محمد خان للمسئولين.. «تحبونني ميتا لتقولوا كان منا ولنا»
كيف تكون مصريًا، هل الأمر يتعلق بولادتك على أية أرض داخل تلك البلد المحروسة، أم أن تعثر على وثيقة تقول لك أنت تنتمي لهذا البلد، لا يمكن أن يتم اختصار الوطن في تلك الأوراق، أن يكون علاقتك بها هي مجرد إمضاءات لموظفين ينامون نصف أوقات العمل؟!
أسئلة ربما تداعت إلى ذهن المخرج العظيم محمد خان المولود في القاهرة 1942 لأب باكستاني وأم مصرية، وهو يطلب أن يحصل على الجنسية المصرية، الرجل الذي تفتخر السينما المصرية أنه ضمن أعظم مخرجيها كان يصرخ: «أريد أن أكون مصريًا» لكن لقد أسمعت لو ناديت حيًا ولكن لا حياة لمن تنادي!
لم يدرك المخرج الراحل فرضية ألا يكون مصريًا، هو الذي صاغ أحلام هند وكاميليا وذهب إلى وسط البلد وأحضر زوجة رجل مهم وانتقل بنا من شقة مصر الجديدة إلى فتيات المصنع، ردد أسئلة كثيرة لنفسه ماذا أفعل أكثر من ذلك؟
اليوم رحل محمد خان بعد حصوله على الجنسية المصرية في 2013، توفى العظيم عن عمر يناهز 73 عامًا إثر تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى مستشفى أندلسية بالمعادي.
يقول محمود درويش: «يحبونني ميتًا ليقولوا لقد كان منا وكان لنا» ربما هذا البيت الشعري هو الأنسب لحالة محمد خان، فالرجل الذي رفضت كل الأنظمة والحكومات أن يمنحوه الجنسية المصرية، هو نفسه الذي تسارعت الدولة من خلال مؤسساتها الرسمية لرثائه مؤكدة أنهم فقدوا مخرجا مصريا عظيما.
وأول تلك المؤسسات هي وزارة الثقافة التي أكدت أن صناعة السينما في مصر فقدت اليوم واحدًا من أبرز صناع السينما الواقعية، التي أثراها بـ 24 فيلما، مضيفة أن «خان» برع من خلال أعماله في رسم صورة بانورامية واقعية وتقديم وثيقة اجتماعية وسياسية وإنسانية تصف المجتمع المصري ببساطة.
أما دار الكتب والوثائق القومية فقد نعت هي الأخرى «خان» مؤكدة أنه أعظم صناع البهجة في تاريخ السينما، واصفة إياه بأمهر السحرة في السينما المصرية.
أما مهرجان القاهرة السينمائي فأعلن عن منح المخرج الراحل جائزة فاتن حمامة التقديرية التي تمنح للشخصيات السينمائية التي ساهمت وما زالت في الارتقاء بالفن السينمائي وذلك تقديرًا لمسيرته الفنية الحافلة والمتميزة، وذلك في الدورة الثامنة والثلاثين للمهرجان والتي ستقام في الفترة من 15 إلى 24 نوفمبر المقبل.