رئيس التحرير
عصام كامل

محافظون في «مهب الريح».. حركة التغييرات تربك حسابات الأقاليم.. سوء الخدمات شوكة في ظهر محافظ الفيوم.. قلة الجولات والاستهتار تعرقل مسيرة «الشرقية».. وتصريحات «السويس» الن

محمد سلطان محافظ
محمد سلطان محافظ البحيرة

مع اقتراب الإعلان عن حركة المحافظين الجديدة خلال الأيام المقبلة، بدأ التوتر ينتاب المحافظين، وشعورهم بترك الأقاليم سيطر عليهم، وعلي أدائهم، إلى جانب الضغط الشعبي المستمر الذي يطارد عددا من المحافظين بشكل واسع وأصبح السبب الرئيسي في التنبؤ باستبعادهم.


مياه الشرب
حالة ترقب يشهدها الشارع البحراوي من بقاء الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة أو رحيله، بأن تشمله حركة المحافظين المحدودة المرتقبة، خاصة بعد استمرار معاناة المواطنين في عدة مشكلات واجهت المحافظة، وظل المواطن يدفع الثمن يوميا خاصة الأطفال وكبار السن، وذلك مع بقائه في منصبه حتى وقتنا الحالي.

ولم ينجح المحافظ في حل مشكلة حرمان الأهالي من مياه الشرب بعدد من القري، منها غزال وكوم السابي وحروفوش وكفر السابي والفاخورة ليستمروا في معاناتهم في توفير المياه وتخزينها بمنازلهم، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، ويصبح هدفهم البحث عن المياه دون مراعاة الأطفال وكبار السن.

ولم يحافظ المحافظ على أرواح وسلامة المواطنين بإصلاح وتمهيد الطرق الداخلية بالمحافظة، تجنبا لوقوع العديد من الحوادث ومنها طريق ترعة النصر - مدخل الكيلو 75 صحراوي الذي يهدد أمن وسلامة المواطنين لخدمته آلاف السيارات يوميا، لوجود العديد من الشركات والمزارع  به وسط تقاعس المسئولين عن توفير الصيانة اللازمة له لتجنب وقوع الحوادث والتهديد بسقوط مزيد من الضحايا، بالإضافة لغياب الأجهزة الأمنية عن التصدي لعمليات الترويع التي يتعرض لها الركاب والسائقون من البلطجية .

كما أصبحت الثروة الزراعية مهددة بالتدمير بعد نقص مياه الري وجفاف الترع والمصارف واضطرار المزارعين لاستخدام عربات الصرف الصحي لري أراضيهم دون مراعاة الأضرار الصحية التي سيتعرض لها المواطنون لتناولهم محاصيل ملوثة بمياه الصرف الصحي، حيث شهدت قرية فيشا التابعة لمركز المحمودية انخفاضا شديدا بمنسوب المياه بالترعة الرئيسية، كما جفت ترعتا الشريشرة وأبو الزرازير بمركز حوش عيسى اللتين يعتمد الأهالي عليهما في ري محاصيلهم الزراعية، ووصلت مساحات الأراضي المهددة لقرية سيدي غازي بكفر الدوار إلى 200 فدان،وفي قرية كفر الجديد التابعة لمركز الرحمانية هناك 150 فدانا مزروعة بمحاصيل زراعية مهددة بخسائر شديدة، خاصة بعد احتياج المواطنين لمياه متزايدة مع زراعة الأرز.

سوء الخدمات
تردد اسم المستشار وائل محمد نبيه، محافظ الفيوم، في الفترة الأخيرة بين أسماء المحافظين الذين يمكن إقالتهم أو الاستغناء عن خدماتهم، لكثرة الشكاوى من سوء الخدمات طوال فترة توليه وجعلت بقاء المحافظ في مهب الريح، وينتظر الأهالي يوم الخلاص.

 بعد أن ساءت أحوال مياه الشرب بالمحافظة، وعجزت شركة الفيوم لمياه الشرب عن إيجاد حل لعكارة المياه في قرى مركز يوسف الصديق، وانقطاع المياه عن معظم القري والمدن، وحتى مدينة الفيوم، عانت أياما وليالي من سوء حالة مياه الشرب.

المشكلة الأكثر تعقيدا التي فشل محافظ الفيوم في حلها، أزمة مياه الري في نهايات الترع والمساقي، ورغم أنها أزمة أزلية في الفيوم، إلا أن المستشار وائل محمد نبيه، هو المحافظ الوحيد الذي لم يحاول إيجاد حل لها، وهو ما جعل المزارعين يفقدون الأمل في إحياء الأرض الميتة في نهايات الترع والمساقي في فترة تولي نبيه إدارة المحافظة.

أما القمامة، فحولت حياة أهالي الفيوم إلى جحيم مستعر، وتحولت الشوارع إلى مقلب كبير، حتى مبادرة أسبوع النظافة التي اطلقتها الدولة تحت عنوان "حلوة يابلدي" اقتصر على الأحياء الراقية وأسوار المدارس، واقتصر المحافظ على التصوير بدون فائدة حقيقية عادت على الأهالي.

والكارثة الكبري مجزرة الأشجار التي يرتكبها المحافظ الآن في ميدان السواقي بحجة تطوير الميدان، فقد اقتلعت الآلات أشجارا ونخيلا ذا أعمار مديدة كانت تزين الميدان.

5 أسباب
 5 أسباب قد تقف وراء استبعاد محافظ المنيا اللواء طارق نصر، الذي لم يمض سوي عدة أشهر في مقاليد الحكم بالمحافظة؛ وذلك منذ أواخر شهر ديسمبر من العام المنقضي، وحتى 7 أشهر من توليه مهام الإقليم.

فمنذ أن تولي اللواء طارق نصر مهام المحافظة تعالت صيحات المواطنين للمطالبة بإقالته، خاصة بعد عدم الشعور بالتغيير عن المحافظ السابق اللواء صلاح الدين زيادة، كما تعالت صيحات رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بالضجيج ليل نهار للمطالبة بإقالة المحافظة عن طريق تدشين عدة حملات قادها حقوقيون للمطالبة بإقالته.

على صعيد متصل تصدرت محافظة المنيا في الأشهر القليلة الماضية المشهد الأكثر صراعًا ومشاحنة، عقب اندلاع عدد كبير من الفتن الطائفية التي تسببت في زيادة الاحتقان بين المسلمين والأقباط بعدد كبير من قرى المحافظة، مما أحدث حالة من التوتر والقلق انتابت الأجواء بين الأهالي، وتوقف دور المحافظ فقط على تفقد آثار واقعة الكرم الطائفية التي اندلعت في 20 مايو المنقضي وانتهي الأمر على ذلك، فيما اتفقت جميع ردود أفعاله عن باقي الفتن الطائفية التي تعرضت لها المحافظة بصرف تعويضات مالية وصلت إلى نحو 65 ألف جنيه موزعة على المجني عليهم بأحداث أبو يعقوب وكوم اللوفي.

كما تسبب عجز الدولة عن تحديد مكان واستعادة 6 شباب مصريين من العاملين بالأراضي الليبية منذ أكثر من شهرين إلى مسقط رأسهم بقرية السوبي التابعة لمركز سمالوط وعدم تواصل وتجاوب المحافظ معهم في فقدان الثقة بين الأهالي والمحافظ، الذي وعد بإعادة المصريين العالقين هناك إلا أن الوضع لم يتغير كثيرًا، وحتى الآن لم يتم معرفة مصير الشباب هل هم محتجزون من قبل السلطات الليبية أم مختطفون من قبل ميليشيات مسلحة؟!

على جهة أخرى سخر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من بعض حفلات الإفطار التي أقامها محافظ المنيا في بعض الفنادق الشهيرة، التي حضرها عدد من النواب، الصحفيين، رجال المال، والسياسة، لافتين إلي أن هذا الإفطار الجماعي تخطت تكلفته الربع مليون جنيه، فيما أوضح البعض الآخر أن هناك فئات كثيرة تستحق هذه الأموال التي تهدر في حفلات الإفطار، الأمر الذي تسبب في إحجام عدد من أعضاء مجلس النواب عن حضور هذا الحفل.

في الوقت ذاته انقطاع التواصل بين المحافظ والمواطنين، تسبب في وضع حاجز منيع في التعامل وطرح المشكلات، وإن كان هناك يوم مخصص أسبوعيا لعرض جميع المشكلات التي تواجه المواطنين على المحافظ، إلا أن المحافظ لا يتمكن من حضور كافة الاجتماعات؛ وذلك لكثرة انشغاله بزيارات الوزراء واستقبال الزوار.

ويري بعض الحقوقيين أن محافظ المنيا منذ أن جاء إلى إقليم عروس الصعيد، انغمس وسط انشغالات خاصة بالزيارات، والافتتاحات لبعض المشروعات المنفذة سابقًا دون إضافة جديد عليها، لافتين  إلى أن المحافظ لديه القدرة على التغيير لكنه لم يستغل ذلك بعد، وأن هناك أسبابا عديدة قد تطيح به في حركة المحافظين المقبلة لعل من أهمها بركان الفتن الطائفية الذي اندلع بالمحافظة.

غضب الأهالي
تشهد محافظة الشرقية حالة من الغليان والغضب بين الأهالي بقري ومراكز ومدن المحافظة، بسبب تدني الخدمات وانعدام بعضها بمختلف القطاعات، سواء التعليم أو الصحة ومياه الشرب والصرف الصحي والطرق وغيرها، فضلا عن عدم ظهور محافظ الشرقية وقلة جولاته بالمراكز وانعدامها بالقري والعزب، ما دفع آلاف الأهالي لتدشين حملات للمطالبة بالإطاحة بمحافظ الشرقية اللواء خالد سعيد، ونائبه اللواء سامي سيدهم، خلال حركة المحافظين القادمة.

وعبر الأهالي عن غضبهم من عدم استماع المحافظ لمشكلاتهم، وتهميشهم والتزامه مكتبه وعدم الخروج في جولات تفقدية لمناقشة الأهالي في معاناتهم، ومتابعة المسئولين في أعمالهم.

وقال عليوة محمد أحد أهالي مركز أبوحماد، إن اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية رغم وجوده في منصبه منذ أكثر من 7 أشهر إلا أننا لم نشعر بوجوده قط، فهو لم يقدم إلينا شيئا، ولم نره يٌتابع الأعمال ومشكلات المواطنين بالشارع كما كان يفعل المحافظ السابق الدكتور رضا عبدالسلام، الذي تمت إقالته بدون أسباب رغم عمله الدءوب والمستمر في حل مشكلات المواطنين، ومتابعة التنفيذيين في أعمالهم ومحاسبة كل مقصر.

فيما أطلق العشرات من أهالي مدينة وقرى صان الحجر بالشرقية حملة للمطالبة بإقالة اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية ونائبه اللواء سامي سيدهم، لفشلهما في إدارة شئون المحافظة، على حد تعبيرهم، وبدأ أعضاء الحملة في إعداد استمارات لجمع توقيعات من الأهالي لسحب الثقة من المحافظ ونائبه، وتضمنت الاستمارات أسباب الحملة وهي الاستياء العام من جميع فئات الشعب بالشرقية، وعدم وجود الرؤية، والتخطيط في اتخاذ القرارات، والتحالف مع رجال الأعمال وأصحاب المصالح والنفوذ المالي وكأنهم فوق القانون، وتمهيش مراكز ومدن شمال الشرقية من الخدمات، وتعيين رؤساء مدن ومراكز بالواسطة والمحسوبية.

تصريحات النارية
علق عدد كبير من أهالي السويس الآمال على اللواء أحمد الهياتمي محافظ السويس، أن يتمكن من إصلاح الأوضاع في المحافظة، حيث وعد بالقضاء على مشكلات السويس في أول لقاء له بالمواطنين.

وبرغم الآمال والوعود، جاءت تصريحات الهياتمي المريبة لتبدأ في قطع آمال أهالي السويس عليه، فبدأ من الرياح الشمالية الغربية تحمي مصر من الصواريخ، وان من قاموا بإرسالها سترتد لهم، وحتى التجارة وتصدير الكلاب، وعبقرية فكرة عمل المسقعة، كل هذه التصريحات أثارت الجدل في السويس.

وجاءت أزمة الكلاب الضالة أيضا لتؤثر على علاقة أهالي السويس بالهياتمي، مما جعلهم يطالبون برحيله، حيث انتشرت الكلاب الضالة في السويس، وتسببت في حالات عقر للمواطنين، وما كان من محافظ السويس إلا أن خرج بتصريح أنه يصدر الكلاب للخارج، وأن السويس لم يعد بها كلاب ضالة، مع أنها تزايدت أكثر مما سبق في المحافظة.

وكان الهياتمي دخل في مناقشة حادة مع عضو البرلمان طلعت خليل حيث اعترض البرلماني على مشهد القمامة في السويس، في الوقت الذي أكد فيه المحافظ أن مستوى النظافة في السويس وصل لمرحلة غير مسبوقة، وأنه لا توجد بالمحافظة قمامة في الشوارع، مما دفع أهالي السويس للسخرية من المحافظ حيث تنتشر القمامة في كل أماكن السويس.

وقال على أمين القيادي بحزب وفد السويس: إن المشكلة ليست في تصريحات الهياتمي المتعلقة بالمسقعة وتصدير الكلاب، لكن المشكلة في أن الجهاز التنفيذي أصبح خارج سيطرة المحافظ.
الجريدة الرسمية