رئيس التحرير
عصام كامل

مذابح أردوغان والإخوان !


كشفت مناقشة تمت بالمصادفة بينى وسائق تاكسى أن الإخوان معجبون بما يفعله أردوغان وأنصاره في تركيا الآن من اعتقالات بل وقتل للمتهمين بالتورط في الانقلاب الفاشل وعمليات الطرد والعزل الواسعة التي ضمت نحو ثلاثة آلاف قاض وثمانية آلاف من رجال الأمن والمئات من الجنرالات وقيادات الجيش التركى ورجال الإعلام والصحافة.. والأخطر أنهم يرون ذلك أمرا ضروريا إذا ما دانت لهم السلطة مجددا في مصر.


وهذا يكشف أولا عمق الصلات الوجدانية وليست التنظيمية والسياسية والمالية واللوجيستية بين الإخوان في مصر والرئيس التركى الذي تحول مؤخرا إلى وحش ينهش في لحم كل من يشك في أنه لا يمنحه تأييده.. كما يكشف ثانيا أن ذلك ما كان سوف يفعله الإخوان تحديدا في مصر إذا ما نجحوا في إجهاض ثورة 30 يوليو واستمروا يمسكون في الحكم.

كانوا سوف ينقضون على الجميع بشراسة.. القضاء والاعلام والأحزاب السياسية والشرطة وأيضا القوات المسلحة، وهو ما يبدون الندم أنهم لم يسرعوا بتنفيذه قبل 30 يونيو، وهذا ما أكده مرسي وهو في قفص الاتهام أثناء الدفاع عن نفسه في قضيتى التخابر واقتحام السجون عندما قال: ياليتنا كنا اخونا الدولة بالفعل، ثم أكده سائق التاكسى الذي تبينته من أول جملة قالها أنه إخوانى عندما قال إن ذلك هو الحل الذي تحتاجه للتخلص من كل مشكلاتها!

لا أقول ذلك حتى نتبين جميعنا عظمة ما قمنا به في 30 يونيو عندما تخلصنا من حكم الإخوان الفاشى، والدور الشجاع لقيادة قواتنا المسلحة في دعمنا، وإنما الأهم لنحمى أنفسنا من الذين يتربصون بنا ويتأهبون للانقضاض علينا مجددا، والذين يعملون الآن على النيل من تماسكنا الوطنى، سواء بترويج الشائعات أو إثارة الفتن الطائفية أو بالتقاعس عن مواجهتها أو بالتراضى في حماية أصحاب الدخول المحدودة من خطر التضخم.
الجريدة الرسمية