وبدأت الدروس الخصوصية !!
قبل أن يعلن د. الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم، نتيجة الثانوية العامة، كان أولياء الأمور قد قاموا بحجز الدروس الخصوصية للعام القادم لأبنائهم من أولى حضانة حتى ثالثة ثانوية، الفقراء منهم قبل الأغنياء كل حسب إمكانياته المادية اتفقوا مع مراكز الدروس الخصوصية (السناتر) ومع أكفاء المدرسين الخصوصيين، كما قام كل ولي أمر بترتيب ميزانيته المالية بإستقطاع الجزء الأكبر منها للدروس الله يكون في عونه إذا كان لديه أكثر من طالب في التعليم، وسوف يظل اليوم كالبارحة "ندور في حلقة مفرغة"، ونهتم بالشكل على حساب المضمون، لأن نظام التعليم كما هو ما زال قائما على الحفظ والتلقين وليس التفكير والإبداع ومستقبل الطالب وأسرته ما زال مرتبطا بمجموع الثانوية العامة، ومع استمرار نظام الامتحان كما هو سوف تزداد الدروس الخصوصية شراسة والتهاما لميزانية الأسرة.
وطالما ظل التعليم في مصر بلا هدف وليس للمتفوقين فيه نصيب من الوظائف المهمة، لن يكون هناك تقدم حقيقي في البلد، إذا كان هناك تطوير للمناهج ولنظام الامتحانات فلماذا لم تعلن عنه الوزارة هذه الأيام حتى ترحم الأسر المصرية من لهيب الدروس الخصوصية، التعليم هو أساس تقدم الدول ويحتاج إلى حلول مبدعة ونحن مصممون على اخترع العجلة من الجديد، وتضيع وقتنا في تجارب جديدة وجدل وكلام لا يقدم ولا يؤخر في الوقت الذي يتطور فيه العالم كل لحظة ونحن لا نتحرك بعيدا عن نقطة الصفر، دول العالم كلها اتجهت إلى التعليم الفني والتكنولوجي لأنه حقق لهم النهضة، وأفضل طلابهم يلتحقون به في حين أننا مازلنا نرى القمة في كليات الطب والهندسة والصيدلة والفاشل هو من يلتحق بالتعليم الفني، رغم أن مصر في حاجة إلى الميكانيكي والسباك والكهربائي أكثر من الطبيب والمهندس والمحاسب والمحامي.
مشكلة التعليم في مصر ليست في المباني فما أكثرها ولكنها خاوية من الطلاب والمدرسين من أول يوم دراسة حتى الامتحانات، كما أن المناهج لا تنتج لنا الخريج القادر على المنافسة، التعليم يحتاج إلى قرارات إبداعية وجريئة حتى الآن الدولة عاجزة على اتخذها وتركت المواطن فريسة للدروس الخصوصية والتعليم الخاص في حين أنها لو فكرت مثلا في الحصول من أولياء الأمور على نسبة ضئيلة مما ينفقونه على التعليم الخاص "دروس ومدارس" فإنهم سوف يرحبون بذلك في مقابل حصول أبنائهم على تعليم حكومي محترم تقوم فيه المدرسة بدورها في التربية قبل التعليم، عشرات السنين ونحن نسمع كلمات أصبحت كريهة وسيئة السمعة مثل تطوير المناهج، إلغاء الحشو، ربط التعليم بسوق العمل، تغيير نظام الامتحانات، تأهيل وتدريب المعلمين، فهل سوف نودع الحياة ونلقى وجه كريم ومازلنا نسمع هذه الشعارات أم لدى د. الهلالي رأي آخر، وتتحول إلى رؤية حقيقية تطبق على أرض الواقع، دعونا ننتظر !!
egypt1967@yahoo.com