رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. اجتماع المندوبين الدائمين لدى الجماعة العربية بموريتانيا

فيتو

أكد السفير طارق القوني، مندوب مصر الدائم في الجامعة العربية، أن انعقاد القمة العربية السابعة والعشرين في موريتانيا يوم الإثنين المقبل يمثل نقطة انطلاق جديدة لمسيرة العمل العربي المشترك نظرا لانعقادها في ظل ظروف بالغة الصعوبة وفى منعطف مهم في تاريخ المنطقة العربية، داعيا إلى تكثيف التعاون والتنسيق لإنجاحها بما يمكن القادة العرب من التعامل مع مختلف التحديات التي تواجه المنطقة العربية.


جاء ذلك خلال كلمته اليوم، الخميس، في الجلسة الافتتاحية لاجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسئولين التحضيري لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذي ينطلق بعد غد، السبت، الذي سيتم خلاله وضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال القمة العربية ووثائقها الأساسية.

وقال «القوني»: «إن مصر سعت خلال رئاستها للقمة العربية السادسة والعشرين التي عقدت في مارس من 2015، إلى الارتقاء بالعمل العربي المشترك والدفاع عن المصالح العربية في وقت اتسمت فيه أوضاع المنطقة ولا تزال بالتعقيد، معتمدة في ذلك على تفعيل تحركها السياسي والدبلوماسي من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن والأفريقي لإعلاء المصالح القومية العربية».

وجدد «القوني» تأكيد الموقف المصري الذي يقوم على اعتبار القضية الفلسطينية ما زالت على رأس الأجندة العربية باعتبارها قضية العرب الأولى ومفتاح السلام والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن الرئاسة المصرية وظفت إمكاناتها واتصالاتها الإقليمية والدولية لخدمة هذه القضية ونقل الرؤية العربية إلى المجتمع الدولي، التي تقوم على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يوليو من 1967 وعاصمتها القدس، لافتا إلى الزيارة التي قام بها وزير الخارجية سامح شكري إلى كل من إسرائيل وفلسطين مؤخرا، التي استهدفت إحياء العملية السلمية وتهيئة المناخ لاستئناف المفاوضات، مع التأكيد على رفض سياسة فرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني واستمرار التمدد الاستيطاني.

وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، لفت «القوني» إلى أن مصر لم تدخر جهدا في مساعدة الليبيين ودعم العملية السياسية والمجلس الرئاسي برئاسة فايز السراج لاستعادة الأمن والاستقرار وإعادة بناء الدولة الليبية، مشددا على أهمية توحيد جهود المؤسسات الشرعية في ليبيا.

وفيما يتعلق بالأزمة السورية، طالب القوني بتكثيف جهود المجتمع الدولي لإعادة العملية السياسية بين مختلف أطرافها وفك الحصار عن المناطق المنكوبة، منتقدا استمرار أعمال العنف وتزايد أعداد اللاجئين، خاصة في دول الجوار.

وقال إن مصر أكدت خلال مشاركتها بفاعلية في جميع المؤتمرات الإقليمية والدولية الخاصة بسوريا على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة باعتباره الحل الوحيد.

وفيما يتعلق باليمن، جدد مندوب مصر الدائم لدى الجامعة دعم مصر إلى الجهود الدولية الرامية لإنجاح مشاورات الكويت للتوصل إلى اتفاق شامل يفضي إلى حل نهائي للأزمة اليمنية.

وأشار «القوني» إلى تصاعد الإرهاب والتنظيمات المتطرفة في الدول العربية، فضلا عن تدخل القوى الإقليمية في شئون الدول العربية، وهو ما أدى إلى اقتراح مصر بإنشاء القوى العربية المشتركة، التي انتهى رؤساء أركان الجيوش العربية من إعداد البروتوكول التنفيذي الخاص بها.

كما دعا «القوني» إلى إصلاح وتطوير الجامعة العربية لتكون أداة فعالة في العمل العربي المشترك، وتعكس الإرادة العربية الحقيقية للتعامل مع التحديات الراهنة وتلبية تطلعات الشعوب العربية.

وبعد أن تسلم السفير الموريتاني ودادي ولد سيدي هيبة، المندوب الموريتاني لدى الجامعة العربية، رئاسة الاجتماع من السفير طارق القوني، أكد سيدي هيبة أن قمة نواكشوط تعقد في ظل ظروف عربية وإقليمية ودولية بالغة التعقيد، ولكن هناك مراهنة على حكمة القادة العرب ووعيهم العميق بحجم التحديات، ما يجعل هذه القمة مصدرا لآمال جديدة وواعدة تستجيب لتطلعات الشعوب والدول العربية في حياة هانئة في أجواء من الحرية والأمن والاستقرار.

ودعا سيدي هيبة إلى الارتقاء بأساليب العمل العربي المشترك، وأن تشهد الجامعة العربية تحولا نوعيا في أدائها يواكب التغيرات المتسارعة، معبرا عن ثقته في أن الجامعة العربية في ظل رئاسة موريتانيا للقمة ستكون قادرة على مواجهة التحديات المتعاظمة والدفع بكفاءة وحيوية للعمل العربي المشترك نحو آفاق أرحب.

من جهته، أعلن السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، في كلمته أمام الاجتماع، عن تطلعه في أن تتمكن قمة نواكشوط التي وصفت بأنها قمة الأمل من أن تكون قادرة على بلورة مواقف عربية قادرة على تجاوز الوضع العربي الصعب والتعاون بمسئولية وفاعلية وحسم مع القضايا المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، موضحا أن الأمانة العامة أعدت مشاريع القرارات والتقارير والوثائق الخاصة بالقمة، وذلك قبل تقديمها لوزراء الخارجية في اجتماعهم التحضيري للقمة بعد غد، السبت، قبل إحالتها للقادة العرب.

وأعرب بن حلي عن تقديره لكل ما بذلته مصر خلال ترؤسها القمة العربية السابقة، وما أنجزته وأضافته سواء على مستوى الرئاسة المصرية أو مستوى وزارة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالأسلوب الناجع في طرح القضايا العربية والدفاع عن مصالح العرب في المحافل الدولية، خاصة من خلال عضويتها في مجلس الأمن.
الجريدة الرسمية