رئيس التحرير
عصام كامل

الناقد السينمائي سمير الجمل: أجور الفنانين دليل على وجود مال مشبوه في الإنتاج الدرامي

فيتو

  • الـ 34 عملًا فنيًا المعروضة خلال رمضان دليل على الإفلاس
  • برامج المقالب نصب واحتيال وكل الضيوف على دراية بالمقلب قبل تنفيذه
  • دور الدولة الفنى «غائب تمامًا»
  • سورة يوسف تحوى جميع مشاهد القتل والجنس وتم تقديمها في القرآن بأسلوب رائع
  • تدشين شركة مصر للسينما على غرار فكرة طلعت حرب هو الحل
  • العاملون في الفن يسيرون بمنطق الملاهى الليلية والكسب بأى ثمن
  • مطابقة الدراما للتاريخ "استسهال ودجل" 
  • الإخراج والصورة بالدراما جيدة لكن الكتابة فاشلة والتمثيل ضائع

قال الناقد السينمائى سمير الجمل في حوار لـ "فيتو" إن دراما رمضان 2016 غلب عليها طابع العنف والدم والخيانة والبلطجة والنماذج المنحرفة، وكأن هذه النماذج هي فقط المسيطرة على المجتمع، وتشبه للغاية أزمة الغش في الثانوية العامة، وجميعها تحمل في طياتها المزيد من الموضوعات المستهلكة والمعادة، ولا تحمل الابتكار أو التجديد، وتعتمد على الاستسهال والنمطية.

*هناك 34 عملا فنيا تم تقديمها في رمضان، كيف ترى مستواها؟
الـ 34 عملًا فنيًا التي تم تقديمها خلال شهر رمضان لم تحتو على أي دعوات للرقى أو القدوة الطيبة أو المساعدة في تنمية العقل والتفكير، كما افتقدت دورها الأساسى في مساعدة المواطن للتصالح مع الحياة، بل بالعكس ارتكبت جريمة في حق الجمهور.

*البعض يرى تشابها في موضوعات دراما رمضان هذا العام؟
دراما رمضان 2016 قامت بالفعل على سيناريو متقارب جدًا كالتركيز على المرض النفسى والاهتمام بإبراز دور ضباط الشرطة وهى دليل على الإفلاس، كما أن الموضوعات تعانى من التداخل مع بعضها البعض.

*هل الفن مرآة للواقع، أم أن دوره هو محاولة تغييره؟
«المهمة الأساسية للفن محاولة تغيير الواقع، أما مقولة الفن يعكس ويحاكى الواقع فلا تحمل أي شيء من الصحة»، والفن قيمة، ولذلك استعان به الله في القرآن الكريم، فالقرآن قائم على القصة، وسورة يوسف أكبر دليل على ذلك، لما تحتويه من سيناريو وحوار كامل يحوى جميع مشاهد القتل والسجن والجنس، ولكن تم تقديمها بأسلوب رائع، كما أن تجويد القرآن يحتوى على نوع من الفن والتطريب، ويرتبط الدين المسيحى بالفن والترتيلات في الصلوات.

أما عن دور الدولة الفنى فهو «غائب تمامًا»، والعمل يجرى حاليًا على تأسيس مشروع على غرار فكرة طلعت حرب بتدشين شركة مصر للسينما، يشارك فيها كل من يخشى على أخلاق أسرته وأبنائه، ويرى أن الدراما الحالية لا تمثله.

*ما سبب انحدار مستوى الأعمال الفنية؟
«منذ 5 سنوات، وبعد انسحاب الدولة المتمثلة في قطاع الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامي من مجال الفن، عانت الدراما من التدهور والانفلات الذي نشهده الآن، وصرنا نسير على هوى ونهج القطاع الخاص».

*هناك من يرى أن الفن قضية أمن قومي؟
الفن مرتبط كثيرًا بالأمن القومي، فكان للفشل الفاضح للدراما التليفزيونية آثارها السلبية على الدولة وأمنها، وأكثر مسلسل يُعد مهددا للأمن القومى في رمضان الماضى «الأسطورة» لما يحتويه من مصادر للطاقة السلبية.

*هل صحيح أن الدراما التليفزيونية وراء الانفلات في الشارع المصري؟
أنا أتهم الدراما التليفزيونية بإحداث انفلات أمني في الشارع المصري، وارتفاع أجور الفنانين وهبوط المستوى الفنى يشير إلى وجود مال مشبوه في الإنتاج الدرامي، فالفنان وصل ما يتقاضاه إلى أكثر من 30 مليون جنيه.

*كيف رأيت برامج المقالب على كثرتها في رمضان؟
أحذر من استمرار سياسة محاصرة الجمهور بالأعمال الفنية خلال شهر رمضان، وبرامج المقالب مجرد برامج نصب واحتيال، وكل الضيوف على دراية بالعمل الفنى قبل تنفيذه.

*هل الدراما يمكن أن تتطابق مع التاريخ؟
مطابقة الدراما للتاريخ يمثل استسهالا ودجلا، فليس كل من كتب مشهدًا يطلق على نفسه مؤلفا، فالمؤلفون في هذه الأعمال يكتبون حصص إملاء وليس عملا إنتاجيا دراميا ذا قيمة، غير أن «الإخراج في الدراما الرمضانية في مجمله جيد، والإيقاع سريع والصورة التليفزيونية جيدة إلا أن الكتابة فاشلة والتمثيل ضائع فالمشهد الذي ليس له معنى لا قيمة في تمثيله، والعاملون في الفن حاليا يسيرون بمنطق الملاهى الليلية والكسب بأى ثمن».
الجريدة الرسمية