رئيس التحرير
عصام كامل

المجرم الحقيقي في قضية «النائبة والضابط»!


الإجرام الحقيقي -وطبقا لكافة المعلومات المتوفرة حتى كتابة هذه السطور- في قضية النائبة زينب سالم نائبة الشرقية التي اشتبكت مع ضابط مدينة نصر وتبادل الطرفان الاتهامات بالتعدي على الآخر هو ما جري في الشارع وليس في قسم الشرطة والمجرم الحقيقي هو من اعتدي على حرمات الناس و"عاكس" فتاة تسير بجوار أمها وشقيقها وهو من اغتر بقوته وشعاره "الكثرة تغلب الشجاعة"، فاعتدوا وهم ثلاثة أشخاص على شقيق الفتاة بعد أن رفض -طبعا- سلوكهم وتصرفاتهم فاعتدوا عليه بالأيدي ثم بشومة خشبية ثم بآلة حادة أخرجت أحشاءه ونقل إلى المستشفي في حالة خطرة!


الأحداث السابقة جرت في الشارع وعلى أعين الناس وفي أكثر شوارع مدينة نصر ازدحاما ومنه نستنتج القدرة على التجاوز ومنه نستنتج كم الحالات المماثلة الذي فعل "ثلاثتهم" الفعل نفسه وربما انتهت الحالات السابقة إلى صمت أصحابها أو انتهت إلى خوفهم من "الكثرة" التي تغلب الشجاعة، أو انتهت بالتهديد والوعيد طالما هناك نائبة تقبل بمثل هذه السلوكيات وتقبل بتجاوز القانون وتقبل بأن تذهب للإفراج عن متهمين عاكسوا فتاة أمام أمها وشقيقها وفي قلب أكثر شوارع مدينة نصر ازدحاما وعلى أعين الناس!

الآن.. ما مصير المسكين الذي بين الحياة والموت ضحية الدفاع عن عرضه وشرفه وكرامته؟ وأين شركاء المقبوض عليه وقد ذهبت سيرتهم بالانشغال في القضية الفرعية المترتبة على الفعل الأصلي؟ وأين السيارة التي كانوا فيها وفروا بها طبقا لشهادة الشهود؟ وما حال الأم الجريحه والتي ربما زارت الموت وعادت وهي تري أحشاء ابنها أمامها بفعل سكين غادر؟ وما مصير الابنة وهي مجني عليها في كل الحالات وفي كل ما جرى؟!

الأسئلة كثيرة.. إنما كنا ننتظر من نائب البرلمان-أي نائب وكل نائب- أن يكون مع الحق ولو على نفسه.. يشهد به ولو على ذي قربى.. يدرك أنه مثل وقدوة في احترام القانون واحترام القيم قبل القانون واحترام كرامة وأعراض الناس وشرفهم قبل كل شيء.. كنا ننتظر أن تختبر الأحداث نواب الشعب وينجحون ونختبرهم بالأحداث من جديد وينجحون.. ولم نتوقع سقوط بعضهم بهذه السرعة وبهذه الطريقة وفي مثل هذه القضايا وفي سنة أولى حصانة!
الجريدة الرسمية