رئيس التحرير
عصام كامل

بعد فشل الانقلاب في تركيا.. مهاجرون يرحبون ويتساءلون

فيتو

على خلفية المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا أخيرا تتباين موافق العديد من الأتراك والأكراد والعرب المقيمين بألمانيا بين مرحب بفشلها ومتسائل عن مستقبل تركيا. DW عربية رصدت بعض الآراء في برلين.

العلم التركي يرفرف على شرفات بعض البيوت في أحياء برلين، ومن حين لأخر تمر سيارات في شوارع العاصمة وهي مزينة بالعلم التركي أيضا، حيث يشبه مشهد قوافل السيارات مشاهد الاحتفالات، عندما ينتصر المنتخب التركي لكرة القدم في مباريات دولية حاسمة. لكن المناسبة هذه المرة مختلفة وترتبط بالمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا مساء الجمعة الماضية ( 15 يوليو 2016).

يعيش في حي "فيدينغ" بالعاصمة الألمانية عدد كبير من العائلات العربية، والتركية، والكردية. وداخل أحد المطاعم التركية يتابع الحاضرون، خلال تناول الطعام أو شرب الشاي ما تبثه القناة التليفزيونية التركية هناك باهتمام كبير. ويبدو أن اهتمامهم هذا لازال قويا كما كان الأمر في الساعات الأولى بعد الإعلان عن محاولة الانقلاب قبل أيام في موطنهم الأصلي.

مشاعر الحسد بسبب نجاح أردوغان


بالنسبة للنادل مصطفى (اسم مستعار)، فإن محاولة الانقلاب هذه "كانت فعلا هبة من الله لأردوغان وللأتراك الوطنيين للتخلص من الخونة". ويشرح موقفه في لقاء مع موقع DW عربية قائلًا: "أردوغان ساهم في تقدم تركيا، وهو يتصدى للسياسيين الفاسدين ويدافع عن مصالح الأتراك في المنطقة وفي العالم، وقد جلب له ذلك مشاعر الحسد بشكل قوي وأيضا من قبل الجيش".

أما بالنسبة لزميلته ياسمين (اسم مستعار) والتي تعمل هناك أيضا، فالأمر يختلف وتقول: "من الصحيح أن أردوغان قام بأشياء جيدة لتركيا لكن في بداية ولايته كرئيس للوزراء فقط، ولكن مع الوقت تراكمت الأخطاء. فبعدما تذوق طعم السلطة لم يعد يفكر إلا في منصبه. وأنا أرفض أن يكون التخلص منه عبر انقلاب عسكري، بل من خلال الانتخابات".


"محاولة الانقلاب مسرحية"


غير بعيد عن المطعم التركي توجد إحدى الجمعيات لأكراد تركيا وبداخلها عدد من أعضائها، حيث كانوا يدخنون ويشربون الشاي ويتبادلون أطراف الحديث، ومن حين لآخر تلتفت أنظارهم لمشاهدة إحدى القنوات التركية التي كانت تبث صورا لبعض المتهمين بالتورط في محاولة الانقلاب.

ويلاحظ المشاهد "بالشي"، أحد أعضاء مكتب الجمعية قائلا: محاولة الانقلاب هذه هي مسرحية فقط".

ويوضح "بالشي" موقفه ل DW عربية قائلا: "أردوغان هو سياسي مناور. فقبل أعوام دعا الأكراد للحوار لكنه تخلى عن وعده. كما إنه دعم "داعش" في سوريا، وتخلص من العديد من خصومه في الجيش. ما يحدث الآن هو استمرارية للمسلسل الذي تبعه منذ توليه لمنصب الرئيس".

ويقاطعه أحد الأعضاء في جمعيا برنة ساخرةً: "الانقلابات العسكرية الناجحة تبدأ في الصباح الباكر قبل أن يستيقظ الناس من النوم وليس عندما يتناولون وجبه العشاء. والمتهمون بتدبيره نفوا أية صلة لهم بما حدث".

بعد فشل المحاولة الانقلابية وجه رجب طيب أردوغان أصابع الاتهام إلى قيادات في الجيش التركي محسوبة على حركة "خدمة" التابعة للداعية التركي فتح الله غولن". غير أن غولن الذي يقيم في شرق الولايات المتحدة نفى قطعا تلك الاتهامات ولم يستبعد "أن يكون أردوغان نفسه هو من دبر هذه المحاولة".

وأمام اختلاف المواقف هذه فضل بعض المواطنين الأتراك الإلتزام بالصمت والتهرب من إبداء الرأي حول ما يجري، كما هو الشأن بالنسبة لبائع الساعات "ظافر" الذي اكتفى بالقول: "ليس لدى أي تفسير وليست لدى معلومات كافية لأقول رأيي في الموضوع. كل ما يهمني هو عملي".

مهاجرون عرب يتابعون تطور الأحداث في تركيا

لم يقتصر تباين المواقف والتقييمات للمحاولة الانقلابية على الأتراك فقط، بل امتد للجاليات العربية في برلين أيضا. وبالنسبة لبائع الخضر إبراهيم من لبنان فإن "الانقلابات العسكرية لا تبني الديمقراطية، بل تدمرها".


لكن يضيف المتحدث قائلا "سواء كان الانقلاب مدبرًا من طرف أردوغان آو من أي شخص آخر، فأردوغان تم انتخابه ديمقراطيا، وهو يقوم الآن بإقصاء خصومه ويضطهدهم، وعلى الأتراك عدم دعمه في هذا الاتجاه المخالف للديمقراطية".

أما زبونه السوري فقد صرح ل لموقع DWعربية قائلا: "نحن لا نريد التدخل في الشأن التركي وهو ما ينبغي على الأتراك فعله تجاهنا أيضا. وكل الناس يعلمون كيف تدخل أردوغان في سوريا فقط من أجل مصالحه".

وزير الداخلية البافاري يواخيم هيرمان حذر من حدوث تدهور في العلاقات بين الأتراك المقيمين في ألمانيا على خلفية فشل محاولة الانقلاب العسكري في تركيا. وأضاف السياسي الألماني في تصريح له اليوم لصحيفة " برلينر تسايتونغ "، إن بلاده "تراقب التطورات في تركيا بقلق كبير".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية