رئيس التحرير
عصام كامل

لسنا فراعنة


نعم نحن لسنا فراعنة.. بل مصريون.. وأجدادنا ليسوا فراعنة بل مصريـون..

حكاية الفراعنة هذه هي أكذوبة إسرائيلية يهودية أطلقها اليهود لتزييف التاريخ وإلصاق تهمة مطاردة اليهود عند خروجهم من مصر مع نبى الله موسى.. بالمصريين لتلتصق التهمة بالمصريين أبد الدهر وهم منها براء.. بهدف الإساءة للمصريين وأنهم استحيوا النساء وذبحوا الأطفال.. وهى من أفعال الشعوب الهمجية.. وليست من صفات أو أفعال شعب متحضر كالمصريين القدماء..


فالملك الذي طارد اليهود عند خروجهم هو "فرعون" هذا هو اسمه وليست صفته.. وهذا ما قاله وأعلنه الدكتور مصطفى وزيرى، مدير عام آثار الأقصر.. في ورقة بحثية أعدها والقاها منذ شهور قليلة ولكن للأسف لم ينتبه إليها أحد ربما عمدًا، حيث (أكد أن فرعون الذي زامن عصر سيدنا موسى عليه السلام كان اسمه فرعون وليس ملكًا من القدماء المصريين كما ينتشر بيننا.. بل كان من البدو الجبارين الذين يطلق عليهم الهكسوس.. وحكم قطعة من مصر) وقد طرد أحمس الهكسوس من مصر.. بعد ذلك..

وأضاف أيضًا (أما اسم فرعون فهو اسم علم لرجل من الرعاة الأعراب الهكسوس تجمعوا في مكان بمحافظة الشرقية المسمى حاليًا قنطير الختاعنة وجعلوها مقرا لحكمهم.. تسمى أفاريس أو أواريس.. وتعنى باللغة العربية "المدينة".. وأن هذا الرجل فرعون لا يمت بصلة لأسماء ولا لألقاب ملوك مصر من المصريين)..

وقال أيضًا (إن فرعون لو كان مصريًا كما يدعى البعض لرحب بإخراج الأجانب من أرضه) وليس العكس كما حدث.. 

ويؤكد هذا أيضًا الدكتور نديم السيار في كتابه "قدماء المصريين أول الموحدين".. أن فرعون موسى لم يكن مصريًا.. إنما هو واحد من ملوك الرعاة الهكسوس المحتلين.

وللدلالة على أن "فرعون" اسمًا وليست صفة أو لقبًا.. استشهد الدكتور مصطفى وزيرى بآيات بالقرآن الكريم وقال ( لم ترد آية واحدة في القرآن تقول إنه فرعون مصر.. على غرار عزيز مصر أو ملك مصر.. والأنبياء "إبراهيم ويعقوب ويوسف" رغم مجيئهم إلى مصر ومعاصرتهم لحكام في عصورهم.. إلا أنه لم يطلق على أي من هؤلاء الحكام لقب فرعون.. فالحاكم الذي عاصر سيدنا إبراهيم أطلق عليه ملك.. والحاكم الذي عاصر سيدنا يوسف أطلق عليه ملك في خمس مواضع.. بينما الحاكم الذي عاصر سيدنا موسى أطلق عليه فرعون في 74 موضعًا في القرآن.. بدون أداة التعرف "الـ ")

ونلاحظ في سورة غافر قال الله سبحانه وتعالى" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ(23) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ( 24)، "كما أن موسى اسم علم ففرعون وقارون وهامان أسماء أعلام وفي سورة الأعراف الآية 104 قال الله سبحانه وتعالى "وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ"..

لقد أدخلنا اليهود زمنًا طويلًا في متاهة من هو فرعون موسى.. لنبحث عن هذا الفرعون في ملوك مصر في حين أنه هو فرعون الملك الهكسوسى.. وطوال هذه السنوات القرآن أمامنا ومنذ أكثر من 14 قرنًا يقول لنا فرعون اسم علم وليس لقبًا أو صفة ولكننا سرنا وراء الكذبة اليهودية وصدقناها..

وبالعودة إلى اللغة المصرية القديمة لا نجد كلمة فراعنة نسبة إلى فرعون.. ولتسألوا أساتذة المصريات.. وما يوجد في اللغة المصرية القديمة "بر-عو" أو بر-عا ".. و"بر" تعني "بيت" و"عا " تعني "كبير".. أي "البيت الكبير".. وهذا المصطلح كان يطلق قديما على القصر الملكي والإدارة الحكومية.. وفي عهد "تحتمس الثالث" كما يقول المتخصصون صار يطلق على الملك نفسه.. فالملك هو أكبر رجل في مصر مقاما وبيته هو أكبر بيوت مصر.. أما كلمة فرعون فانتقلت إلى اللغة العربية من الكتابات العبرانية.. وقد تم تحريف "بر- عا" أو "بر – عو" عمدًا إلى فرعون نسبة إلى الحاكم الذي طارد اليهود عند خروجهم من مصر مع النبى موسى.. لغرض في نقس أبناء يعقوب..

لذا نحن مصريون ولسنا فراعنة.. وأجدادنا المصريون القدماء وليسوا "الفراعنة".. وعلينا أن نصحح هذا الخطأ الذي نردده تباهيًا للأسف ليل نهار ونحن نُدين أنفسنا من حيث لا ندرى..
الجريدة الرسمية