رئيس التحرير
عصام كامل

سرقة المال العام في الطريق الصحراوي بالمنيا.. عصابات تستولى على أسلاك الألومنيوم وأبراج الكهرباء.. أصحاب المزارع يسرقون التيار بمعاونة أباطرة الخردة.. والحكومة تتحرك لإزالة المخالفة بعد سنة

فيتو

"عصابات سرقة ومافيا الخردة وأصحاب مزارع"، ثلاثة عناصر شكلا مثلث رعب بالطريق الصحراوي الغربى المار على محافظة المنيا، اتفقوا فيما بينهم على إهدار المال العام في مصر عامة، وشركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء خاصة، عن طريق سرقة الكابلات والمحولات الكهربائية وأبراج الجهد المتوسط التي تحمل الشركة والدولة مبالغ باهظة، ناهيك عن احتيال أصحاب المزارع في توصيل الكهرباء لمزارعهم، وسط غيبة الوعي التي أصابت أصحاب المزارع إلى مخاطر هذه الخطوط.


100 برج
فسرقة الكابلات الكهربائية "الضغط العالى" وأسلاكها وجميع محتوياتها، زادت في الآونة الأخيرة، فقد تم سرقة ما يقرب من "100" برج ضغط متوسط مما تسبب في خسائر فادحة للشركة تصل ملايين الجنيهات خلال فترة الانفلات الأمني عقب ثورة 25 يناير، حيث قامت العصابات بفك قواعد أبراج الضغط المتوسط الكهربائية بالأراضى الزراعية وإسقاطها والاستيلاء على مئات الأطنان من أسلاك الألومنيوم وسبائك النحاس والمهمات الكهربائية وبيعها لتجار الخردة.

ويتوجه اللصوص إلى تجار الخردة الذين يشترون المسروقات بثمن بخس، وتكتمل الدائرة عندما يحاول "صاحب المزراعة" إدخال التيار الكهربي بعيدا عن سلطة شركة الكهرباء، يقوم بالتوجه إلى شركة تصنيع المحولات الكهربائية لشراء المحول بسعر أقل بكثير من سعر الشركة، ليوفر له أكثر من 100 ألف جنيه، ثم يتوجه إلى مافيا الخردة ويقوم بشراء الكثير من الأسلاك الكهربائية المسروقة، وأعمدة الإنارة، يكتمل بذلك المواد الأساسية الخاصة لإضاءة مزرعته، ويكون بذلك قد وفر أكثر من 150 ألف جنيه.

ولكي يستطيع صاحب المزرعة توصيل التيار يتستعين بفنيين يفصلون الكهرباء عن أقرب برج ضغط متوسط ويتم توصيل السلك بالمزراعة.

بعد سنة
الغريب والمدهش، أن قوات تنفيذ الأحكام بعد أن تقوم شركة الكهرباء بتحرير المحضر ضد أصحاب المزارع، يتم تنفيذ إزالة الأبراج وأسلاك الضعط المتوسط وأعمدة الإنارة بعد عام كامل من البلاغ على حسب خطة التنفيذ.

ويستعمل سارقو أبراج الجهد المتوسط، حبلا طويلا في نهايته قطعة من الحجر ويتم إلقاؤها على الثلاثة أسلاك الكائنة ببرج الضغط العالى يتم شد الحبل بقوة فيفصل الخط مباشرا وبعدها يتم الصعود على البرج ويقص الأسلاك من أول برج ويتم سحبها ثم قصها على هيئة دوائر وإلقاؤها داخل السيارات والذهاب بها إلى مكان معروف يتم فيه انصهار السلك الألومنيوم وذلك لنزع السلك الصلب من داخله حتى يصبح ألومنيوم نقيا.

من المعروف أن ثمن المحول يبدأ من 200 ألف جنيه إلى 300 ألف جنيه فبعد أن يتم فصل الخط بنفس الطريقة السابقة "سرقة الأسلاك" يقوم السارق بالصعود على البرج وإلقاء المحول على الأرض.

وبعد ذلك يتم فك المسامير السطحية الموجودة في المحول ويتم إخراج القطع النحاسية الموجودة بداخله مع العلم أن كيلو النحاس الموجود بداخل المحول يصل إلى 800 جنيه "زهو النحاس"، الذي يضاف في عمل الذهب.

ويقوم أحد الأفراد "السارقين" بإطلاق طلقة نارية على الكابل فيتم فصل الكابل مباشرا وبعدها يتم استخدام منشار لقطع الكابل ما بين الأرض والبرج وإظهار قرابة نصف متر من أول الكابل ويتم ربط هذا الكابل بحبل شديد أول هذا الحبل في أول الكابل وأخرى في سيارة نقل كبيرة أو جرار زراعي لكي يقوم بسحب الكابل من تحت الأرض.
الجريدة الرسمية