رئيس التحرير
عصام كامل

المهرجانات الشعبية.. خبطة شاكوش «قصة مصورة»

فيتو

يا اهل الطرب دلوني الفن فين ألاقيه؟.. اللحن عوده انشرخ وقانونه راحت عليه.. سلم النوتة انكسر والناي من كتر ركنته الأطباء احتاروا فيه.. ضحكة شكوكو وسمعه اختفت وسط الدربكه والفرتكه والسكسكه وما أعرف إيه.

عبد المطلب بقا ذكرى ومواويل عمنا طه بتبكي عليه.. مين كان يصدق بعد ما رقصت قلوبنا على حبك جننا يا اسمك إيه.. يجي شاكوش يخبط دماغنا بكلام من دوشته ما تفهم صاحبه عايز إيه.

وإن جينا يوم نعترض يقولك المهرجانات الشعبية فن ورسالة يا بيه.. دي أغاني خارجة من حواري مصر بترصد الواقع اللي عايشين فيه.. كلماتها منقولة من دفتر همومنا وأنغامها لحن من دندنة الغلابة ويومهم واللي بيحصل فيه.

يا اهل السماع فيدوني من امتى سي شحط وقرينه محط أصبحوا كوبليه.. وبعد ما سهرنا في الليلة الكبيرة وقلنا التوبة وودع هواك وعدويه.. ترمينا المقادير لدنيا الشمال ومهرجان المنحرفين والأشقيه.

أهو ده اللي حصل في أواخر ألفين وسبعة.. لما ظهرت على غفلة المهرجانات الشعبية.. من غير علم أصحاب الآذان الموسيقية.. خرجت من قلب القاهرة وانتشرت في عدد من المحافظات الساحلية.. وبين يوم وليلة أصبح الخبط والرزع فن وثقافة بيصدرها للمصريين أبناء المناطق العشوائية.

كان مخطط تولي تنفيذه 45 فريقًا أشهرهم الدخلاوية وشوبيك لبيك والمدفعجية.. ونجاحهم كان البداية الحقيقية لفقدان الأمل في عودة أمجاد الأغنية الشعبية.. وانحراف الفن من طاير يا هوى لأعمل نفسك عبيط هضرب نار بالدبابة.

هيضربوا نار يا أستاذ مدبولي سيبك بقا من موال زمان وأحكي عن الحاضر واللي حصلنا فيه.. هو سوق الأغاني جبر ولا ذوقنا جراله إيه.. ويا عم أبو دراع لسوع ضهور العرايا بكرباج حكمك يمكن يفوقوا من المهرجان وبلاويه.

أنت غاوي صداع ولا غرضك إيه يا أخينا.. أهل الطرب لو يعرفوا كان عملوا زينا.. المهرجان قصة كفاح وكل حرف من كلامه بيأثر فينا.

اسمع يا باشا صباح بغاشا على كل واحد مستنينا.. الولعة والكماشة ونزله شيشة مع شاي خمسينه.. أعمل دماغ وبلاش صداع وفكك بقا منينا.

ادينا فرصة نحكي الحكاية واسمع يا شق ومش هتمل.. احنا صحاب بدال ما نسرق قلنا نعملكوا أغنية نحكي فيها عن حال الناس.. نزلنا كده منطقة شعبية عشان نغني فيها باحساس.. دي فيها ناس عايشة فتوات وناس ضميرها المخلص مات.. وناس عايشين ومش عايشين وناس مش لاقيه حق الزاد.

على قهوة نقعد صحبة متجمعين.. حلبة ينسون شاي ياسمين.. صباحنا فل أقعد يا زميل تفطر بأكل يكفي اتنين.. لو هي ماشية معانا شمال باللمة تحلى وتمشي يمين.. وخمسة لمس كتاف بنسلم.. شغلني همك وأنت معلم.. لسان جدع وصاحب سندال على حاله يحكي معاك يتألم.

ما تفوق يا سيدنا واصحى وصحصح كده ويانا.. أسمع غنانا وأرقص معانا وبلاش تنشنا وكلام أموات.. الفن كار احنا ورثناه واللحن يا شق احنا حفظناه.. متجمعين جوا الحواري وفي النوادي وخلاص كلامنا في كل مكان.

من امتى القهاوي صبحت غناوي وشايها وشيشتها فن ورساله.. عايزين تغنوا ما تغنوا فن وبطلوا شعبطة وخبط ورزع وتنطيط.. وقولوا لأخينا ينزل قوام نصيحة مني وخوف عليه.. بلاش جنان وما فيش كمان: هاخد مساحتي وبراحتي أديه.

ما تفكك بقا منينا وبلاش تعمل درويله.. يا مساء الاستغراب كلنا واحد مش أغراب.. بعد ما غبنا أدينا رجعنا وقلنا نغني مع الصحاب.. هنودي ومش هنهدي.. فاضية السكة وهنعدي.. خليك معانا وأنت تشوف هنقلبها دمار وخراب.

المهرجان فن تمام وصحابه رايقه ودماغهم فايقة تمام.. صباحنا دوشة ومسانا روشة وجنان وصويت.. في أي وقت وفي كل حتة داخلين نحارب.. سلاحنا جاهز وكلامنا هادف وطبلتنا روبعه ومعانا بطوره ودرامز ودي جي.


وسع يا شق هعدي.. تاخد تاخد وأنا ادي.. لا أنا أد حد ولا حد أدي.. هترخي هشد هتقول هرد وأسمع لكلامي وركز فيه.. هلعب لوحدي والساحة ساحتي.. طب شحط محط خد فوق وتحت لو جيت ورحت مش هتجيبني.

كلم كل الأصحاب.. هنولع وهتبقى خراب.. دا أنا جايلك وأنا مخنوق.. صحيني معاك وأنا أفوق.. ريحني وسيبني أعدي عشان يا زميلي تعدي.. واتعلم مني يا ابني.. وريهم الرجولة ولاغيني.. ولع شماريخ تعجبني.. ولع شماريخ بنظام وريهم ضرب النار.


يا ناس يا هوه ما تعقلوهم وخلوها دوشه وبلاش حريقه.. وبلغوهم إننا ساكتين وع الغلب ده أدينا صابرين ومش هينفع بعد ما كنا ناس مغرمين نشكي لده وده.. دي حرب ولا دا مهرجان طب خمسة هدوا نجيب مطافي أو حتى شرطة ونستدعي الإسعاف.
الجريدة الرسمية