حسام حسن «سجنوه كما لو كان مصريا »

أتعاطف مع الكابتن حسام كثيرًا، الرجل رأى ما لم يتصوره خلال مسيرته الكروية، الكابتن الذي اعتاد على الإشادة وتكريم المسئولين والسفر للخارج حاملًا اسم بلده لم يكن يخطر في باله أن يتم معاملته كمصري، حين تم احتجازه في قسم شرطة الإسماعيلية.

العميد لم يخف أي شيء تحدث بصراحة وجرأة معروفة عنه، فأكد أن الأجهزة الأمنية تعاملت معه مثل المجرمين رغم أنه وفقًا للقانون مجرم فقد اعتدى على موظف أثناء تأدية عمله بدليل إدانة شاهده الملايين من المصريين ولولا المصالحة كان الحكم سيكون في صالح مصور الداخلية بكل تأكيد.

يكمل مدرب النادي المصري أن طريقة ترحيله كانت أسوأ من طريقة ترحيل حبارة الذي قتل الأنفس وعليه أحكام بإعدام، بالطبع لا يدرك أن الدولة تحترم أمثال حبارة لو تمت مقارنتها بــ"عبد الرحمن موكا" المحبوس بسبب أحداث مجلس الشورى منذ أكثر من عاميــن !

حسم العميد أمره بأن حقه في رقبة رئيس الجمهورية وإنه يتمنى أن يدفن خارج مصــر، أما ابنته فأكدت أن أباها لا يستحق كل ذلك «أي يعني مصور وضربه»، المهم أنه «العميد».

أكرر تعاطفي مع حسام حسن، الرجل لا يدرى ماذا يحدث في مصر، هو يلتقى وزراء الداخلية لكن لا يدخل الحجز، ورغم إيماني أن ضباط الداخلية «وجبوا» معاه تقديرًا لزميلهم المعتدي عليه فإنه في النهاية كابوس لا أكثر.

ربما سيحتاج «العميد» إلى قراءة رسالة "عبدالرحمن طارق" المحبوس منذ عامين في قضية مجلس الشورى تحت مسمى قانون التظاهر ليدرك إن ما حدث أمر بسيط مقارنة بالشاب الذي أرسل رسالة يستغيث فيها من الحياة غير الآدمية التي يعيشها، ويطالب فقط بنقله من سجن وادي النطرون بعد انتشار الأوبئة بين المساجين.

«موكا» لخص كل شيء بالقول «أتعلم ما هي أقصى أمانينا في هذه المقابر كل ما نتمناه أن نستطيع أن نتنفس، أن نستطيع أن نغمض أعيننا لمدة ساعة واحدة فقط، فهنا من شدة الزحام كل شخص مخصص له 35 سم تلقى جسدك فيها، نحن هنا أكوام لحم نتراص فوق بعضنا، أقصى أمنية لنا في ذلك السجن أن نستطيع المكوث تحت المياه لمدة 10 دقائق".

وأكمل: "أتدري أي لون بشرة لكل شخص قابع في هذا القبر، تغيرت بسبب أصابتنا بالأمراض الجلدية وبسبب العرق وارتفاع درجة الحرارة".

بالطبع يحتاج حسام حسن قراءة مثل التقارير، صدمة الرجل في تلك الإجراءات تشير إلى أنه لا يعيش في ذلك البلد «إش حال 3 وزراء تدخلوا لإنهاء أزمته»، وليعلم أنه رغم كل ما حدث فإنه ربما يحتاج إلى شكر المسئولين ونحتاج نحن أيضًا إلى شكر المسئولين بطريقة أخرى !