رئيس التحرير
عصام كامل

3 مكاسب هامة لمصر من انقلاب تركيا

فيتو

" بذا قضت الأيام مابين أهلها.. مصائب قوم عند قوم فوائد" بيت الشعر الشهير لـ"أبو لطيب المتنبي"، يجب على مصر الآن العمل بها لاقتناص المكاسب من التصدع الذي أصاب الدولة التركية عقب عملية الانقلاب العسكرية الفاشلة التي وقعت الجمعة الماضية.


صحيح أن الانقلاب باء بالفشل وعاد الرئيس رجب طيب أردوغان إلى منصبه وسط حملة قمع أسماه "تطهير" طالت الجهاز الإداري للدولة دون استنثناء وسط توجيه اتهامات لجماعة الخدمة وزعيمها "عبد الله كولن".

بعيدا عن مجريات الأمور في تركيا التي لا تعني الشأن المصري رغم حالة الانفعال العاطفي بين المصريين ما بين مؤيد ومعارض لمظاهر الانقلاب العسكري، يجب أن يعي صانع القرار إلى أن هناك على الأقل 3 مكاسب من اهتزاز دولة العثمانيين الجدد ترصدها "فيتو" في التحليل التالي يجب على القاهرة سرعة اقتناصها.

الدور الإقليمي

المكسب الأول، الذي يجب على مصر استغلاله واقتناصه دون تردد هو "الريادة الإقليمية، خاصة أنه خلال الأعوام الخمسة الماضية عقب ثورة يناير 2011 وربما قبلها بسنوات غابت مصر عن دورها الإقليمي وسمحت للمشروع التركي بالتمدد في المنطقة لملء الفراغ وريادتها للمنطقة وتحكمها في دفة الملفات الإقليمية.

الآن ومع الاهتزار وحالة عدم الاستقرار واليقين أيضا في ثبات الدولة التركية وانكفائها الداخلي لترميم شروخ أزمته السياسية الكبرى، حان الوقت لسحب جميع ملفات المنقطة المتأزمة وعودة القاهرة "كوزموبوليتان" تستقبل القادة والزعماء لخطب ودها، والخروج من حالة العزلة التي فرضت عليها نتيجة سقوط النظام الحاكم ودخول الدولة في صراعات مريرة أنهكتها سياسيا واقتصاديا ودفتعها للخروج من ملفات المنطقة طواعية.

أرباح اقتصادية

المكسب الثاني، متعلق بالاقتصاد وهو مكسب كبير يجب على مصر اقتناص فرصته خاصة أنها منافس تقليدي من حيث القوى البشرية والموقع الجغرافى لتركيا، وفى ظل هروب متوقع للاستثمارات الأجنبية أو سعي رجال الأعمال لنقل أموالهم ومشاريعهم خارج أنقرة خشية عمليات الاعتقال العشوائي التي تطول الجميع.

أيضا تعد القاهرة وجهة سياحية منافسة لأنقرة على خريطة السياحة العالمية وهنا يجب الاستعداد جيدا بحملة ترويج هائلة تساعد في جذب عقود متوقع إلغاؤها من قبل وكالة السفر العالمية بسبب الأحداث والتواترت التي تشهدها أنقرة، وتوقع استمرار أزمتها لفترة مقبلة ليست بالهينة في ظل حالة العداء التي يناصبها النظام لجميع فئات الدولة دون استثناء.

انتهاء الإخوان

المكسب الثالث والمهم أيضا لمصر من انقلاب تركيا، يتمثل في تصدع التنظيم الدولي للإخوان وفقدان عاصمته الأساسية الآن "إسطنبول"، علاوة على توقعات كبيرة بتراجع أردوغان عن دعم الجماعة بهدف لململة ملفه الداخلي وعدم سعيه خلال الفترة المقبلة للوقوع في صدام مع دول الجوار.

عمليا سوف ينعكس هذا الأمر على الجماعة الأم في مصر التي كانت تستشعر منذ عام 2013 بوجود طرف خارجي يقوي شوكتها أمام الدولة الرسمية ويدفعها لوضع العراقيل أمام وثيقة تصالح مقبولة لدى الطرفين، خاصة أن الجماعة كانت ترى في أردوغان زعيم منقذ لرئيسها المعزول محمد مرسي.
إضافة إلى ذلك بات من المتوقع مع مرور الوقت دخول نظام أردوغان في مزيد من التوتر مع الغرب، وهو ما يعني رسميا فشل مشروع استخدمته الجماعة عدة أعوام "لافتة" عريضة لتسويق مشروعها أمام الغرب وتقديم نفسها كبديل لنظام الحكم.
الجريدة الرسمية