لجنة الطاقة والبيئة بالبرلمان تناقش قضية الحوت وأسماك القرش
ناقشت لجنـــة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، في جلستها أمس الاثنين، برئاسة حمادة غلاب، وكيل اللجنة، أزمة ظهور الحوت وأسماك القرش، على الشواطئ المصرية، وهو الموضــوع الذي شغــل الرأي العام المصري في الفتــرة الأخيرة.
وقال خالد فهمي، وزير البيئة، إنه لا يستطيع الوصول لاستخلاصات لظاهرة، مثل ظاهرة الحوت والقرش، بدون دراسة متعمقة، مؤكدًا أنه لابد من دراسة البحر المتوسط كله، في ظل التغيرات المناخية الحالية.
وأكد الوزير عودة الحوت مرة أخرى إلى مارينا بالأمس عند نفس المدخل الذي خرج منه، وأنه تم رصده، محللا ذلك بأنه ربما يكون تائه أو أنه سيستوطن، وبالتالي سيغير بيئته ومكانه الجغرافي، وربما ينفق وتلقيه الأمواج على الشاطئ، مؤكدًا أنه في كل هذه الحالات الوزارة لديها خطط مواجهة، لافتًا إلى أنـه من المهم الرصــد البيئي لهذه الظاهرة، ويمكــن أن تتسع الدائــــرة ويوضــع تحت اتفاقيــــة برشلونة ومصر عضــو فيها.
وأشار الوزير إلى أنه ليس هناك خطــورة من الحــوت، مطالبًا عدم استخدام أسلوب عدائي ضــده في حالة ظهــوره، وأن جهود الوزارة من أجل اتفاقات الحوت، لافتًا إلى احتمالية عمل طلعات جوية للمسح لو تكررت رؤيته.
تابع فهمى أنه بالنسبة لظاهرة أسماك القرش توقع أن يكون هناك خطأ في السلسلة الغذائية بسبب الصيد الجائر، وأن القرش يهاجم البشر بسبب ممارسات خاطئة منهم عن غير قصد، مشيرًا إلى زيارته للشاب الذي هاجمه القرش، وأنه تحدث بكل تفاصيل الواقعة، وعلم منه أن قائـد المركب كان يعد طعامًا ويلقي مخلفات السمك في المياه، مما أدى لتوفير المياه وجذب القرش من خلال الرائحة، ونزل الشاب بعد عملية التزفير فهاجمه القرش.
وشدد وزير البيئة على أن المنتجعات السياحية التي تمتد بطول شاطئ البحر الأحمر في العين السخنة، يجب أن تلتزم بضوابط أهمها منع السباحة في أماكن الصيد، مؤكدًا أن الوزارة تفعل برنامج رصد القرش، وتم توفيــر المراكب والشباب في الوزارة المدربين جيدًا على هذا البرنامج.
كما نوه وزير البيئة إلى ضرورة تنظيم عملية الصيد الجائر وإذا خلصت الدراسة أن هناك خللًا نتيجة عدم التوازن بين الأنواع لابد من التدخل لإعادة التوازن في إطار الالتزامات الدولية.
من جانبها قالت الدكتورة عزة الجنايني، عضو المعهد القومي لعلوم البحار والمصايف، إن الحوت الذي ظهر في مارينا أول أيام العيد صباحًا، تم تسجيله من بوغاز 1 في مارينا، طوله نحو ٥ و٦ أمتار، لافتة إلى أنه حوت زعنفي، وأن هذا النوع بهذا الحجم ما زال رضيعًا، واحتمالات سبب دخوله أن يكون شرد من القطيع.
وأشارت عزة إلى أن القطيع من ٧؛٨ حيتان منها الأم، مضيفة: "بينما تتبعنا اتجاهات التيارات البحرية، وجدناها تسير بطريقة دائرية، لذلك لم يستطع الخروج لمدة يوميــن، ثم مر بقرية ماربيلا بعدها انطلق إلى البحر المفتوح".
وأوضحت عزة أن الحيتان على مستوى العالم ٧٨ نوعًا منها ١٩ نوعًا في البحر المتوسط، وهذا الحوت متضمن الأنواع المستوطنة البحر المتوسط، مضيفة أنه ليس لديه أسنان ويتغذى على الكائنات الدقيقة والأسماك الصغيرة والقشريات، مؤكدة أن الحيتان من أنواع الدلافيــن ليس لها أي خطورة على الإنسان.
وفيما يخص ظاهرة أسماك القرش في البحر الأحمر وخاصة في العين السخنة أكدت عضو المعهد القومي لعلوم البحار والمصايف، أن هجوم القرش يحدث في كل سواحل العالم ومصر في ذيل القائمة التي يحدث فيها هجوم للقرش وهي الدولة ٣٥ عالميًا لهجوم القرش.
وأعلنت عزة أن ماحدث في منطقة وادي الضو بالعين السخنة، حين هاجم القرش طالب يسبح في المنطقة، قائلة إن القرش يتم صيده يوميا وإنها منطقة نفوذ لسمك القرش، وفي يوم الهجوم المركب كانت على بعد نحو ٣٠ مترًا، وبالقرب منها مركب أخرى تصطاد قروش عن طريق قذف الأسماك في الماء كطعم للقرش.
وتابعت عزة أن القرش لا يفرق بين الطعم وبين الإنسان، ومن هنا اعتقد القرش الشاب طعمًا، بالإضافة إلى الارتفاع في درجات الحرارة في نفس اليوم، وهو ما يزيد معدلات الأيض لدى القرش ويجعلها نهمة للطعام.