مصر تسلم رئاسة القمة العربية لموريتانيا.. السيسي: مصر ملتزمة بدعم جامعة الدول العربية.. التدخلات في الشأن العربي وراء الأزمات.. ولا بديل عن حل سياسي في سوريا وليبيا.. ويدعو الدول للتضامن والتماسك
يشارك المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء في فعاليات القمة العربية رقم 27 المنعقدة حاليا في العاصمة الموريتانية نواكشوط، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي ويحضر معه القمة وزير الخارجية سامح شكري، وصرح السفير حسام القاويش المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء بأن المهندس شريف إسماعيل حضر الجلسة الافتتاحية للقمة وألقى خلالها كلمة نيابة عن رئيس الجمهورية.
الجامعة العربية
نقل المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح القمة العربية في موريتانيا نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديم الرئيس أسمى آيات الشكر والامتنان للدكتور نبيل العربي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية على ما قدمه من عطاء خلال فترة ولايته.
كما نقل رئيس الوزراء خلال كلمته بالقمة تنهئته للأمين العام الجديد للجامعة العربية أحمد أبو الغيط على الثقة الكبيرة التي حظي بها من بين الدول الأعضاء إذ عهدت إليه بالإجماع بمسئولية منصب الأمين العام ثقة من الدول الأعضاء في أن مسيرته وتجربته الدبلوماسية الحافلة وخبرته الواسعة ستكون له خير عون في أداء مهمته.
ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي لأبو الغيط بالتوفيق في مهمته، مؤكدا التزام مصر الذي لا يفتر بتقديم كل الدعم والمساندة لبيت العرب جامعة الدول العربية وبما يمكنها من الاضطلاع بدورها الأساسي في تنمية وتعزيز روابط التكامل والتضامن العربي.
أزمات البلدان العربية
وأكد الرئيس السيسي أن الظرف التاريخي الدقيق الذي يشهده العالم العربي يتطلب تكاتف جميع الشعب العربية من أجل الحفاظ على مصالحها، وتماسك وحدة الشعب العربي وحق أبنائها في التطلع إلى اللحاق بركب الحضارة الإنسانية.
وأضاف رئيس الوزراء في القمة نيابة عن السيسي، أن خريطة الأزمات الممتدة في المنطقة وتداعياتها كفيلة بأن توضح بجلاء الدرجة غير المسبوقة التي باتت الشعب العربية تعاني بها من مآس يتألم لها الوجدان الإنساني.
الاستقلال الوطني
وأشار إلى أن الحلم العربي في تحقيق الاستقلال الوطني والتضامن من أجل تحقيق التنمية والرخاء تحول إلى مشهد تجاهد فيه الدول العربية أما للحفاظ على تماسكها في مواجهة مخططات تهدف للعبث باستقرارها وأمنها وتوجهات مستقبلها أو للدفاع عن مقدرات شعوبها أمام تدخلات خارجية سافرة تبتغي إعمال الفرقة وإزكاء النعرات الطائفية والقبلية للقضاء على أي تصور لهوية وطنية تقود مجتمعاتها إلى مستقبل يقوم على المواطنة والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد أو لمكافحة التطرف والإرهاب على أراضيها وتقويضها لمؤسسات الدولة الوطنية وما تجلبه معها من خوف وترويع ووحشية.
المشهد المضطرب
وذكر أن الدول العربية تحتاج إلى الوقوف أمام المسارات التي أسهمت تراكميا في تكوين المشهد المضطرب الذي تعاني منه الأمة العربية، وتأتي في مقدمتها التحديات السياسية والاقتصادية التي واجهتها بعض الدول العربية منذ نيل استقلالها لبناء دولة وطنية حديثة وقوية قادرة على احتواء كافة أطياف المجتمع بمختلف انتماءاتهم الطائفية والقبلية والأيديولوجية وتُرسخ من قيم المواطنة والعدل وسيادة القانون والمساواة في الحقوق والواجبات.
وأكد السيسي أن بناء الدولة ذات المؤسسات القوية القادرة على تحقيق التنمية المستدامة والقائمة على تعزيز قيم المواطنة والعدل بين مواطنيها بصرف النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الطائفية ورعاية مصالحهم خيار لا غنى عنه لمستقبل الأمة.
التدخلات الخارجية
كما أوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية خلال كلمة ألقاها عنه رئيس الوزراء أن التدخلات الخارجية في الشأن العربي أحد أهم العوامل التي ساهمت أكثر من غيرها على مدى عقود في تقويض البناء العربي، بما يتعين على الدول العربية التنبه لها ومواجهتها والعمل على تقوية الداخل العربي ليتمكن من مجابهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، ويكون ذلك بالتواكب مع تصويب الخطاب الديني وتنقيته مما علق به من أفكار مغلوطة تستغلها التنظيمات الإرهابية لاستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها وذلك في إطار استراتيجية شاملة لمكافحة التطرف والإرهاب.
رسالة السيسي
كما نقل المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للدول العربية خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن الرئيس بالقمة العربية المنعقدة في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
وجاء نص رسالة السيسي كالتالي: «تبقى رسالة أرى أن ثمة أهمية بالغة لتوجيهها إلى القوى الإقليمية والدولية التي تراقب المشهد الإستراتيجي الحالي في المنطقة عن كثب بل وتتداخل فيه مدفوعة بمصالحها واهتماماتها».
وتابع الرئيس في رسالته للدول العربية: «إنني أؤكد أن تهيئة الأجواء المواتية للانخراط في حوار جاد وفي عملية تشاورية وتوافقية تستهدف إعادة الاستقرار إلى ربوع المنطقة والحفاظ على مؤسسات دولها من خطر التفكك ودعمها في مساعيها للتقدم الاقتصادي والاجتماعي لهي مسألة تتجاوز في أهميتها المصلحة العربية المباشرة وتتعداها بكل تأكيد إلى الحد الذي يمكن معه اعتبارها محورًا أساسيًا من محاور تحقيق السلم والأمن الدوليين على المديين المتوسط والبعيد».
وأكد الرئيس في رسالته التي نقلها المهندس شريف إسماعيل لقادة الدول العربية المشاركة بالقمة: «إن العالم في أمس الحاجة إلى شرق أوسط آمن ومستقر خال من الصراعات متجه نحو تحقيق طفرة تنموية واقتصادية تمكن شعوبه من استحضار مخزونها الحضاري الوفير وتطوير إسهامات جديدة وعظيمة في مسيرة الحضارة الإنسانية».
الأزمة السورية والليبية
أكد المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء في كلمته التي ألقاها نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي بافتتاح القمة العربية بالعاصمة الموريتانية نواكشوط أن الأوضاع في سوريا وليبيا تمثل قضيتين أساسيتين من قضايا العرب، مشيرا إلى أنه يتعين تسويتهما من خلال حلول سياسية تحقن دماء الشعبين الشقيقين وتصون مقدراتهما وتحفظ كيان هاتين الدولتين الشقيقتين ومؤسساتهما الوطنية.
وأضاف رئيس الوزراء المصري في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس السيسي أن الأمر ذاته ينطبق أيضا على عدد من الدول العربية الشقيقة سواء التي تواجه ظروفًا مشابهة أو تلك التي تكافح الإرهاب وتجتهد من أجل ترسيخ مؤسساتها الوطنية.
وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته بالقمة العربية التي القاها نيابة عنه رئيس الوزراء أن تأسيس مسار نحو مستقبل أفضل لن تكون بأي حال من الأحوال مهمة سهلة أو يسيرة فتراكمات الماضي ثقيلة وصعبة ومعطيات الواقع الراهن معقدة ومتشعبة.
إعادة الاستقرار
وأكد السيسي أنه لا غنى اليوم عن التوافق على أطر ومبادئ لإعادة الاستقرار وتسوية الصراعات والاضطرابات التي تعصف بمقدرات العالم العربي وتهيئة الأجواء لعملية واسعة وطموحة لرأب الصدع وترميم بناء البيت العربي من الداخل وبما يمهد الطريق أمام ميلاد ثان لمشروع التضامن العربي الذي يظل المنطق الذي حكم ميلاده الأول ساريًا حتى يومنا هذا وهو أن قوتنا في وحدتنا وتكاتفنا بالاستناد إلى هوية مشتركة ومصالح متوافقة وتطلعات شعوبنا وذلك لتتبوأ أمتنا العربية مكانها اللائق بين الأمم.
تسليم رئاسة القمة
سلم المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء رئاسة القمة العربية السادسة والعشرين من جمهورية مصر العربية إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية الرئيس الحالي للقمة السابعة والعشرين، معربا عن أمنياته للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالتوفيق والسداد في رئاسة القمة.
وكانت القمة قد استهلت باستقبال الرئيس الموريتاني للوفود المشاركة ثم أعقب ذلك أخذ الصورة التذكارية الرسمية لرؤساء الوفود المشاركة بالقمة.