعض الفئات الأكثر احتياجا، أو بعض الذين لم يدخلوا تحت مظلة التأمين الصحي، والتكامل يأتى من خلال إمداد هذه المستشفيات بالأطباء الذين يعملون تحت مظلة وزارة الصحة.
> هل تكفى الميزانية التي تخصصها الدولة للإنفاق على الصحة؟
لا تكفي، ويجب زيادتها وفق نص الدستور إلى ٣% من إجمالى الدخل القومي، وإيجاد نظم تمويلية مستدامة تستجيب لمتطلبات العرض والطلب.. وهنا وجب التكامل والتخطيط الامثل لتحقيق ذلك، مع التركيز على الرعاية الوقائية.
> مع تطبيق قانون التأمين الصحى الجديد، كيف يمكن تعظيم الاستفادة من المستشفيات الأهلية لصالح المرضى؟
مع تطبيق قانون التأمين الصحى الشامل سوف تزيد الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة للمريض، ويضمن تغطيتها بالكامل في كل المحافظات، ومن الممكن أن تتعاقد الدولة مع هذه المستشفيات، لتغطية العجز الذي تعانى منه، وأيضًا لتعظيم الاستفادة من الخدمات والأجهزة الموجودة بها؛ بما يصب في صالح المرضى.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"