رئيس التحرير
عصام كامل

«بوتين» الفائز الأكبر من انقلاب تركيا الفاشل.. أنقرة وموسكو مجبرتان على التقارب لابتعاد الثانية عن الغرب.. روسيا تستغل السياسة الخارجية الجديدة لتركيا في الأزمة السورية.. وأردوغان لن يدعم ال

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

فوجىء العالم ومعه تركيا بمحاولة الانقلاب الفاشل، يوم 15 يوليو الجاري، الذي استهدف الإطاحة بالرئيس "رجب طيب أردوغان" الذي انتهز تلك الفرصة الذهبية في الحال لترسيخ حكمه بشكل استبدادي بدأه بحملة اعتقالات جنونية وفرض حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر.


نعمة الانقلاب
وبالرغم من اعتبار هذا الانقلاب الفاشل نقمة على المعارضة التركية، وجنرالات الجيش والداعية "فتح الله كولن"، إلا أنه نعمة على "أردوغان" ونظيره الروسي "فلاديمير بوتين"، هذا ما رأته الزميلة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط "آنا بورشفسكايا" في مقالها بموقع "ذا هيل" الأمريكي.

الابتعاد عن الغرب
وأوضحت "آنا" أن محاولة الانقلاب سوف تجبر "أردوغان" و"بوتين" على تعزيز علاقاتهما مع ابتعاد تركيا عن الغرب ومطالبه بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية بلا حدود، منوهةً بأن ملامح تلك العلاقة ظهرت بالفعل عندما اتهم "أردوغان" المنقلبين عليه بإسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية، نوفمبر الماضي، وهو ما تسبب في تدهور العلاقات بين البلدين، وتأكيد وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" للصحفيين إن الحادث يبدو كأنه "استفزازي مخطط له".

وبالفعل أظهرت أنقرة قدرتها على الاستغناء عن الغرب برفضها انتقاده حملات الاعتقال والنية لإعادة عقوبة الإعدام، ويُضاف إلى ذلك إعلان منظمة العفو الدولية اليوم امتلاكها أدلة موثوقة على تعذيب السلطات التركية معتقلي الانقلاب الفاشل وضربهم واغتصابهم.

السياسة الخارجية
ونوهت الزميلة بمعهد واشنطن بأنه في الوقت الذي تضع فيه "أنقرة" مدبري الانقلاب أمام المدفع بالإضافة إلى فشل السياسة التركية ومشكلاتها الداخلية المجتمعية، سيحاول "بوتين" استغلال ذلك الوقت للتأثير على السياسة الخارجية التركية خاصةً في سوريا.

كما ترجمت "آنا" مقالا نشره "رسلان باخوف"، مدير مركز تحليل الإستراتيجيات والتكنولوجيات، نشرته صحيفة "كوميرسانت" الروسية مفاده أن "أردوغان" لا يملك الطاقة ولا الموارد لمساعدة المعارضة السورية.

المعارضة السورية
هذا بالإضافة إلى أن تركيا لم تعد قادرة على تحمل سياستها الخارجية المعارضة للرئيس السوري "بشار الأسد" بعد محاولة الانقلاب الفاشل، وهو ما يعيق فاعلية الجماعات المتمردة المعتمدة على دعم تركيا فضلا عن تقوية يد روسيا وسوريا في المنطقة.

وشددت "آنا" أنه فوق هذا كله، جائزة "بوتين" الكبرى من محاولة الانقلاب الفاشل هو عدم الاستقرار والصراع على أرض الدولة حليفة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في الوقت الذي تشتعل فيه الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط.
الجريدة الرسمية