رئيس جامعة بنها: إلغاء التعليم المفتوح «كلام فارغ» وعيوبه لا تعني حرمان الناس منه
- >> التدخل الأمني باختيار القيادات الجامعية «موجود»
- >> يجب منح الحركات الطلابية الحرية والخوف لا يصنع مستقبلا
- >>"آجي على نفسي " من أجل إرضاء أعضاء هيئة التدريس
- >> وجود 7 كليات بالجامعة دون عمداء مسألة ليست بيدي
- >> نحن أغنى جامعة ولدينا 257 مليون جنيه كفائض في الميزانية
- >> خلقت من أزمة الطلاب الكويتيين علاقات أكبر مع الدول العربية
- >> لا ننافس محليا ولكن نسعى للمنافسة على المستوى الدولي
- >>غير راض عن مستوى أداء الخدمة الطبية بمستشفى الجامعة
- >> لدى 20 موظفا ملاحقا قانونيا ولم أجدد للإخوان
- >> تجديدي لنفسي صحيح قانونيا
- >> مطلوب إعادة النظر في اختيار القيادات الجامعية
- >> لدينا منح لا نجد من يسافر عليها لعدم الإلمام باللغة الأجنبية
- >> نعم أشعر ببعض التقصير تجاه بعض الملفات
تقدمت جامعة بنها في ظل رئاسته لها في التصنيف العالمي من رقم 11 ألفًا إلى 1200 خلال خمس سنوات هي مدة رئاسته لها، قضى 44 عاما داخل أروقتها، من طالب بكلية الزراعة عام 1972 إلى رئيس لها، منذ خمس سنوات حتى الآن يعيش رحلة مليئة بالمشقة والتعب، بدأها كطالـب مغترب يستأجر غرفة بالطوب اللبــن بقرية مشتهر إلى رئيس جامعة بدرجة وزيــر يشغــل بها أعلى مكانة علمية بالجامعة، بعد فوزه بالمنصب كأول رئيس جامعة منتخب ضد مرشح الإخوان آنذاك، دائمًا أثيرت في عهده الأزمات... إنه على شمس الدين، رئيس جامعة بنها، الذي تحاوره "فيتو".. وإلى التفاصيل:
*هناك 7 كليات بالجامعة دون عمداء وعدم وجود بعض الكليات مثل طب الأسنان هي أبرز الانتقادات التي وجهت لك.. ما ردك ؟
بالنسبة للعمداء فهذه مسألة ليست بيدي، وهناك ضرورة ملحة لإعادة النظر في اختيار القيادات الجامعية، أما بالنسبة لنقص بعض الكليات كان أمامي خياران استكمال ما هو موجود ورفع كفاءته وتقديم خدمة جيدة أو التوســع في خدمات جديدة وتظل جميع الكليات بها نواقص، وإما استكمال وتطوير ما هو قائم ورفع كفاءته ووضع فكرة إنشاء الجديد في الخطط المستقبلية.
*وما رأيك في المطالبـة بمجمع للكليات بدلا من وجود كل كلية في منطقة مختلفة ؟
وجود مجمع له ميزاته وعيوبه، أما ميزاته فهي الحد من انتشار الاضطرابات وإثارة الفتن والقلائل داخل الجامعة، أيضًا أن يكون لجامعة بنها مكان داخل كل منطقة بالعاصمة والمناطق المحيطة بها، يمثلا انتشارا ووجودا مجتمعيًا له آثاره الإيجابية.
تقدمت جامعة بنها في التصنيف العالمي الإسباني من 11 ألفا إلى 1200 خلال الخمس سنوات لرئاستكم لها.. ما السر ؟
نحن عملنا منذ بداية عملي على أن أرفع اسم جامعة بنها عالميا ورأينا أن التصنيف شيء مهم، بدأنا العمل على تلك الفكرة، ركزنا في البداية على التصنيف الإسباني ثم عملنا على التصنيف الإنجليزي ولم يكن لدى جامعة بنها سوى عدد قليل من المتخصصين في مجال التصنيف والآن لدى الجامعة 30 من الكوادر البشرية المتخصصة في التصنيفات الدولية للجامعات.
*هل ساعدت التصنيفات على زيادة عدد الوافدين من 400 طالب إلى 6600 طالب ؟
نعم ساعد الارتقاء في التصنيفات العالمية والعلاقات الدولية والعربية من الدول المجاورة على الثقة بجامعة بنها وبقدرتها على تقديم لطلابها خدمة تعليمية متقدمة وجيدة، بالتالي التحق بالجامعة عدد كبير من الطلاب الوافدين الذين يزيدون يوميا وأصبحوا الآن يشكلون أعدادا تقارب جامعة بأكملها.
*هل أثرت الأزمة الأخيرة للطلاب الكويتيين مع الجامعة واعتراضهم على معاملة بعض الأساتذة لهم على مكانتها لدى الطلاب الوافدين؟
الأزمات مع الطلاب بصفة عامة دائمة ومستمرة، ما حدث في أزمة الطلاب الكويتيين لا يتخطى مجرد مشكلة فردية وتم حلها فورًا وإحالة اثنين من الأساتذة المتسببين بها للتحقيق، قد نجحت الجامعة في الانتقال بتلك الأزمة إلى علاقات أكبر مع الطلاب الوافدين، وبالعكس تم تكريمي من قبل وزير التعليم العالي بالكويت بعدها وأقام الطلاب احتفالا بالجامعة ونتدخل لحل أي مشكلة سواء كان مصريا أو وافدا.
*ظهر اسم جامعة بنها دوليًا في الفترة الأخيرة وتم توقيع بروتوكولات تعاون مع ما يقرب من 36 مؤسسة دولية.. ما حصيلة تلك البروتوكولات للجامعة من المنح والبعثات الدولية والأبحاث العلمية ؟
كان لدى الجامعة منذ خمس سنوات قبل أن أتولى رئاستها 30 طالبا يدرسون بالخارج، أما اليوم فلدى الجامعة أكثر من 180 "باحث وطالب ماجستير ودكتوراه" في دول كبرى خارج مصر، بل أصبح لدينا منح لا نجد من يسافر عليها لأسباب مختلفة أهمها الإلمام باللغة الأجنبية، لذلك أصدر مجلس الجامعة قرارًا بتحمل الجامعة تكاليف أعطاء دورات في اللغة الإنجليزية في مؤسسات دولية معتمدة، لجميع أعضاء هيئة التدريس والمعيدين، لمساعدتهم في التقدم في للمنح الدراسية المختلفة التي تأتي للجامعة من الخارج، نتيجة علاقاتنا الدولية، كما سعينا لبناء جسور مع الدول الأوروبية المتقدمة منها (إنجلترا، فرنسا، ألمانيا، أمريكا، الصين، اليابان).
*هل أصبح خريج جامعة بنها ينافس محليا ودوليا ؟
هناك 5 كليات معتمدة من هيئة ضمان الجودة والاعتماد داخل الجامعة، ومن ثم معترف بهم دوليًا وأصبح هناك تنافس بين خريج جامعة بنها والجامعات الأخرى، وخاصة بعد إنشاء قاعدة بيانات لخريجي الجامعة، للتواصل معهم ومساعدتهم في الحصول على فرص عمل مناسبة لهم ونحن لا ننافس على المستوى المحلي، إنما نسعى للمنافسة الحقيقة على المستوى الدولي.
*رأيك في إلغاء التعليم المفتوح ؟هل سيؤثر في موارد الجامعات ؟
أرى أن إلغاء التعليم المفتوح "كلام فارغ " ولن يتم وبالطبع سيؤثر فى موارد الجامعات، لكن الأهم من الموارد، هي أن نظام التعليم المفتوح يعطي فرصة لكل الفئات فئات المجتمع في أخذ حقهم الطبيعي في التعليم، وإذا كان هناك بعض أو كثير من المشكلات والعيوب والقصور به ليس معنى ذلك أن نقضي عليه تمامًا، ونحرم المواطنين من فرص الالتحاق بالتعليم العالي لمن يرغب.
*هل ترى أن الجامعات الخاصة تضيف للتعليم في مصر ؟
مؤكد.. أفادت التعليم كثيرًا، ويجب التوسع بها ومساعدة الدولة لها، وأقترح أيضًا أن تسير تلك الجامعات الخاصة بالتوازي مع الجامعات الأهلية التي تؤسسها الجامعات الحكومية ولا يمنعنا الاهتمام بالتعليم الخاص من أن تستفيد الحكومة به، فمن غير المنطقي أن تذهب الهيئات الحكومية للجامعات الخاصة للحصول على تصريح بإنشاء جامعة أهلية، كما أنني أتعجب من أن هناك 4 جامعات أهلية مكتملة الإجراءات وتنتظر فقط قرارات لبدء إنشائها منذ عامين ونحن في أمس الحاجة إلى أماكن للالتحاق بالتعليم العالي.
*ما علاقتكم بنادي أعضاء هيئة التدريس ؟
أعمل في شراكة مع نادي أعضاء هيئة التدريس، وتعاوننا لا محدود وعلاقتي بهم جيدة مرتكزة إلى لغة الحوار ودائمًا التقى معهم وأتباحث معهم في كل المشكلات وأحيانًا "آجي على نفسي" من أجل إرضائهم.
*مستشفى بنها الجامعي مازال يحتاج الكثير لتقديم خدمة صحية عالية ؟
أنا غير راضٍ عن مستوى أداء الخدمة الطبية بمستشفى الجامعة، بالرغم من ذلك فإنني أشفق عليها كثيرًا فبعد أن كانت تفتح أبوابها 3 أيام في الأسبوع وتستقبل في اليوم 200 مريض في اليوم الآن أصبحت تعمل طوال أيام الأسبوع، وتستقبل ألف مريض في اليوم، كما أننا حاولنا السعي للأفضل من خلال تحسين الأداء بالمستشفى وتطوير أقسام الاستقبال والطوارئ والعناية المركز والباطنة والتخدير والأشعة، شراء أجهزة طبية جديدة للمستشفى بتكلفة 50 مليون جنيه دخلت الخدمة مؤخرًا.
*ترددت أنباء عن قيامكم بالتجديد لنفسكم لفترة تالية حيث كان من المقرر بلوغكم سن المعاش في 13 أكتوبر الماضى ولكن بقيتم حتى الآن بمنصبكم ؟
لم نفعل شيئًا سوى القانون ودائمًا أحترمه وأعمل به فالمادة 113 لقانون تنظيم الجامعات تنص على أن يبقى رئيس الجامعة في فترته في حال بلوغه سن المعاش قبل انتهاء العام الدراسي، كل ما أثير ويثار حولي هو ادعاءات من أصحاب المصالح التي لم تلب لهم وبعض أعضاء هيئة التدريس الذين يريدون تعيين أبنائهم كمعيدين بالمخالفة للقانون.
*ما الدعم الذي تقدمه وزارة التعليم العالي للجامعة؟ وما علاقتكم بوزير التعليم العالي ؟
وزير التعليم العالي هو زميل عزيز وعلاقتي به جيدة ولكن القانون أعطى لرئيس الجامعة سلطة مستقلة فلا يكون في حاجة لدعم مباشر من وزير التعليم العالي، كل الدعم يكون في حالة رغبة الجامعة في التواصل مع الوزراء الآخرين.
*أين ذهب حلم إنشاء معهد للأورام داخل الجامعة ؟
لا يوجد الآن في الخطة بسبب انشغال الجامعة بأولويات أخرى وقد راعينا هذا عند وضع الخطة الاستراتيجية 2022.
*واجهتم العديد من النقد بسبب رئاستكم لجنة العاملين الذي توليتم الإشراف عليها منذ عهد الرئيس عدلي منصور ولم يحدث شىء حتى الآن ؟
فعلت المطلوب مني وأكثر في هذا الموضوع فبحثنا مشكلات 250 ألف عامل من جميع الجامعات، ما تم تنفيذه من صندوق دعم العاملين، حتى الآن هو 90% من الصندوق ولكن ما عطله مشكلة التمويل، حيث من المفترض أن تدفع الجامعات 15% من مواردها الذاتية، ولكن هو لم يحدث فالكرة الآن في ملعب الجامعات.
*كيف تنظر للحركات الطلابية بعد التطور السياسي في الدولة وانعكاسه عليها ؟
أنا دائمًا مع الطلاب وموجود عبر مواقع التواصل الاجتماعي ودائمًا أعمل معهم بمبدأ الاستباقية في حل المشكلات، مما يمنع من تفاقم المشكلات وأرى أن الحركات الطلابية تقدمت كثيرًا ويجب أن نشجعهم ونعطيهم مزيدًا من الحرية ولا نخشى منهم "الخوف لا يصنع مستقبلا".
*هل تعاني الجامعة مشكلة في الميزانية ؟
لا فنحن لدينا فائض في الميزانية ونعتبر من أغنى الجامعات، حتى الآن لدينا 257 مليون جنيه كفائض في نهاية العام المالي الحالي، أما رئيس الجامعة القادم فسيجد في ميزانية العام المالي القادم 300 مليون جنيه موارد ذاتية فقط للجامعة بخلاف الميزانية المخصصة لها من الدولة.
* هل يتدخل الأمن في اختيار القيادات الجامعية ؟
التدخل الأمني موجود لإفادة أصحاب السلطة المختصة في مدى صلاحية الشخص لشغل الوظيفة من عدمه، وإن كنت أرى أن الآن التدخل الأمني أصبح متوسعًا نظرًا للظروف الأمنية التي تمر بها الدولة، ولهذا التوسع ثمن على مستقبل المؤسسات ولكن "يجب أن نتقبل أشياء لا تعجبنا من أجل المصلحة العامة".
*ماذا قدمت جامعة بنها في مجال البحث العلمي ؟
الجامعة لديها الآن 53 مشروعا بحثيا تم دعمها بمبالغ كبيرة تصل إلى 23 مليون جنيه، وتم نشر تلك الأبحاث في الدوريات العالمية واسعة الانتشار، وهو ما ساعدها في التقدم في التصنيف الدولي، كما أننا نشجع الباحثين بإقامة كل عام احتفالية للتميز العلمي.
*اتهمتم بتجديد إجازات لبعض المنتمين لجامعة الإخوان ؟
لم أجدد لأشخاص ولم أفعل شيئًا إلا بالقانون عملية تجديد الإجازات لأعضاء هيئة التدريس يحكمها القانون وليست الانتماءات وحتى الآن لدى 20 موظفا وعضو هيئة تدريس قيد التحقيقات لدى النيابة العامة منهم من هو على ذمة قضايا، ومنهم محبوس احتياطيًا ولم يصلنا بشأنهم أي حكم نهائي يوجب بالفصل.
*هل شعرت وأنت في نهاية الخدمة بشيء من التقصير تجاه الجامعة ؟
شعرت طبعا ببعض التقصير تجاه بعض الملفات منها أنه عند التوسع في عدد الطلاب الوافدين لم يتم تأهيل المجتمع المحلي لاستقبالهم فلدينا 6600 وافد بأسرهم وهذا رقم كفيل لصنع سياحة داخلية ببنها، فكان من المفترض أن يتم التنسيق مع كل الجهات لعمل منظومة استيعاب توفر خدمات لهؤلاء الطلاب.
أيضًا لم أسارع في أعمال الإنشاءات الخاصة بالمباني الجديدة للجامعة فنوعية المقاولين الذين تعاملت معهم لم تكن جيدة بالقدر الكافي وقدرات الجهاز الإداري الهندسي داخل الجامعة ضعيفة فالتوسعات التي تمت ليست بالجودة والمستوى الكافي الذي أتمناه.
أيضًا لم يتم إنشاء وحدة ملكية فكرية داخل الجامعة لكي تخدم المشروعات بها وتوفر على الباحثين، كما شعرت بالتقصير في الارتباط بعالم المؤسسات الصناعية وعالم الأعمال والجامعة، ومن المفترض أن كنت أهتم بها وأضعها على رأس الأولويات.
وربما لم أهتم بالقدر الكافي بتنمية الموارد البشرية، بالإضافة إلى عالم تكنولوجيا المعلومات لم يكن له نصيب كافٍ فلم يتم إدخال التطبيقات الرقمية بالجامعة بشكل جيد لتخدم العملية التعليمة خاصة في الكليات التي بها كثافة عديدة كبيرة.
كما شعرت أنني لم أؤد جيدًا في مجال تكنولوجيا البحوث الزراعية والاستفادة من تجارب العالم خصوصا هولندا والصين واليابان وعمل حضانات تدريب داخل كلية الزراعة بشكل تنتج مهندسين زراعيين وفنيين يعملون بالمستوى الدولي وأحدث ما وصل إليه العلم.
*ماذا تفكر في حياتك العملية بعد ترك جامعة بنها ؟
أريد أن أعود من حيث بدأت من كلية الزراعة بمشتهر، كأستاذ متفرغ اعمل على حلمي الذي شعرت أنني قصرت فيه وهو مجال تكنولوجيا البحوث الزراعية، أريد أن أساعد شباب الكلية للوصول بالكلية للعالمية.
*ولكننا سمعنا عن بعض العروض التي تلقيتها للعمل كرئيس جامعة بإحدى الدول العربية ؟
يرد ضاحكًا: لا تعليق ومن يردد ذلك أدرى مني به.