رئيس التحرير
عصام كامل

المنشطات تضرب نجوم الرياضة المصرية والعالمية.. استبعاد إيهاب عبد الرحمن من الأوليمبياد بسببها.. بركات «مدمن برخصة».. و«التراموندين» يدخل «البلدوزر» الإنعاش.. «الكابي

الاعب إيهاب عبد الرحمن
الاعب إيهاب عبد الرحمن

أعلن مسئولو المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات "النادو"، عن إيقاف لاعب المنتخب الوطني لألعاب القوى إيهاب عبد الرحمن، بسبب تعاطيه للمنشطات، وذلك قبل أيام قليلة من انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية وأكدت المنظمة المصرية أن تحليل العينة الأولى للاعب بمعمل برشلونة الدولي للمنشطات أثبت تناوله منشطات محظورة من الهرمون الذكري، طبقا للتحليل الذي أجري لكل اللاعبين المشاركين في أوليمبياد ريو دي جانيرو.


الغريب في الأمر أن المنشطات آفة تضرب الرياضيين في مصر، وهناك لاعبون من أشهر النجوم الذين ظهروا في الملاعب المصرية، وكانوا يشاركون مع أنديتهم في مسابقات قارية ودولية، كانوا يتعاطون المنشطات وخاصة «الترامادول»، لكن بنسب مختلفة، ولكلٍّ منهم قصته المميزة.

«البلدوزر»
تأتي قصة البلدوزر عمرو زكي مهاجم نادي الزمالك والمنتخب الوطني السابق، أحد هدافي الفراعنة في بطولة أمم أفريقيا 2008، حيث تعاطى الترامادول لفترة ليست بالقصيرة، بسبب آلام الركبة، وتحديدا بعد عودته من رحلة احترافه في إنجلترا، حيث تصادف معها عدم مشاركة الزمالك في دوري أبطال أفريقيا، ما دفع اللاعب لتناول العقار، خاصة أنه لن يتم الكشف عليه.

قصة «البلدوزر» والترامادول، كشفتها الصدفة، حيث تصادف تناوله منشط «التراموندين»، وهو أحد مشتقات الترامادول، بجانب جرعة مكثفة من عقار «الفياجرا»، وهو أصابه بـ«هبوط حاد بالدورة الدموية» وتم نقله إلى العناية المركزة بأحد المستشفيات، ودخل في أزمة صحية طويلة بعد تلك الواقعة، ما تسبب في تراجع مستواه مع نادي الزمالك، وأيضا صدور قرار باستبعاده من «تشكيلة المنتخب» الوطني.

«ملك الحركات»
محمد بركات نجم النادي الأهلي المعتزل، والملقب بملك الحركات، كان له نصيب هو الآخر مع المنشطات، لدرجة أنه كان الأشهر بين نجوم جيله في هذا المجال، وأنه كان يمتلك ترخيصا من الاتحاد الدولى بالحصول على عقار معين لعلاج الغدة الدرقية التي كان يعاني منها، لكن الأيام أثبتت أنه كان يتعاطى منشطات أخرى، ليست مدرجة على لائحة الـ«فيفا»، لتجنب التعرض للعقوبات، خاصة أنه كان يشارك مع الأهلي في بطولات أفريقيا.

الترسانة والترامادول
وفي العام الماضي، أثارت واقعة نادي الترسانة استياء الجميع في الوسط الرياضي، بعد أن اكتشف شاكر عبد الفتاح، المدير الفني لفريق الشواكيش وقتها، تناول أغلب لاعبي الفريق منشط الترامادول بعد كشف طبي مفاجئ عليهم؛ حيث بدأ يشك في اللاعبين بعد أن تسبب الترامادول في حالة من العطش الشديد قبل التدريبات، كان يدفعهم إلى طلب المياه بكميات كبيرة بعد بداية التدريب بدقائق قليلة، ليقدم المدير الفني استقالته من تدريب الفريق، ويفتح مجلس الإدارة تحقيقا في الأمر، ليسرح بعدها عددا من اللاعبين الذين ثبت تعاطيهم الترامادول.

النجم الأسمر
أجبرت المخدرات محمد عباس، هداف الأهلي، خلال الثمانينيات، على الاعتزال المبكر وقضت على مستقبله في عام 1985، بعد أن أُلقي القبض عليه بتهمة الاتجار وتعاطي المخدرات أثناء وجوده بصحبة أحد تجار الصنف في منطقة مصر القديمة.

وكان «عباس» لا يتوقف عن إحراز الأهداف، وظن البعض أنه يهدد عرش محمود الخطيب، قبل أن ينخرط في طريق الكيف؛ حيث حاول الكثيرون تقويمه، إلى أن تم القبض عليه بتهمة التعاطي والاتجار، ليستبعده الأهلي تمامًا.

السيد حمدي
وقبل عدة أشهر، ألقت قوات الأمن بمحافظة القليوبية، القبض على سيد حمدي لاعب نادي مصر المقاصة والأهلي سابقا، وبحوزته أقراص مخدرة داخل سيارته، في كمين بشبرا المظلات، بعد الاشتباه في سيارته لعدم وجود لوحات معدنية بها، وبتفتيشها عثروا على 5 أقراص ترامادول مخدرة، إلا أنه تم تبرئته بعد أن خضع لتحاليل أثبتت عدم تناول اللاعب لعقار الترامادول.

ثلاثي الفراعنة
فجر الدكتور أحمد ماجد، طبيب المنتخب الوطني السابق، مفاجأة من العيار الثقيل عام 2004، عندما أكد أن ثلاثة من أشهر نجوم الكرة والمنتخب يتناولون المنشطات وهم محمد بركات، نجم النادي الأهلي السابق وحازم إمام نجم نادي الزمالك السابق وحسنى عبد ربه لاعب الإسماعيلى، وأكد أن الثلاثي يتعاطون العقاقير المنشطة بعلم الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" وهو الأمر الذي أثار غضب واستياء الثلاثي حينها.

كما أكد طبيب المنتخب أن هناك عددا غير قليل من اللاعبين في بعض الأندية يتناولون العقاقير المنشطة عمدا لعلمهم أن أمرهم لن يكتشف محليا لعدم إجراء الكشف الطبى وعدم وجود معمل تحاليل على المنشطات في مصر.

أمير عزمي
وأثبت اختبار المنشطات الذي خضع له أمير عزمى مجاهد لاعب الزمالك السابق بعد مباراة مصر أمام اليابان التي أقيمت عام 2003 في بطولة كأس العالم للشباب التي استضافتها دبي تعاطيه عقار منشط محظور "الناندرولون" وعوقب ناشىء الزمالك السابق بالإيقاف لمدة 14 شهرا وصدرت ضده أيضا غرامة قيمتها 15 ألف فرنك سويسري.

عمرو سماكة
أثار عمرو سماكة ضجة كبيرة في الوسط الرياضي في بداية الألفية الثالثة، بعد انتقاله من الترسانة للأهلي مقابل 3 ملايين جنيه، في رقم قياسي وقتها عقب خناقة بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك على اللاعب، وظن البعض أنه الخليفة الشرعي لمحمد أبو تريكة، نجم الكرة المصرية وقتها، إلا أنه ذهب بعيدا عن الأضواء، بعد ثبوت تعاطيه المخدرات خلال تحليل في مباراة الأهلي الأفريقية، أمام شبيبة القبائل الجزائري، وتم إيقاف اللاعب لمدة 6 أشهر، وتم إيقافه عن اللعب من قبل الاتحاد الأفريقي.

كما قررت إدارة الأهلي الاستغناء عنه، قبل أن يواصل طريق اللاعودة بعد إلقاء القبض عليه في أحد الأفراح بمنطقة إمبابة وهو يدخن الحشيش، لينتهي به الحال خلف الأسوار بعدما حُكم عليه بالسجن سنتين في واقعة قتل بالخطأ، وحكم عليه بسنتين سجن وكفالة خمسة آلاف جنيه، وانتهت حياته الكروية تماما.

حسام غالي "البريء"
حسام غالى لاعب الأهلي كانت له قصة غريبة مع المنشطات، حيث تم اتهام اللاعب أثناء احترافه في النصر السعودى بتناول المنشطات بعد ما أظهرت نتيجة العينة التي أخذت من اللاعب وتم تحليلها في معمل بماليزيا أنها إيجابية، ووكل اللاعب محامٍ دولي وقام بالعديد من الإجراءات وطلب إجراء فحص لعينة ثانية في ألمانيا على حسابه الشخصي، وأثبتت العينة الثانية أن اللاعب بريء من تناول المنشطات بعد معاناة طويلة.

وتسبب غالي في إغلاق المعمل الذي أدانه، حيث قررت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات "منظمة الوادا" شطب اعتماد معمل فحص ومكافحة المنشطات بماليزيا بسبب مخالفة المعمل للمعايير الدولية في 17 عينة للكشف عن المنشطات.

الألعاب الأخرى
وبعيدًا عن لاعبي كرة القدم، ثبت تناول بعض اللاعبين المصريين في الرياضات الأخرى للمنشطات أبرزهم أحمد صالح لاعب الزمالك، والمنتخب المصرى لتنس الطاولة بالإضافة إلى لاعبي المصارعة محمد عبد الفتاح بوجي وأحمد عبد الصادق وفاطمة رجب.

ماريا شارابوفا
فرض الاتحاد الدولي للتنس في شهر يونيو الماضي، عقوبة الإيقاف لمدة عامين على لاعبة التنس الروسية ماريا شارابوفا حيث وجدت محكمة مستقلة أن ماريا شارابوفا خرقت قاعدة لمكافحة المنشطات وبناء عليه ألغيت نتائجها في بطولة أستراليا وسيفرض عليها الإيقاف لمدة عامين.

أبرز النجوم العالميين
يعد العداء الجاميكى ستيف مولينجز أبرز من تضرر من عقوبة تناول المنشطات حيث أعلنت لجنة الانضباط التابعة لوكالة مكافحة المنشطات الجاميكية إيقاف مولينجز مدى الحياة عن منافسات ألعاب القوى بسبب مخالفته لوائح المنشطات للمرة الثانية وهى أقصى عقوبة رياضية نالها رياضى بسبب تناول المنشطات.

فيما كان الدولي الروماني أدريان موتو، مهاجم فريق فيورنتينا الإيطالي وتشيلسي الإنجليزي السابق من أشهر النماذج العالمية التي تناولت المنشطات حيث أوقفت المحكمة الوطنية لمكافحة المنشطات في إيطاليا في أبريل من العام الماضى لاعب فيورنتينا تسعة أشهر بعد ثبوت تناوله مادة "سيبوترامين" المنشطة وكان هذا الإيقاف هو الثانى لموتو حيث سبق للمهاجم الرومانى أن أوقف عام 2004 بسبب تناوله الكوكايين لمدة سبعة أشهر، وفسخ تشلسي الإنجليزي وقتها.

وتعرض الحبيب كولو توريه لاعب مانشستر سيتى الحالى والأرسنال السابق لنفس الموقف حيث تقرر ايقافه لمدة ستة أشهر بسبب سقوطه في اختبار منشطات في مارس الماضى وعلق الاتحاد الإنجليزي في بيان بموقعه على الإنترنت أن توريه سقط في اختبار المنشطات بعد تناول حبة دواء لفقدان الوزن ولم يكن الهدف منها تحسين الأداء.

وتتصدر الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول التي سحبت منها ميداليات أوليمبية بسبب المنشطات حيث أعلنت اللجنة الأوليمبية الدولية في أبريل 2008 في بكين انها سحبت من المنتخب الأمريكي 8 ميداليات ذهبية أحرزها المنتخب الأمريكى في أولمبياد سيدني 2000 لوجود العدائة ماريون جونز في عداده.

وكان المنتخب الأمريكي أحرز ذهبية التتابع 4 مرات 400 م وبرونزية التتابع 4 مرات 100 م.

ونالت جونز أقصى عقوبة نالها رياضى أوليمبي بسبب المنشطات حيث تم الحكم عليها بالسجن 6 أشهر في أحد سجون ولاية تكساس بسبب حلفان اليمين زورا، وقد اعترفت بأنها كذبت على المحققين الفدراليين من خلال اعترافها بتناول المنشطات بعد أعوام من النكران.

مفاجأة ماردونا
فجر الأسطورة الأرجنتينية ماردونا أكبر المفاجآت في قضايا المنشطات واعترف خلاله بتناول المنتخب الأرجنتينى للمنشطات في المباراة الفاصلة ضد أستراليا في الدور الفاصل المؤهل إلى نهائيات مونديال 1994 بأمريك، مؤكدا أنه لم تكن هناك فحوصات للكشف عن المنشطات خلال مواجهة أستراليا، في حين أنها كانت في جميع المباريات التي خضناها من قبل، ما حصل هو أن قبل مواجهة أستراليا قدمت لنا قهوة سريعة، وضعوا شيئا ما في القهوة وبفضل ذلك ركضنا أكثر".

وتابع مارادونا الذي استبعد من مونديال 1994 في الولايات المتحدة بسبب تناوله مادة الإيفيدرين المنشطة "يخضعونك إلى 10 فحوصات للكشف عن المنشطات وبالصدفة لا تخضع لأي فحص في هذه المباراة".
الجريدة الرسمية