«معهد علوم البحار» يجري أول دراسة على حوت الساحل الشمالي.. سوزان خليف: حوت مارينا ثاني أكبر الثدييات الحية.. الضوضاء تؤدي به إلى الموت.. نوعه مهدد بالانقراض.. ظهوره فرصة لانتشار السياحة الإي
تعتبر الحيتان الزعنفية من أكثر أنواع الحيتان شيوعا في البحر المتوسط، حيث ظهر، منذ أسابيع حوت الزعنفة الذي أرهق وزارة البيئة أكثر من 20 يوما للبحث عنه أو أخذ عينة منه لتحليلها، وقامت الدكتورة سوزان خليف مدير المعهد القومي لعلوم البحار بدراسة عن حوت الزعنفة وأسباب ظهوره.
خوف وقلق
وأوضحت أن ظهور حوت الزعنفة بالقرب من شواطئ الساحل الشمالي في أوائل الشهر الحالي، آثار العديد من التساؤلات حول أسباب ظهوره وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة الغريبة والجديدة التي تحدث للمرة الأولى في مصر، كما أدى ذلك إلى سيطرة حالة من الخوف والقلق لدى الكثير من المواطنين من السفر إلى منطقة الساحل الشمالى لقضاء المصيف.
ثاني أكبر الثدييات الحية
وقالت سوزان خليف في تصريح لـ"فيتو" خلال الدراسة التي أجرتها "إن حوت الزعنفة هو ثاني أكبر الثدييات الحية، بعد الحوت الأزرق، وأن هذا الحيوان بسيط جدا متميز في المظهر بسلسلة من التلال على طول الظهر خلف الزعنفة الظهرية، والتي يصل ارتفاعها إلى نحو 60 سم، كما أن له فك كبير وعند إغلاق الفم يبرز قليلا الفك السفلي خارج الفم، موضحة أنها حيتان بحرية وساحلية، وأنها تتواجد أحيانا في المياه الضحلة أي التي يصل عمقها إلى 30 مترا، وأن أنماط حياتها وهجرتها ليست مفهومة جيدا.
مهددة بالانقراض
وأضافت "خليف" خلال دراستها أن الحيتان الزعنفية المستوطنة في البحر المتوسط منشأها وراثيا من شمال شرقي المحيط الأطلسي، وأنها قد أدرجت ضمن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض من قبل منظمة IUCN، وذلك نتيجة تأثير حركة السفن التي تمثل السبب الرئيسي للوفيات بالإضافة إلى تأثير التغيرات المناخية والسلوك الانسانى في جميع أنحاء المنطقة.
تغيرات مناخية تؤثر على الحيتان
وأشارت "خليف" أن هناك عدة تغيرات مناخية تؤثر على الحيتان، ومنها الارتفاع في درجة حرارة البحر، وانخفاض نسبة الملوحة بسبب ذوبان الجليد وزيادة هطول الأمطار، وارتفاع مستوى سطح البحر، وفقدان الموائل القطبية الجليدية، وتراجع أعداد القشريات القاعية الصغيرة التي تمثل المصدر الرئيسي لغذاء الكثير من الحيتان الكبيرة.
الضوضاء تسبب نزيف داخلى
وأوضحت "خليف" أن الحيتان بشكل عام هي حيونات بحرية حساسة للصوت، وأن التلوث بالضوضاء يمكن أن يضرها مباشرة عن طريق إتلاف سمعهم وفي بعض الحالات قد يتسبب في نزيف داخلي والموت، مؤكدة أن الضوضاء يمكن أن تتسبب في بعض التغيرات السلوكية كأن يتشتتوا عن بعضهم وأن منهم من يضل طريقه ومنهم من يموت والبعض يعود إلى موطنه، وأن الحيتان التي تصل إلى الشاطئ غالبا ما تموت من التعرض للضوضاء والجفاف وتلف الجهاز العصبي.
ظهوره مرة أخرى
وأكدت "خليف" أن ظهور الحوت الزعنفى في شواطئ مارينا والقرى المجاورة لن يكون آخر مرة، وأنها تتوقع تكرار هذه الظاهرة بالأخذ في الاعتبار التغيرات المناخية وسلوك الإنسان، معتبرة ذلك ظاهرة مهمة يمكن تحوليها إلى بداية انتشار ثقافة السياحة الأيكولوجية في مصر والتي يمكن أن يوضع لها برنامج للتطبيق والاستفادة.