رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور والفيديو.. مأساة طفلة فقدت يديها ورجليها بسبب الإهمال الطبى

فيتو

مأساة حقيقية بكل المقاييس.. ضحيتها طفلة فى التاسعة من عمرها.. كانت تلهو مع شقيقيها وزملائها فى المدرسة.. وفجأة أصبحت طريحة الفراش لا تستطيع الحركة بعد أن فقدت أطرافها الأربعة، بسبب تشخيص خاطئ وسلسلة من الأخطاء الطبية المتتالية.


"فيتو" رصدت مأساة الطفلة "سمية جمال"، لتضعها كاملة أمام المسئولين، للتحقيق فيها لمحاسبة المتسبب عن ضياع مستقبل طفلة فى مقتبل العمر.

بصعوبة بالغة تمكن محرر "فيتو" من دخول مستشفى أبو الريش للأطفال، بحجة أنه قريب الطفلة سمية جمال، التى ترقد فى عنبر "6" بالطابق السادس، وجاء بصحبة خالها "عادل".. وما أن وقعت عيناه على الطفلة المسكينة، حتى أدرك مدى المعاناة الرهيبة التى تعيشها.. فهى طفلة بريئة الملامح، يطل من عينيها حزن شديد ممزوج بألم وحسرة،على ساقيها وذراعيها ضمادات كبيرة من القطن والشاش حلت محل يديها ورجليها..

الآلام التى عانتها سمية على مدار أكثر من 3 أشهر، جعلتها تبدو متماسكة إلى حد كبير، وبكلمات بريئة تبكى العيون وتدمى القلوب قالت للمحقق: "أنا مش عاوزة حاجة من الدنيا.. كل اللى بتمناه أنى أقف على رجلى تانى.. نفسى أجرى وألعب زى زمان مع أصحابى فى المدرسة، وأنزل أشترى لماما طلبات البيت.. كان نفسى اشترى ليها هدية فى عيد الأم عشان هى تعبت معايا كتير بس خلاص مبقاش لى رجلين"..

توقفت الطفلة عن الكلام، وأشاحت بوجهها وكأنها أرادت ألا يرى أحد دموعها التى انحدرت على خديها.. وبصوت متهدج أضافت: "أنا حسيت بألم بسيط فى إيدى ورجلى، وبعدين سخنت وأخذتنى ماما لمستشفى الحميات، وأخدت علاجا وخفيت شوية.. وبعدين رجع الألم وسخنت تانى.. رجعت الحميات وحولت إلى مستشفى "57357" وقالوا علاجى هناك.. فضلت فى المستشفى أياما كتير مش فاكراها، وبعدين قالوا لى مبروك يا سمية.. إنت سليمة ومفيش عندك المرض الخطير وهتخفى"..

فرحت وافتكرت أنى هارجع البيت ألعب مع أختى آية وأخويا الصغير عبد الرحمن، بس ماما وخالى جابونى المستشفى هنا.. قلت لهم هو أنا مش خفيت.. جايبينى هنا ليه.. قالوا فيه حاجات بسيطة هنعملها ونروح على طول.. وفضلت مدة طويلة آخد علاج وأعمل تحاليل وحاجات كتير.. وكل يوم كان الألم بيزيد فى إيدى ورجلى، وفى يوم طلعونى حجرة العمليات، وبعدها لقيت إيديا مقطوعة.. سألت ماما ليه قطعوا إيديا وإزاى هاكل وأشرب وأكتب الواجب.. قالت معلش هى كانت تعبانة ولازم تتقطع علشان أعيش..

رضيت بالأمر الواقع وافتكرت أن دى أكتر حاجة ممكن تحصل.. حسيت بألم شديد فى رجلى، وبعد 12 يوما دخلت العمليات تانى، وخرجت منها من غير رجلين، وبرضه ماما قالت لى كان فيهما مرض ولازم يتقطعوا"..

لم تستطع الطفلة المسكينة التماسك أكثر من ذلك وأجهشت ببكاء مرير أبكى جميع من حولها.. هدأت قليلا واستطردت: " أمى قالت لى إنه ممكن يركبوا لى أطراف صناعية وأرجع أمشى تانى، بس الحاجات دى غالية وهى مش قادرة تشتريها، بعد الفلوس الكتير اللى صرفتها على علاجى.. خايفة أفضل هنا فى المستشفى ويقطعوا حاجة تانية من جسمى.. نفسى أخرج وأتحرك لوحدى وأكمل تعليمى وأبقى دكتورة أطفال وأعالجهم بضمير من غير عذاب ولا ألم.. وأنا بطلب حاجة واحدة بس من ربنا.. لو مش هامشى تانى يا ريت أموت وياخدنى عنده، علشان أرتاح من الألم وأمى هى كمان ترتاح من السهر والتعب معايا".
الجريدة الرسمية