رئيس التحرير
عصام كامل

الإهانة والإذلال سلاح سياسي!


أكثر ما لفت الانتباه في أحداث تركيا هو تعمد قوي الأمن وشباب حزب العدالة والتنمية على إهانة وإذلال أعداد غفيره من جنود وضباط الجيش التركي أثناء وبعد إلقاء القبض عليهم، ومعهم من تم الإمساك به من غير العسكريين.. وإذاعة وبث الفيديوهات التي شملت تعرية هؤلاء وإجبارهم على خلع ملابسهم سواء العسكرية أو غير العسكرية والاكتفاء فقط بنصف ملابسهم الداخلية، كان أمرًا متعمدًا ومقصودًا حتى تتحقق الإهانة كاملة ويتم الإذلال على نطاق واسع.


إنه الردع المستهدف والانتقام من خصوم أردوغان وحزبه وأيضًا الزجر لكل من تسول له نفسه مستقبلا لرفع صوته بالاعتراض أو الرفض أو حتى التذمر على سياسات هذا الحكم الفاشي المستبد الذي في غضون ثلاثة أيام فقط اعتقل ثمانية آلاف من العسكريين والمدنيين وشرد نحو ثلاثة آلاف قاض وستة آلاف من أجهزة الأمن التركية وأقال ٣٠ محافظًا، ومازال مستمرًا في إجراءات الانتقامية.. إن نظام أردوغان يبغي بث الخوف في نفوس الأتراك حتى يسهل له السيطرة عليهم والتحكم فيهم مستقبلا.

وهذه هي خبرة العثمانيين في البلاد التي سبق لهم غزوها احتلالا وكان من بينها مصر.. خبرة تعتبر الإهانة والإذلال سلاحًا سياسيًا يستخدم على نطاق واسع وبلا مراعاة لأي عقائد دينية يدعونها أو حقوق الإنسانية عامة.. وأردوغان وأنصاره يؤكدون بذلك كل التحليلات التي تصنفهم بالعثمانيين الجدد.. ولذلك لا يجب أن نفاجأ أو تصدم بما يرتكبه أردوغان من جرائم الآن فهو يكرر ما فعله أجداده القدامى.
الجريدة الرسمية