رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس «القومي للبحوث السابق»: أطالب الحكومة بالإستفادة من مشروعى للاكتفاء الذاتي من القمح

فيتو

  • إنتاج رغيف من القمح والشعير يوفر 5 مليارات دولار لمصر سنويًا
  • يجب على الدولة التفتيش في إدراج المراكز البحثية للبحث عن الأفكار 
  • «الفيوم» سر الاكتفاء الذاتي للقمح بمصر

قال الدكتور هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث السابق، إن لديه فكرة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح ستوفر على مصر 5 مليارات جنيه سنويًا، لكنه لم يجد مسئولا يهتم بفكرته أو يناقشه فيها، وكشف في حوار لـ "فيتو" عن أنه أعد بحثًا بعنوان "الاكتفاء الذاتي من القمح خلال عام" حبيس أدراج المركز القومى للبحوث الذي كان يرأسه، وأن بحيرات وادى الريان هي السر الوحيد في هذا الاكتفاء، مشيرًا إلى أن الفدان بالفيوم ينتج 18 إردبًا من الشعير.

وأضاف أنه في حالة زراعة الشعير ببحيرات وادى الريان سيوفر لمصر خلال أول عام 5 مليارات جنيه سنويًا، مشيرًا إلى أنه يتمنى أن يتم تنفيذ المشروع في أقرب وقت، فلديه كل الدراسات والتفاصيل الخاصة به.. وإلى نص الحوار..

* بداية ما هي فكرة المشروع ومتى بدأت؟
 فكرة المشروع بدأت عام 2008 وقت ما كنت أرأس المركز القومي للبحوث، فيجب أن نعلم بعض المعلومات قبل البدء في التفاصيل، في مصر رغيف العيش المستهلك في مصر نزرع منه 50% فقط بالأراضي الزراعية ونستورد 50% من الخـارج، بمعنى أن مصــر تستورد 50% من احتياجاتها بما يعادل 10 مليارات دولار سنويًا لاستيراد القمح.

أما عن الفكرة أن البحث العلمي هو حل لجميع المشكلات، فالفراعنة كانوا يخبزون 40 نوعًا من الخبز من الشعير، والإمبراطورية الرومانية كانت تستخدم الشعير أيضًا لعدة أسباب أهمها أنه يعطي كمية طاقة عالية للغاية للإنسان، إلى جانب قيمته الغذائية العالية التي تفوق قيمة دقيــق القمح ولكن إذا تم عمل رغيف خبز بالكامل من الشعير، فطعمه غير مستساغ على الإطلاق بالنسبة للمصريين، ولكن بدأنا في وضع خطة لاستخدامه لتخفيض العجز المالي وإيجاد حل لمشكلة القمح.

* وما هي الخطة التي تم وضعها لتكون مصر مكتفية ذاتيًا من القمح ؟
 المركز القومي للبحوث يوجد قسم للصناعات الغذائية به مكان لتصنيع منتجات غذائية مصرية 100% فقمنا في البداية بتجارب عديدة وهى خلط الدقيق بالشعير بنسب مئوية بمعنى 90% من القمح و10% من الشعير ثم تجربة أخرى 80% من القمح و20% من الشعير، ونتذوق لنصل إلى الطعم المعروف لدى الشعب المصري حتى وصلنا إلى نسبة 75% من القمح و25% من الشعير.

* وماذا كانت مواصفات الرغيف هل سيتم قبوله من قبل المصريين حال تنفيذ المشروع؟
 أولا قيمته الغذائية عالية للغاية، يعطي طاقة عالية للإنسان، يساعد في عملية الهضم، إلى جانب أهم شيء وهو أنه يوفر لمصر العملة الصعبة، وسد عجز ميزانية الدولة، توفير فرص عمل للشباب العاطل بالفيوم وبني سويف.

* وما العائد الذي يعود على مصر من هذا المشروع؟
 في حال وضع 25% من الشعير على 75% من دقيق القمح لإنتاج رغيف الخبز إذًا سنوفر 50% من قيمة استيراد القمح أي سنوفر 5 مليارات جنيه سنويًا، وبدلا من استيراد النصف الآخر من القمح، فأمريكا والدول الأوروبية تستهلك شعيرًا بكميات كبيرة للغاية وسعره في الدول الأوروبية نفس سعر القمح، ففي حالة زراعة الشعير في مصر تقوم الحكومة بعملية تبادل سلعي بين مصر والدول الأوروبية تصدر لهم شعيرًا وتستورد قمحًا بدلا منه دون دفع شيء وقتها ستكون مصر مكتفية تمامًا من القمح.

* ومتى ستصبح مصر مكتفية من القمح هل خلال سنوات ؟
 على الإطلاق خلال عام واحد فقط ستكون مصر مصدرة للقمح ومكتفية ذاتيًا أيضًا، فالشعير محصول شتوي يزرع في فصل الشتاء ويتم جنيه كل 3 شهور على عكس القمح الذي يزرع في أكتوبر ويحصد في أبريل حيث يتم حصاده كل 6 شهور، ولكن زراعة الشعير تكون مرتين خلال فصل الشتاء.

* وهل توجد أراض لزراعة الشعير أم نستصلح أراضي جديدة بالصحراء وتكلفنا الملايين؟
 بالعكس معلومة لا يعلمها الكثيرون أن الشعير هو المحصول الوحيد الذي يمكن زراعته على أرض صحراوية رملية ويحتاج إلى مياه فقط ويمكن الري بالتنقيط أيضًا فلا يكلفنا الكثير والأراضي الصحراوية كثيرة بمصر.

* وما هو المكان المقرر الزراعة فيه ومساحته أو أفضل مكان لزراعة الشعير ؟
 في محافظة الفيوم توجد بحيرتان بوادي الريان واحدة منهما مساحتها 70 ألف فدان والبحيرة الأخرى 65 ألف فدان، يعني البحيرتان مساحتهما 135 ألف فدان مياه عذبة وغير مستغلة على الإطلاق، والمياه العذبة جاءت من مشروع فكرت فيه مصر في الستينيات وكان وادٍ يأخذ مياه الصرف الزراعي للفيوم وتمر خلال أنبوب طويل طوله 18 كيلومترًا وبدلا من عدم استغلالها نضعها في هذا الوادي ولكن المياه زادت على حد الوادي فصنعت الشلالات الطبيعية التي نراها في الأغاني وبعدها المياه ملأت الوادى الذي يليه وظلت تملأه حتى وصلت إلى بني سويف لأن هذه البحيرة يدخل لها سنويا 5 ملايين متر مكعب من المياه، أما عن الأراضي الصحراوية فيوجد ملايين الأفدنة، غرب الفيوم إذا تمت زراعتها تصبح مصر من أغنى الدول ولكن لا أعلم من السبب في عدم التنفيذ.

* وهل تمت تجربة هذا المشروع أم هي فكرة نظرية فقط؟
 ليست فكرة فقد قمنا وقتها بالحصول على تصريح من محافظ الفيوم الدكتور جلال السعيد وقتها وهو وزير النقل حاليًا بالزراعة في منطقة وادي الريان بمساحة 50 فدانًا غرب الفيوم، وتمت زراعة أجود أنواع الشعير واسمه «الشعير المعرى».

* وكم إنتاج الفدان الواحد للشعير ؟
 الفدان الواحد ينتج 18 إردبًا وهى كمية كبيرة جدًا مقارنة بأن القمح لا يزيد على 6 أرادب للفدان.

* وما سبب عدم تنفيذ هذا المشروع خلال الـ 8 سنوات السابقة؟
 أنا أتمنى أن يتم توجيه رسالة لرئيس الحكومة لتنفيذه، وللعلم أنا قمت بتقديمه وقتها لرئيس الوزراء أحمد نظيف وأكل الخبز ونال إعجابه جدًا وقال "العيش طعمه جميل جدا"، ولكن لم يرد ولم يهتم بعد ذلك بتنفيذه، وحاولت التواصل مع المهندس إبراهيم محلب ولكن وقته لا يسمح بمقابلتي على ما أعتقد، يجب على الدولة أن تبحث في أدراج المراكز البحثية ولكن ليس العكس أن نطرق باب كل حكومة.

* وما هو الوقت المستغرق لتنفيــذ هذا المشروع؟
 لا يوجد وقت البحيرة والأرض والمياه والعمال موجودون.
الجريدة الرسمية