تصريحات السيسي.. وأفعال الحكومة
السيسي لا يترك مناسبة دون التأكيد على خفض الأسعار.. وفي نفس الوقت تتفنن الحكومة في إعداد تعديلات قانونية على التشريعات الضريبية لرفع الأسعار على محدودي الدخل وليس الأغنياء كما يزعم الوزراء.
السيسي يكرر حديثه عن مراعاة الفقراء والسعي لتخفيف الأعباء عن كاهلهم.. ومع ذلك تعلن الوزارات صراحة عن رفع أسعار المترو واستهلاك الكهرباء ومياه الشرب.. والغلابة يتحملون الجزء الأكبر في فواتيــر الغلاء.
السيسي ينادي بعدم تحميل محدودي الدخل أي التزامات إضافية عند اتخاذ أي إجراء اقتصادي.. في حين تتبنى الحكومة سياسات جباية في كل المجالات تستهدف جيوب الفقراء قبل القادرين.
ولا يتوقف الأمر عند ارتفاع الأسعار والخدمات.. لكنه يمتد لقضايا خطيرة مثل تجديد الخطاب الديني لمواجهة الفكر المتطرف والذي يؤكده السيسي ليل نهار.. وفي المقابل يقوم وزير الأوقاف بتبني الخطبة الموحدة ثم الخطبة المكتوبة.. فكيف سنواجه المتطرفين الذين يجيدون أساليب التشويق والإغراء الخطابي وفنــون الإقناع ويستطيعون من خلالها استقطاب الشباب حتى لو كانت حججهم وتفسيــراتهم للدين مغلوطة..
ومع ذلك يصر وزير الأوقاف على تعميم الخطبــة المكتوبة التي هي في الأساس موضوع تعبير مدرسي كتبه موظف مرتعش يسيطر عليه الفكر الأمني والنتيجة فقدان جدوى خطبة الجمعة التي من المفترض أن تكون خلاقة وجريئة لتواجه فكر العصر والمستجدات المتلاحقة.
والقضية الآن أن الشعب يطالب بأشياء والحكومة تفعل عكسها.. والمواطن ينتظر إجراءات معينة تسهل عليه معيشته لكن أجهزة الدولة تتبارى في تعقيد أسلوب وتكاليف معيشة الناس.
والمفترض أن كل الوزارات وأجهزة الدولة تعمــل وفق منظومة واحدة لتحقيـــق أهداف محددة، وفي سبيل ذلك تقوم بتنفيذ إجراءات وسياسات عاجلة وآجلة ضمن هذه المنظومة.. لكن حالة التناقض التي نلمسها الآن تستلــزم وقفــة جادة حتى يضمن المواطن أن ما يسمعه من وعود سيتم تنفيذه.. أما تجاهل الأمر واستمرار الوضع كما هو عليه فهذا معناه خطير ومريب!!