رئيس التحرير
عصام كامل

خطة «الوسطاء» لرأب الصدع في الجماعة الإسلامية.. «عبدالسلام وحبيب» يسعيان لـ«تلطيف الأجواء» بين الأطراف المتنازعة.. الانشقاق عن «دعم الإخوان» «محل دراسة

فيتو

تعد الجماعة الإسلامية إحدى دعائم التيار الإسلامي، وبالرغم من ضلوعها في أعمال عنف في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، إلا أن المراجعات الفكرية التي قامت بها قيادات الجماعة خلف الأسوار كانت بمثابة كارت مرور للعودة إلى الحياة العامة مرة أخرى، فيما جاءت ثورة 25 يناير لتكون الانفراجة المنتظرة للجماعة الإسلامية لخوض غمار عالم السياسة، حيث عملت على إنشاء ذراع سياسية لها متمثلة في حزب البناء والتنمية، وخوض الانتخابات البرلمانية وعودة لظهورهم في المجال الإعلامي، وانتشار قياداتهم إلى أن وصل الأمر إلى حضورهم احتفالات الدولة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، إلا أن تلك الأحلام والآمال سريعا ما تبخرت وأصبحت حلما بعيد الأمل، إذ قامت ثورة 30 يونيو وتبدأ مرحلة الحرب حامية الوطيس بين التيار الإسلامية ودولة 30 يونيو.


بداية الاختلاف الداخلي

انضمام الجماعة الإسلامية إلى ما يسمى تحالف دعم المعزول المناهض للدولة المصرية، كان سببا في إشعال فتنة داخلية، حيث رأي أسامة حافظ أمير الجماعة الإسلامية، أنه من الواجب شرعيا الانضمام لخندق الاخوة في رفض الممارسات القمعية-وفقا لحديثة، في حين اختلف معه أحد أهم مؤسسي الجماعة الإسلامية في السبعينيات، وعلى رأسهم الشيخ كرم زهدي وناجح إبراهيم.

عرف أسامة حافظ، بضلوعه في علوم الدين بعيدا كل البعد عن الدور التنظيمي الذي تتفوق فيه ذلك النوع من الجماعات ذات التوجه الإسلامي، حيث السرية مذهبا والعملية التنظيمية أساسا للاستمرار، وهو ما اختلف فيه حافظ عن أمير الجماعة الإسلامية السابق عصام دربالة التي توفى خلف الأسوار منذ فترة ليست بالكبيرة.

تصاعد الأصوات المطالبة بالانشقاق

تصاعدت الأصوات المنادية بضرورة الحروج عن ما يسمى بتحالف المعزول، وإصدار بيان لرفض مواقفه الداعمة والداعية لرفع السلاح في وجه الدولة رفضا لممارساتها ضد الإسلاميين ممن ينتمون لجماعة الإخوان والتيارات المناوئة لها، والتي بالرغم من اختلافهم المنهجي والفكري مع الإخوان، إلا أنهما اتفقا على رفع السلاح سبيلا للمعارضة، لتبدأ أزمة حقيقة يقودها كرم زهدي مؤسس الجماعة في مواجهة حافظ.

إلى أين وصلت الأزمة؟

يبدو أن العقلاء من داخل الجماعة الإسلامية، أرادوا وأد الفتنة قبيل اندلاعها، والتدخل كوسطاء بين الكبار للوصول إلى حل للأزمة أو وقف حملات النقد المتبادلة والرسائل المبطنة بين الطرفين، كما ساهم مرور الشيخ "زهدي" بوعكة صحية في أن تكون مدخلا لرأب الصدع، حيث عمد الوسطاء وعلى رأسهم نصر عبدالسلام نائب رئيس حزب البناء والتنمية، وكمال حبيب الخبير في شئون الحركات السياسية، ولفيف من القيادات التاريخية للجماعة، في إقناع "حافظ" بالتوجه بزيارة بصحبتهم للاطمئنان على زهدي، وهو ما وقع فعليا حيث استغل الحضور اللقاء في تصفية الخلافات وتوضيح وجهة النظر وتلطيف الأجواء فيما بينهم.
الجريدة الرسمية