البيان في سحق عبد الناصر «الإخوان» !
دعكم من هلافيت الإخوان وسبابهم وشتائمهم في التعليقات على هذا المقال على الموقع أو صفحة "فيتو" على فيس بوك أو على أي مكان سيجدون المقال عليه.. هؤلاء مرتزقة يعملون باللجـــان الإلكترونية وهذا أكل عيشهم ومصدر رزقهم وبعضهم "أهبل" يعتقد أنه "يجاهد" بالشتائم فينشئ صفحة أو أكثر بأسماء مستعارة "يجاهد" بها بالسباب والأكاذيب والشوشرة وقلة الأدب..إنما ما يعنينا هي الحقيقة الثابتة المؤكدة أن عبد الناصر سحق الإخوان ويبقى السؤال: كيف فعل ذلك حتى اختفت الجماعة تمامًا ولم نرها إلا بعد منحها الحياة من جديــد عقب رحيل جمال عبد الناصـــر؟ هل من خـــلال الأمن والقمع ؟ من خلال المحاكمات الثورية والسجون ؟
نقول: كان أول قرارات الثورة هو إعادة التحقيق في مقتل حسن البنا ولذلك لم يكن التربص قائمًا من الثورة، كما يقولون وإلا لما أيدوها إذن؟ إنما الخــلاف بدأ بمحاولة مصادرة الثورة واعتبـــار الضباط الأحرار «شباب طايش» أو "شوية عيال" كما وصفوهم.. وهنا بدأ الصــراع الذي لم يكن إلا سياسيًا وليس دينيًا بين جماعة ترغب في السلطة منذ ربع قرن قبل الثورة وبين هيئة تأسيسية لثورة لم تزل في حالة التأسيس للنظام الجديد !
سيقولون إن الإخوان وقتئذ القوة الأولى وسيقولون إنهم بين سكان مصر القليل وقتئذ إلا أنهم تجاوزوا النصف مليون.. والســؤال أيضًا: كيف قضى عليهم رغم ذلك ؟ لو كانت الإجراءات أمنية فقط لتسللوا إلى الناس أو على الأقل تعاطفوا معهم.. إنما كان العكس هو الصحيــح.. إنما كانت الإجراءات الأمنية وقائية لمنع جرائم.. إنما واجهت الدولة أو الثورة أو للدقة عبد الناصر تحديدًا الجماعة بالإجراءات الاجتماعية، فالشعب المصري لن يقاتل جماعة تقاتل من ألغى الألقاب وساوى بين الناس وانتشل بعد أسابيع من الثورة ملايين الفلاحين وأسرهم ومنحهم التعليم المجاني والعلاج المجاني وفرص الصعود الاجتماعي الواحدة من خلال الكفاءة المطلقة دون واسطة أو دون الانتماء العائلي..
وأصبح من حق المتفوقين الفقـــراء تحقيق أحلامهم بأن يكونوا ضباط شرطة وضباط جيش أو وكلاء نيابة وقضاة أو سفراء أو يذهبـــون للخارج في بعثات تعليمية ليعودوا أساتذة جامعة.. وبينما ذلك يحدث تتوسع التنمية وتصل إلى كل مجال وكل مكان لتوفر لكل طالب عمل فرصــة للعمل، ولكل طــالب سكن مكانًا للسكن وبينما كل ذلك يحدث أيضًا وجد المصريون كرامتهم مرتفعة إلى عنان السماء في كل مكان وفرضت عليهم الأحداث الدخول إلى معركة تلو الأخرى من أجل الكرامة الوطنية.. والسؤال: من يمكنه بعد ذلك من الناس أن يستمع للإخوان ويستجيب لأي دعاوى بمناهضة النظام؟
هذا هو الفرق بين مواجهة تنظيم الجماعة وبين مواجهة أفكارها..