كلنا شريف إسماعيل
لو أن النظام في مصر بذل كل ما فى وسعه لاختيار رئيس وزراء ينال من شعبيته ويؤثر على صورته بشكل سلبى في الشارع ويحول الذهب إلى تراب ويجعل المواطنين يشتعلون غضبا كلما جاء ذكر اسمه، لما اختار أفضل من المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، الذي يؤدى المهمة بكل نجاح واقتدار ويتعامل مع المنصب على أنه ضيف شرف لا يعنيه ما يدور في البلاد وأنه ما زال وزيرا للبترول، ليس من اختصاصه ضبط إيقاع الأسعار وليس من حقه محاسبة وزير الصحة على تردى حالة المستشفيات الحكومية وليس من واجبه تعنيف وزير الزراعة على تجاهله لكل ما يخدم الفلاح وليس مطالبا بمحاسبة وزير التربية والتعليم على الكوارث التي ارتكبها خلال امتحانات الثانوية العامة.
رئيس الوزراء يعيش حالة من الخصام مع الشارع منذ مجيئه مع بداية شهر سبتمبر العام الماضى.. واخد على خاطره حبتين حالف ميت يمين ما ينزل الشارع لم يضبط منذ مجيئه بجولة ميدانية واحدة في الشارع وهو يسأل سيدة فقيرة عن مكونات الوجبة التي تقدمها لأولادها وأسعارها لم يلمحه أحد وهو يسأل المرضى داخل المستشفيات الحكومية عن الخدمة الطبية المقدمة لهم وهل يحصلون على حقهم من العلاج أم أنهم مازالوا في قائمة الانتظار؟
شريف إسماعيل يفعل عكس كل مايفعله رئيس الجمهورية الذي لا يترك فرصة للاحتكاك بالمواطنين إلا وفعلها وسألهم عن ظروفهم وكيف يعيشون وعدد أفراد الأسرة والصعويات التي تواجههم؟
رئيس الجمهورية يسير في الشارع فاتحا زجاج سيارته يريد أن يتعرف على أحوال الناس بنفسه لا ينتظر أن تأتى إليه في تقارير.
كما كان اختيار شريف إسماعيل لرئاسة الوزراء مفاجئا جاء أداؤه فوق المفاجئ فنشاطه اليومى يتوزع بين حضور المناسبات والاحتفالات مع رئيس الجمهورية وحضور الاجتماع الأسبوعى لمجلس الوزراء يوم الأربعاء من كل أسبوع وخروج بيان باهت مثل أدائه بما دار في الاجتماع.
أداء رئيس الوزراء يشبه أداء مدربى نادي الزمالك حيث تقتصر مهمتهم على التواجد بالمنطقة الفنية والظهور أمام الكاميرات وتمثيل دور المدير الفنى هكذا المهندس شريف إسماعيل يؤدى دور رئيس الوزراء وليس مهمة رئيس الوزراء وهناك فارق كبير بينهما فهو يركب سيارته صباحا وسط التشريفة الخاصة به وفى المساء يفعل الشيء نفسه عائدا إلى منزله أما إنجاز رئيس الوزراء فلا يوجد وللحقيقة ليس وحده من يفعل هذا فهناك عدد كبير من المسئولين والمصريين يؤدون دور أنهم يعملون ويجتهدون حتى أصبحنا كلنا شريف إسماعيل.
نحن لا نتجنى عليه فهناك من يقول إن الرجل يعمل في صمت ولا يحتاج إلى معرفة أحوال المواطنين فهو غارق في كل تفاصيلها ويكفيه وضع سياسة عامة للوزارة وحتى هذه السياسة العامة لم نجدها حتى الآن ولم يشعر أي عابر سبيل أن هناك رئيسا للوزراء في مصر المسئول الذي لا يشعر المواطنون بأدائه عليه أن يرحل ولا مكان بيننا لمن لا يعمل هكذا قال الرئيس ونحن نطالبه برحيل رئيس الوزراء بسبب سوء الأداء وجميع المصريين يشهدون بهذا.